Thursday, May 24, 2012

تسألون لماذا أنتم مجوس.. هاكم الرد

طارق آل شيخان
من فنون الكتابة الصحافية لأي كاتب مقالات، ضرورة تضمين المقالة الأدلة والبراهين والإثباتات التي تؤكد ما يسوقه الكاتب من اتهامات أو انتقادات أو آراء في المواضيع التي تتم مناقشتها في سياق المقالة، تأكيدا للمصداقية والمهنية التي يجب على الكاتب انتهاجها في مقالاته. وحينما يستخدم كاتب هذه السطور مصطلح (مجوس) والصاقه بمريدي ومنظري فكر وعقيدة الثورة التكفيرية في ايران، واذنابها ومرتزقتها في العراق ولبنان والبحرين والسعودية واليمن، فمرد ذلك الى مسألة مهمة وهي تنزيه الشيعة والفكر الشيعي النقي، الذي سطره وسار عليه النفر الطاهر من آل بيت رسول الله، عليه وعلى النفر الطاهر من بيته أفضل الصلاة والسلام، من الكفريات والشركيات التي ينتهجها هؤلاء المجوس. هذا بالاضافة الى توجيه رسالة الى السنة بأن ما يقرؤونه ويسمعونه من سب ولعن وكفر وشرك وقبوريات لا يمثل المنهج الشيعي الطاهر، وانما يمثل فكرا قذرا عنصريا تكفيريا أراد تسويق شركياته وكفره، تحت عباءة الفكر الشيعي. ولهذا فان استخدام مصطلح (مجوس) هو لوصف فئة عنصرية شاذة تكفيرية لا تمت للفكر الشيعي بصلة، جوهرها تمجيد الامبراطورية المجوسية واعادة احتلال الأراضي العربية ومحاولة كسر أنف وشموخ العرب، وجعلهم كقطعان غنم تسير برغبة الولي الفقيه، وغلافها التستر بآل البيت.
وكما اسلفنا، فإن على الكاتب ان يثبت آراءه بدليل وبراهين حينما يناقش أمرا ما، وهو ما سنقوم به على مدى مقالاتين، نسوق فيها بعض الأدلة والاثباتات، التي تؤكد ان الفكر الشيعي الطاهر بريء من هذه الفئة القذرة التي نصفها بالمجوس. ولعل أبسط دليل نسوقه هو مسألة الطعن بزوجة الرسول المعصوم الطاهر أشرف البشر، عليه وعلى النفر الطاهر من بيته الصلاة والسلام.
فالمجوس يطعنون بزوجة الرسول ويتهمونها بأوصاف لا يمكن لأي انسان ولو به ذرة ايمان ان يتقبلها. وبعيدا عن نوعية الاتهامات التي يطلقها المجوس، فإن الرد اجمالا سيكون كالتالي:
اولا: يقول الله في كتابه العزيز مخاطبا عبده وصفيه “وإنك لعلى خلق عظيم”. ومعنى هذه الآية ان الرسول طاهر لا يمكن له ان يرتكب معصية أو يرضى بمعصية أو يعيش مع زوجة عاصية. ولو افترضنا والعياذ بالله ان ما تقوله المجوس صحيح في حق السيدة عائشة، وهي برغم معصيتها وفسوقها والعياذ بالله والرسول لم يطلقها ولم يطبق عليها شرع الله، فانه في هذه الحالة والعياذ بالله سيكون ليس على خلق عظيم والعياذ بالله. وهو ايضا والعياذ بالله رضي بزوجة خبيثة مخالفا قول الله تعالى “الطيبون للطيبات”. أي ان عائشة الخبيثة والعياذ بالله كما تقول المجوس، هي زوجة والعياذ بالله لشخص غير طيب، حاشا للرسول المعصوم الطاهر ان يكون كذلك، مما يضعنا أمام حالتين وهما: اما ان كلام المجوس صحيح وبالتالي فإن كلام الله والعياذ بالله للرسول بأنه على خلق عظيم، وبأن الطيبون للطيبات هو قول غير صحيح لانه رضي بالارتباط بعائشة حتى لفظ انفاسه الاخيرة من غير أن يطلقها لمعصيتها ولفسوقها، أو أن قول الله تعالى هو الصواب وان المجوس على ظلال. وبالتالي فانه يتضح لنا هدف المجوس الخفي، وهو الطعن بالرسول بطريق غير مباشر، مما يعني كفر هؤلاء المجوس كفرا واضحا، لانهم اصروا على الطعن بعائشة وبالتالي طعنهم وتكذيبهم القرآن. فهل تريدوننا وتريدون من السنة ان يصفوا الفكر الشيعي الطاهر بانه فكر مجوسي؟ أم تريدوننا ان نطلق على هؤلاء مصطلح (مجوس) وننزه الفكر الشيعي عن هذا الكفر الواضح؟ العقل والمنطق والامانة تستوجب الفصل بين الاثنين.
ثانيا: يقول المجوس ان امرأة لوط عليه السلام هي زوجة نبي طاهر وكانت فاسقة، ويمكن ان ينطبق الامر على الرسول الكريم وعلى زوجته عائشة. والرد بكل بساطة على حقارة وقذارة ونجاسة ومجوسية هؤلاء بسيط جدا. فإثبات فسق زوجة لوط كان واضحا بالقرآن الكريم، حيث أنزل الله آية صريحة واضحة بفسق امرأة لوط. فهل جاء القرآن الكريم بآية صريحة تثبت فسق السيدة عائشة؟ أكرر آية واضحة وصريحة تثبت فسقها والعياذ بالله كما كان الامر مع امرأة لوط. أكرر ايها المجوس، آية وليس خرافات يتم نسبها والعياذ بالله للأئمة. أكرر للمرة الثالثة، زوجة لوط نزلت فيها آية واضحة، فهل أنزل الله آية واضحة وصريحة تثبت فسق السيدة عائشة؟ الأمر الثاني هو أن لوط عليه السلام لم يكن أشرف البشر وخير ما في الدنيا من الانس. أما الرسول عليه الصلاة والسلام فهو المعصوم. وهو سيد الاولين والآخرين. وهو من اختاره الله نبيا خاتما لكل البشرية. وهو أول من يدخل الجنة. وهو الذي طهره الله منذ نعومة اظافره. فهل بعد هذا التكريم الالهي يرضى الله عز وجل ان تكون لهذا الرسول الطاهر زوجة فاسقة وعاصية، كما تقول المجوس عليهم لعنة الله؟ وهل يرضى الله وهو القائل “والله يعصمك من الناس” أن يأتي مشرك ويستهزئ بمحمد والعياذ بالله قائلا: “قبل ان تتكلم عن الشرف وعن الزوجة الصالحة وعن حفظ الفرج، قم بتربية زوجتك قبل ان تتحدث وتنصح الناس”. هل ترضون يا مسلمين بذلك؟ اهكذا بكل سهولة يعطي الله المشركين فرصة للطعن بالرسول الطاهر المعصوم؟ هل يرضاها عقل بشري؟ هل هذا تكريم الله لصفيه ونبيه ان يعطيه زوجة؟ هل تريدوننا ان نقول بأن الفكر الشيعي هو من يقول هذا الكفر؟ أم ان من يقول بذلك هم المجوس عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين منذ ان نطقت ألسنتهم بهذا القول الى ان يرث الله الارض وما عليها؟
حينما يستخدم كاتب هذه السطور مصطلح (مجوس) وإلصاقها بمريدي ومنظري فكر وعقيدة الثورة التكفيرية في إيران، وأذنابها ومرتزقتها في العراق ولبنان والبحرين والسعودية واليمن، فمرد ذلك ليس لأن هؤلاء يعبدون النار، ولكن الى مسألة مهمة وهي تنزيه الشيعة والفكر الشيعي النقي، الذي سطره وسار عليه النفر الطاهر من آل بيت رسول الله، عليه وعلى النفر الطاهر من بيته أفضل الصلاة والسلام، من الكفريات والشركيات التي ينتهجها هؤلاء المجوس. هذا بالاضافة الى توجيه رسالة الى السنة بأن ما يقرؤونه ويسمعونه من سب ولعن وكفر وشرك وقبوريات لا يمثل المنهج الشيعي الطاهر، وانما يمثل فكرا قذرا عنصريا تكفيريا اراد تسويق شركياته وكفره، تحت عباءة الفكر الشيعي.
ولا تقتصر قذارة وشركية ومجوسية، او بالأحرى كفرية هؤلاء على الرسول المعصوم، عليه وعلى النفر الطاهر من بيته افضل الصلاة والسلام، بل امتد ذلك الى الامام الأول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، التي تصفه الشيعة والسنة بالرجل الشجاع البطل التقي الورع، الذي تربي في بيت النبوة ونهل من العلم الالهي. فالمجوس لعنهم الله يصفون الامام الاول بوصف، لا يمكن إلا أن يصف به رجل ليس لديه غيرة ورجل جبان والعياذ بالله، وحاشا للامام ان يكون كذلك. فابتدعوا حادثة ظاهرها لعن عمر وباطنها الطعن بشجاعة وغيرة الامام علي. أي الانتقاص من رجولة وغيرة الإمام الأول والعياذ بالله، تحت ستار لعن عمر وتحت ستار ما يسمى باستشهاد الزهراء عليها السلام، عندما سوقوا كذبة قيام عمر بكسر ضلعها واسقاط جنينها، وذلك أمام مسمع ومرأى ونظر الإمام الأول، من دون ان ينتهض هذا الشجاع ليسل سيفه وينتقم لشرفه ولعرضه، وقبل ذلك ليدافع عن ابنة رسول الله، ويقطع عنق عمر لانه كسر ضلع الزهراء، كما تقول المجوس عليهم لعنة الله الى يوم الدين. فهل هذا الفدائي الذي تحدى الكفار وهو صغير ونام في فراش الرسول، يصبح كالجبان ولا يستطيع ان يدافع عن شرفه وعرضه ويقاتل عمر؟ هل هذا هو المعصوم الذي لديه ولاية تكوينية ويتصرف بالكون، ولا يستطيع ان يدافع عن شرفه والعياذ بالله؟ هل هذا الذي اوصى له الرسول المعصوم بالولاية ليدافع عن الامة، وهو لا يستطيع ان يدافع عن زوجته والعياذ بالله؟ هل من المعقول يا سنة ويا شيعة ان اشجع شجعان العرب، والامام الاول القدوة بعد رسول الله، والوصي الذي عينه الله عز وجل نصا الاهيا صريحا كما تقول الشيعة، يكون جبانا لا غيرة له وذليلا لا يدافع عن عرضه ولا يموت في سبيل الدفاع عن زوجته؟ هل ترضون بذلك أيها الشيعة ان يكون الامام الاول هكذا؟
ولا يقتصر طعن هؤلاء المجوس بالامام الاول، بل امتد أيضا الى أئمة الشيعة. فهؤلاء خدعوا الناس بالادعاء بحبهم لآل البيت. وسوقوا الاكاذيب والخرافات والشركيات ونسبوها لائمة الشيعة. فهم نسبوا الى امام الشيعة جعفر الصادق عليه السلام قوله ان “التقية ديني ودين آبائي”. وهذا يتناقض مع بطولة الامام الحسين وتحديه للموت وقتاله الجيش الملعون، من دون ان يكون جبانا او يستخدم التقية، التي قال عنها الامام الصادق انها دينه ودين آبائه. بل هل الرسول المعصوم استخدم التقية اثناء دعوته وتبليغه؟ هل كان جبانا والعياذ بالله لكي يستخدم التقية خلال حياته؟ أم انه كان شجاعا لا يهاب الموت، وقاتل حتى آخر رمق في حياته من أجل اكمال هذا الدين من دون تقية.
ولهذه الاسباب فان استخدامنا مصطلح (مجوس) ليس لان هؤلاء يعبدون النار، بل من اجل تحاشي استخدام مصطلح (كفار) خارجين من ملة الاسلام، لهذه الفئة القذرة الحاقدة على العرب بالدرجة الاولى ثم السنة بكافة اطيافهم بالدرجة الثانية، خارجين عن ملة الاسلام ولو قاموا بالبكاء ليل نهار على آل البيت، ولو جلسوا الدهر كله يلطمون ويحتفلون كل ليلة بالأئمة، وذلك لانهم كفروا بالقرآن وصعنوا بالرسول المعصوم للأسباب التي ذكرناها. هذا بالاضافة الى طعنهم برجولة وشجاعة وغيرة الامام الاول. فهل تريدوننا وتريدون من السنة ان يقولوا ان الشيعة هي من تقول بذلك؟ أم ان الشيعة والفكر الشيعي منزه عن هذه الشركيات والمجوسيات. وان من يقول بذلك هم فئة كافرة خارجة عن الاسلام نصفها مجازا بالمجوس؟ المنطق والعدالة والامانة تستوجب ان نفصل بين الفكر الشيعي النقي، الذي يمجد آل البيت ولا يرضى بأدنى ذرة ان يتم وصف الامام علي عليه السلام بعدم القدرة عن الدفاع عن زوجته. الفكر الذي يصف آل البيت بالشجاعة كما طبقها الامام الحسين، وليست التقية التي حاشا لله ان يستخدمها الرسول المعصوم والامام الاول. ولهذا فان تساءلتم لماذا نصفكم بالمجوس؟ فان الرد جاءكم ولدينا مزيد ان أردتم.