Monday, June 4, 2012

النـــــــــيروز الأســــــــــــــود

إسحاق يعقوب الشيخ
التردي في السياسة يؤدي إلى تردي في الاقتصاد.. وتردي الاقتصاد يؤدي إلى تردي الاوضاع المعيشية في المجتمع وذلك حال السياسة الخرقاء التي تضطلع بها الجمهورية الاسلامية الايرانية في الداخل والخارج .. والتي ادت إلى اوضاع مزرية في تكاليف المعيشة للمواطن الايراني.. المسحوق بين سندان تكاليف المعيشة ومطرقة القمع السياسي .. وقد علقت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» على تلك الاوضاع المزرية في لقمة العيش والحياة الصعبة التي يعيشها الانسان الايراني، مشيرة إلى جولة الرئيس محمود احمدي نجاد الاخيرة عندما صرخ في وجهه عجوز ايراني قائلا: «نجاد انا جائع .. انا جائع» كما صرخت امرأة ايرانية وقالت «لدي مشاكل» وفق ما تنقله لنا الكاتبة المصرية «مرفت الحطيم» عن صحيفة لوس انجلوس تايمز، واضافت الصحيفة ان هناك تحركات تزيد من استياء الايرانيين خاصة ان الحكومة تعاني من ضائقة مالية منذ فترة طويلة مما اثر على دعم الوقود والسلع الاساسية». ولا يمكن تصور تفاقم الوضع الاقتصادي الذي يشكل عبئا حقيقيا في المجتمع الايراني خارج عقوبات الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي على البنك المركزي الايراني وصناعة النفط جراء البرنامج الايراني النووي الذي يشكل هذا الاختناق السياسي في المنطقة العربية والخليجية بشكل خاص.. وتذكر الصحيفة «إلى ان رجال اعمال واصحاب المحال التجارية الايرانيين يصفون السنة الفارسية الجديدة بالربيع الاسود، لانها تتميز ببطء العمل ومن المتوقع ان يستمر الربيع الاسود «نيروز» ليكون اكثر قتامة حتى نهاية يونيو، ونقلت الصحيفة عن «ماجد» 40 عاما يمتلك محلا للتنظيف الجاف في غرب طهران قوله: «العمل محكوم عليه بالفشل هذا العام، انه اكثر ركودا وسوادا مما كان متوقعا» وقالت الصحيفة ان «ماجد» مثل كثير من الآخرين الذين يخشون من ذكر اسمهم كاملا خوفا من الانتقام»اما» حسن الذي يمتلك متجرا صغيرا لبيع ادوات المطبخ المستوردة فانه يقضي اوقاته في مشاهدة المسلسلات الدينية وتبادل اخبار كرة القدم والاخبار المحلية مع اصحاب المحال الاخرى، ونادرا ما يتم مقاطعته من قبل احد العملاء الذي يتجول في المتجر للمشاهدة فقط وقال «حسن» 45 عاما «يتناقص عدد زبائني باستمرار، الناس يريدون توفير المال لشراء السلع الاساسية فقط: وليس فقط رجال الاعمال هم الذين يعانون من الوضع الاقتصادي في ايران حيث انضم بعض رجال الدين والحكومة للتعاطف مع المواطنين حيث ان هناك مخاوف من ان الوضع يمكن ان يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية.. ولا امل في تحسن الاوضاع الاقتصادية ورفع غائلة الاوضاع المعيشية الصعبة التي يجابهها الايرانيون.. وسياسة احمدي نجاد ومن معه من الوزراء والنواب وضباط الرتب العسكرية العالية الذين يكرسون سياسة اطماع الامبراطورية الفارسية في المنطقة ويحلمون باعادة مجدها في الهيمنة والسيطرة.. وتجييش ميديا الظلام والطائفية في المنطقة وتخصيص مليارات الدولارات لرشوة الاحزاب السياسية والجمعيات والمؤسسات الاهلية في نشر الفتنة الطائفية وزعزعة الاوضاع وضرب الوحدة الوطنية واشعال روح الكراهية المذهبية في الاوساط الدينية وشق المجتمع!! ان هذه السياسة النيوخمينية في التهديد واثارة القلاقل في المنطقة وبذل الاموال الطائلة على المرتزقة وذوي الضمائر المهزوزة لن تزيد الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في الجمهورية الاسلامية الايرانية الا ترديا وانحطاطا.. فالانحطاط السياسي يؤدي بالضرورة إلى الانحطاط الاقتصادي من واقع الجدل في العلاقة بين الاقتصاد والسياسة في كونهما واجهتين لعملة واحدة!