Sunday, June 3, 2012

الخلايا الإيرانية النائمة وراء كارثة حريق فيلاجيو بالدوحة

طلال معروف نجم
مهما تكتمت الحكومة القطرية، وحتى لو تكشفت التحقيقات عن أصابع إيرانية في كارثة حريق مركز فيلاجيو التجاري الضخم، لا بسبب الخوف من هذا الجار الغادر، بل محاولة لتحكيم العقل وتدارك النتائج التي ستترتب على توجيه الاتهام مباشرة إلى دولة الشعوب الإيرانية، يجب أن نعرف جيدا- وهذا ما لمسته من خلال زياراتي لكثير من دول الخليج العربي- بأن هناك خلايا إيرانية نائمة، وجالية إيرانية تعيش في المنطقة منذ عقود من الزمن، وقطر واحدة من دول الخليج العربي التي احتضنت جالية إيرانية منذ بواكير القرن المنصرم. وهذه الخلايا ترتبط مباشرة بقائد فيلق القدس الإيراني الإرهابي، الجنرال الدموي قاسم سليماني وتأتمر بأوامره وتتحرك حسب توجيهاته في الزمان والمكان المناسبين.
كما يجب أن نقف على أمر حيوي، لماذا هذا الحريق وليس تفجيرا؟.. فقد عرف عن أصابع إيران في كل تفجيراتها في عراق اليوم، أما الحريق فقد يبدو أمرا مشاعا ولا يثير الشكوك، بدليل أن وزير الدولة للشؤون الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني أعلن في مؤتمر صحفي مساء الاثنين أن "أحدا لا يستطيع الجزم بأسباب اندلاع الحريق، إلا أن النيابة العامة والجهات المعنية المختصة ستباشر التحقيقات للتوصل إلى أسبابه، وهو ما سوف يفصل فيه القضاء، وبالطبع سيحاسب كل من قصر في هذا الحادث".
وهاهو الحريق يفسر تفسيرات كثيرة منها أن الكارثة فتحت الباب واسعا أمام تساؤلات حول معايير السلامة في هذا البلد الذي يحقق معدلات نمو مذهلة وتعلو فيه الأبراج بسرعة، ويستعد لاستقبال كأس العالم لكرة القدم في 2022.
وكتب صالح بن عفصان الكواري رئيس تحرير صحيفة الراية "حقيقة فإن الحادث مؤسف، وينم عن قصور فاضح في إجراءات السلامة والأمن بالمجمعات التجارية التي يتوجب عليها أن تتخذ من وسائل الحيطة والسلامة ما يجنب زوارها والمترددين عليها من المتسوقين مثل هذه الحوادث الأليمة، ويجنبها هي نفسها الخسائر المادية والمساءلة القانونية والنيل من سمعتها". وأضاف "إنه الإهمال الذي يشبه القتل العمد".
إذن فالحرائق تغطي كثيرا على فاعليها. وهذا ما كنا نلمسه في الحرائق التي عمت مصر أيام مبارك وما بعده. وسار عراق اليوم على خطى مصر في إشعال الحرائق في كثير من وزارات ومؤسسات الدولة لطمس الأسباب والفاعلين وردوه إلى تماس كهربائي للتغطية على الحرامية، "حرامية اليوم".
في قطر الحريق ظاهرة غريبة وخاصة في مجمع عملاق فيه كل شروط الأمان والمتانة والتكنولوجيا، وليس هناك من مواطن قطري يمكن أن يقدم على هذه الفعلة الشنيعة. وهم شعب صغير توزع عليهم الثروة توزيعا عادلا. وهم من أكثر شعوب المنطقة رفاهية ورغدا. لهذا، الأيدي الأجنبية قائمة في هذه الفعلة، ولا تبتعد الشبهة عن الجار الغادر إيران.
لماذا قطر؟.. سؤال قد يبدو ساذجا لمن هو ساذج. وبديهي لمن خبر السياسة الخبيثة للفرس أمس واليوم وغدا. فمواقف الحكومة القطرية من مساندة ثورة الشعب السوري هي السبب الأوحد ولا غيره البتة.
المهم أن تتنبه الأجهزة الأمنية في قطر إلى القادم من الأهوال. وأحذر في ذات الوقت قائد شرطة دبي البطل الفريق ضاحي خلفان، من أن الخلايا النائمة ستتحرك في دبي، لتنتقم من مواقف دبي الجريئة والقومية. وخاصة بسبب تصريحات خلفان الأخيرة التي أوجعت إيران كثيرا.
إيران خبيثة أيما خبث وعراق اليوم هو ضحية هذا الخبث الفارسي الحاقد.