Monday, June 4, 2012

الإخوان والسيطرة على مصر

أسامة الماجد
تباينت ردود أفعال الشارع العربي في محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي حكم عليه بالسجن المؤبد مع وزير الداخلية.. ولم تحتشد الأمة العربية لقضية من قضاياها خلال الفترة الأخيرة مثلما احتشدت يوم محاكمة مبارك ومتابعة آخر تطورات الوضع في مصر الحبيبة.. مصر العروبة والشموخ. فالإنسان العربي يدرك وبلا أي نقاش أن استقرار مصر وعودة سريان الدم في شرايينها هو الأهم، وهو فوق الخلافات والمنازعات والمساومات.
شخصيا ككاتب وصحافي غير مقتنع في بعض جوانب ما أطلق عليه الربيع العربي، فهذا الربيع أشبه بالأزهار المعلقة على أبواب خلفها هوة عميقة لا قرار لها. ومهما يكن من أمر فإن المنعطف الجديد الذي تطل منه الثورة في مصر يحتاج إلى التدقيق والتوعية، كما ينبغي ثانيا أن نحذر من المزايدة، في مجال الادعاءات.. فإذا كان المصريون اليوم على أبواب الحرية “كما يقول البعض” وتجربة جديدة في طريقها إلى التحقق، فليس معنى هذا أن يرخي بعض الزعماء هنالك العنان لخيالهم ويسبقوا التجربة وحدودها، للانغلاق ضمن حرفية او لفظة ثورية هجرها أصحابها أنفسهم!
ولعل اغرب ظواهر الموجة الجديدة في مصر، والتي تدل أيما دلالة على انعدام الحس بتطورات الواقع العربي من جهة، والفقر بالثقافة الايديلوجية من جهة أخرى، هو محاولة البعض ان يحشر تلك الموجة تحت عنوان اصطلاحي، ليفسرها بمختصراته الايديلوجية، وبدلا من ان ننظر إلى انتصارات الشعب المصري “لغاية الآن على الأقل” ونتخذها دليلا على صحة طريقها، فإن هذا البعض يعكس الآية تماما، ويجد ان هذه الانتصارات من صنع يديه، وهم بطبيعة الحال الإخوان المسلمين الذين سيعتبر وصولهم إلى سدة الحكم في مصر أكبر نكبة في تاريخها!.
فالإخوان المسلمون يعتبرون أعداء ليس للنظام السابق فحسب، إنما أعداء للثورة، فهاهم خرجوا في ميدان التحرير وأحدثوا فوضى عارمة بعد النطق بالحكم، مطالبين بإعدام مبارك وبمحاكمة ثورية، وكل ذلك لأنهم يحيطون أنفسهم بهالة من القداسة، فهم يستخدمون هذا السلاح ويعتمدون عليه طوال تاريخهم وذلك من اجل السيطرة على مصر، لكن هذه المحاولات باتت مكشوفة عند المصريين الذين ينشدون التغيير بعيدا عن الإخوان.
والأمر الآخر الذي ينبغي الالتفات إليه هو أن بعض المراقبين السياسيين يرون في فوز أحمد شفيق بكرسي الرئاسة في مصر خنق لثورة 25 يناير باعتباره من بقايا النظام السابق، ومن المؤكد أنه سيعيد محاكمة مبارك أو على أقل تقدير سيفرج عنه بأي طريقة كانت، وإذا ما تحقق ذلك وفاز شفيق، ستدخل مصر في دوامة جديدة، مع العلم أن هناك عددا كبيرا من المصريين لم يخرجوا أصلا في تلك الثورة، فالإحصائيات تشير الى أن حوالي مليوني مواطن خرج مناصرا للثورة والإطاحة بنظام مبارك، بينما بقى حوالي 60 إلى 70 مليونا خارج نطاق الضوء.
على المواطن المصري اليوم أن يثبت انتصاره في هذه المعركة، انتصاره على القديم الجامد والسائر في طريق الاندثار “جماعة الإخوان المسلمين” وهو حقيقة انتصار الواقع الموضوعي على شطحات المتخلفين الحذرة، حقيقة انتصاره، وحتمية انتصاره إذا ما أخذ بالكلمة التي تخرج عن حيز كونها كلمة مجردة، لتصبح قوة مادية تحرك وتثير، وتفعل فعل الزلزال.
قناة العالم والزملاء
لا ندري أي مرض أصاب قناة الحرس الثوري الإيراني “العالم” هذه الأيام، فبعد أن انتهت قائمة أسماء العملاء والخونة الذين استخدمتهم للإساءة إلى البحرين منذ العام الماضي، تحولت بقدرة قادر إلى بعض زملاء المهنة من الشرفاء والوطنيين لتستضيفهم في بعض المداخلات، وكأنها تقول.. ها أنا أقدم الرأي والرأي الآخر!
مساكين أنتم... إلعبوا غيرها... فالجري وراء الشرفاء وتقبيل أرجلهم من أجل الظفر بدقائق على الهواء لن يغير في الواقع شيئا... تعسا لكم وتعسا للعقلية الصفوية الحاقدة التي تفعل كل ما هو مقبول وغير مقبول من أجل مشروع الخميني المقبور.