Monday, June 4, 2012

هل يمتلك.. اسحقووووه.. شجاعة إعلان الندم

طارق العامر
سؤالى هذا موجَّه في المقام الأول إلى أية الله «اسحقووووه» ومن ثم الوفاق وأنصارها، ولا أنتظر جوابًا بل – كالعادة- شتائم قاذعة، طالت حتى أفراد أسرتي ومذهبي، وهو تصرف هجين لا يليق بمن يدَّعي انه من أنصار اهل البيت، ويتخلق بخلقهم، حتى لو أصابه من كلامي حرقة الآه في الجوف، فالاختبار الحقيقي هنا يحدد مقدار التمسك بالفضيلة، وحسن التربية، التى جبل عليها من تشرب ونهل من معين مدرسة «سيدي شباب اهل الجنة»، ولهؤلاء ممن بلتنا بهم ديموقراطيتنا اقول: ما عليكم وقولوا ما شئتم في مسبتي فسكوتي عن اللئيم جواب، وكالعادة سأشكوهم إلى الله، وأدعوه أن يقتص لي منهم يوم القيامة، وسأكتفي!! لكن يبقى أن يصل السؤال إلى أية الله «اسحقووووه» لعله فى ساعة صفا يحكم فيها بقايا ضميره، والسؤال: هل يمكن أن تتجرد من أنانيتك ومكاسبك الشخصية وتنتصر لدينك على مذهبك، فتدين اعمال الحرق والتخريب واستهداف عناصر الأمن بالمولوتوف، كما طالب به المجتمع الدولي وعلى رأسهم واشنطن ولندن؟ نحن اليوم لا نبحث عن الحب والتآخي وفن التعايش، بل عن كيفية وسبل التعايش مع الوفاقيين، فمقدار الألم والجرح وما نشاهده ونسمعه كل يوم، لا يترك لأي مواطن شريف فرصة البحث بجرأة عن ذلك الحب القديم او الحديث عن الود المفقود، والكل على دراية تامة بأننا وصلنا إلى هذا المستوى من العلاقة بفعل اعمال الغدر والخيانة، وبمُقَل الأعين، وصدقني يا صديقي، حتى اعتذار الوفاق اليوم قد لا يكون كافيا لشفاء كل هذه الجروح!! رتابة المشهد وحدته اليوم، وما تصاحبه من اقاويل عن حوار او وساطة، تدفعني الى الاعتذار عن عدم القبول بأي تسوية خارج نطاق مراعاة المكون الأخر «صمام الأمان»، فهناك تغيراتٌ مهمةٌ طرأت على مزاج الشارع السني، يجب أن يستوعبها الجميع وعلى رأسهم الدولة، فالخلاف لم يعد بين الوفاق والسلطة، او بين الوفاق و»ال خليفة» الكرام، والأذى لم يطل بحجمه احدا، اكثر مما وقع على اهل الفاتح، والضرر لم يتجاوز سنيا ويصطدم بشيعي، بل فاجأ الاول وصدمه وأحدث به جروحا لن يداويها الزمن، والتآمر كان على الكل، ولو كان الانقلاب – لاقدر الله – نجح، لشاهدنا المشانق مرفوعة من المحرق الى الرفاع، فجمهورية ولاية الفقيه لم يكن هدفها إسقاط النظام فقط، بل إسقاط عروبة دولة وشعب في احضان بني صفيون، ومن يجهل ذلك فعليه اعادة قراءة تاريخ الصفويين!! ومع كل تقليبة بالريموت على قناة «العالم» سيتأكد لك حقيقة هذا الحقد وشكل هذه المؤامرة وسيتضح كيف جمعت الوفاق قوى الشر في الداخل والخارج، وكيف تحالفت مع الشيطان الايراني المعمعم، وحشدت قوتها وأموالها، وكيف دفعت بشرذمتها الغوغائية، لممارسة صنوف الارهاب، وأبشع اشكال طغيان الشارع، ضد كل من هو متمسك بالشرعية الدستورية، وعروبة البحرين، ووقف ضد حلم ولاية الفقيه، سواء كان سنيا او شيعيا. ولذلك أقول، وقبل الشروع في الترتيب لأي حوار، ولضمان حوار «ذي مغزى»، حتما ولابد، استبعاد شخوص بعينها من الجلوس على طاولة الحوار، ثبت باليقين وبشهادة الشهود، بأنها ساهمت وحرضت وشجعت وشاركت في المحاولة الانقلابية، ولا مانع بالمرة من تقديمهم للحاكمة بتهمة الخيانة العظمى والحكم عليهم، ومن ثم يجب على المشاركين من جمعيات التحالف «خمسة زائد واحد باليد»، ان كانوا يملكون الرأي قبل شجاعة الشجعان، إدانة اعمال العنف والحرق والتخريب واستهداف رجال الشرطة، وكل المدانين فيها، والمحرضين عليها، وعلى رأسهم المتهمون الـ 21 في القضية الانقلابية، وذلك حتى نضمن عدم عودتهم لصناعة الفوضى، لو أرادوا، واعمال العنف، لو قرروا، وحتى تكون البلد قادرة على التصافي ومن ثم التعافي سريعا، والمضى نحو الخروج من هذه الأزمة الراهنة. كلام الخيرين مر، عارف ولكنها الحقيقة، وعارف أنها قد تدفع البعض الى ارسال المزيد من باقات الشتائم الوضيعة لشخصنا المتواضع، ولكن لا يهم، فهي الحقيقة التي يجب أن يكون معلوما للجميع، حتى نبعد الخطر تماما عن البحرين ومستقبلها، فلا يمكن لكل من لعق جبال الصبر طوال سنة ونصف ووقف وهو يشاهد صنوف الشدة والأذى تطال وطنه واهله ومصدر رزقه على يد عصابة الوفاق، ان يقبل بغير مشاهدة دموع الندم وهي تسقي عيون كل الخونة، فالندم توبة، ولذلك خلق الله الندم.