Sunday, June 3, 2012

من يُدير هذا التناقض

إبراهيم الشيخ
قد يكون مستغرباً أن يقوم مستشار الأمن القومي الأمريكي بزيارة للبحرين، بتنظيم من السفير الأمريكي بالطبع، ليلتقي فئات لفظها المجتمع البحريني بسبب طائفيتها واتصالها المخزي بالخارج.
لكن الأغرب في الموضوع هو أنّ الدولة «تاركة الحبل على الغارب»، للسفير الأمريكي ولإدارته أن يتدّخلوا في الشّأن البحريني، وأن يصطفّوا مع أطراف العمالة والخيانة، حتى تصل بهم الجرأة الى أن يأتي مستشار أمنهم القومي ويعقد لقاءات مغلقة مع من يشاء منهم، وكأنّ البحرين باتت محميّة أمريكية، ويبدو أنّها كذلك!
فيلم الزميل محمد العرب الذي بثّ ليلة السبت على قناة العربية، عرّف الكثير من الأمور المعروفة!
لقد شاهد الجميع عياناً ما كنّا نردّده شفاهة، حيث يزجّ بالأطفال والمراهقين لحرق القرى والمدن والتعدّي على الآمنين بزجاجات المولوتوف، والثّمن دراهم معدودة، يقبضها أولئك، من دون النّظر الى مستقبلهم الذي وجدناهم يتباكون عليه عند القبض عليهم!
عندما ينحرف دور القيادات الدينية والسياسية، وعندما يغيب دور الآباء في المتابعة، تجد الكوارث في خلق جيل ناقم حاقد مستعدّ أن يضيّع مستقبله وأن يحرق وطنه من أجل دينار وأقل!
الرابط في الموضوع ما بين دعم أمريكا وسفارتها للإرهابيين في البحرين، وما بين فضحهم في ذلك الفيلم، نجد موقف الدولة في الصمت عن التدخّل الأمريكي الوقح في شؤوننا الداخلية، وموقف أطراف معيّنة في الدولة، بمحاولة إعاقة نشر مثل تلك الأفلام!
حرموا تلفزيون البحرين من أن يتفاعل مع قضايا الوطن، وهاهم يريدون منع الحقيقة من أن تظهر للعلن عبر القنوات الأخرى! يا ترى من يدير ذلك التناقض؟!
عندما ترتفع الأصوات تنادي بالحوار الوطني الجامع، لن يرفضها العقلاء. ولكن أن يكون حواراً على شاكلة «الحب من طرف واحد»، يستثني أساسا راسخا في الوطن، ويغلّب مصلحة فئة على أخرى، والتغاضي عن جرائم لم تتوقّف، فهذا ما لن نرضاه، وسنقف له ولمن يروّجه بالمرصاد.
أن تظنّ الدولة أن الحوار مع رموز منتهية الصلاحية وفاقدة للشرعية أخلاقيا، كشفت الأحداث خبثها ونفاقها وارتباطها بالخارج سيحلّ المشكلة، فهو القبول بالسقوط المتكرّر في نفس الفخّ الذي كَلّ الجميع وهو ينبّه الدولة من الوقوع فيه!
سؤال بريء: هل تعرفون معنى العار.