Monday, June 4, 2012

التخريب لديهم ممنوع ولدينا مسألة فيها نظر

عبد المنعم ابراهيم
بدأت في بريطانيا منذ يومين الاحتفالات الكبرى باليوبيل الماسي للملكة اليزابيث الثانية بمناسبة مرور ستين عاماً على حكمها للعرش البريطاني.. ستون عاماً ولم يقل لها أحد (طولتي في الحكم) أو (تنازلي عن العرش لغيرك)! لأن البريطانيين يحترمون التقاليد في المملكة, ويضعون تقديراً كبيراً للملكة اليزابيث والعائلة الحاكمة.
وهي ذاتها بريطانيا التي لا يختلف فيها حزب المحافظين أو حزب العمال (وأيهما كان في الحكم أو في المعارضة) حين يتعلق الأمر بالأمن والاستقرار, وحين تعرضت بريطانيا لموجات عنف وتخريب مؤخراً راح النواب يحاسبون وزارة الداخلية, لأنها تأخرت في إجراءاتها الحازمة ضد المخربين, واضطرت السلطات الأمنية بعدها إلى نشر صور المخربين في اللوحات الإعلانية الكبيرة في الشوارع للقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.
وكذلك الحال في الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتردد فيها السلطات الأمنية وقوات الشرطة في إخلاء المتنزهات والشوارع و«الباركات» من المتظاهرين الذين ينتمون إلى حركة (احتلوا وول ستريت), ونزع خيامهم, واستخدام (القوة) ضد من يمتنع عن المثول أمام القوانين ويرفض الانسحاب.
بينما هنا في البحرين لايزال المخرّبون يعيثون في الأرض فساداً, وبالأمس أعلنت وزارة الداخلية ضبط ٨ آلاف قنبلة مولوتوف مجهزة للاستخدام منذ شهر يناير حتى الآن, ومع ذلك ترفض بعض الجمعيات السياسية وعلى رأسها (الوفاق) استنكار أعمال العنف والتخريب, إن لم تكن متورطة فيها (بالباطن)! بينما الزعامات الروحية والدينية لهذه الجمعيات السياسية تحرّض الناس على (سحق رجال الشرطة), لأنهم يحمون المواطنين ويحافظون على أمن الوطن.
والغريب ألا احد في بريطانيا أو أمريكا استنكر على السلطات الأمنية هناك حينما تحركت لملاحقة المتظاهرين والمعتصمين من حركة (احتلوا وول ستريت)! ولا جمعيات سياسية أو حقوقية أو إنسانية نددت بذلك.. لكن حينما يتعلق الأمر بالبحرين تجد مسئولين أمريكان وبريطانيين يطالبون الدولة في البحرين بضبط النفس أو عدم استخدام القوة في مواجهة المخربين!
هذه الازدواجية في مواقف بعض الدول الغربية تجاه ما يحدث في البحرين جعلت كثير من المواطنين البحرينيين, بل الخليجيين عموماً, يفقدون الثقة والمصداقية في الحكومات الغربية وينظرون إليها بالشك والريبة.