Sunday, June 3, 2012

حين يتحدث حسن نصر الله

جرير خلف
رغم أن الجميع توقع أن يكون خطاب نصر الله موجها بشكل كبير لتبرئة حزب الله من الدور الكبير في مجازر النظام السوري ومحاولة لفكفكة عقدة المخطوفين من خلال تحييد الطائفة والحزب عن الحالة السورية.. إلا أنه اختصر الأمر بفقرة واحدة في آخر خطابه ترك فيها الأبواب مفتوحة وحاول فيها تبسيط الموضوع، كأنه يملك كل المفاتيح، فهو لا يؤمن بالفشل رغم أنه يصنعه!.
فقد ظهر نصر الله في ذكرى وفاة الخميني بتكتيك خطابي حاول فيه قدر الإمكان المحافظة على شخصية القيادي ذي الهالة المقدسة التي لا تهتز رغم الضغط النفسي الناتج عن قضية المخطوفين، وحاول من خلال تسلسل خطابه البدء في تمتين صفة "المقاومة" على حزب الله حيث بادر بالخلط المقصود بين الثورة الفلسطينية و"المقاومة" التي تنتعل قضية الجنوب والمقاومة لـ"تمريق وتلزيق" الإرث الطائفي كاستحقاق ثقافي ووطني على الأمة، من خلال تسويق توجهات الخميني التي لم تقنع أحدا سابقا ولم يؤمن بها سوى جوعى الأيديولوجية الطائفية من أتباع "إمبروطورية فارس".
يتحدث نصر الله عن الخميني بحديث بدا كحديث اقتصاص وشماتة من الجميع، وحاول أن يجعل من وفاته نكبة موازية لنكبة حزيران.. وكانت مؤشرات السرد في خطابه كأنها جرعة إجبارية موجهه لأصحاب القضايا التي وضع أصبعه فيها، حيث يصف الخميني بأنه "فيلسوف عظيم وعارف ومفكر إسلامي مبدع ومجدد له مواصفات ذاتية كثيرة وله مواصفات لما أحدثه الإمام في تاريخ الأمة وما أسسه للمستقبل!!" مما قاله نصر الله عن الخميني".
وينتهز الفرصة نصر الله لتسويق الحس الروحاني لدى الخميني الذي قام بتكوين الدولة وبناء المؤسسات بعد الثورة "الإسلامية" في إيران خلال سنة، فيما لم تستطع ثورات الربيع العربي لغاية الآن ذلك، وينتشي أكثر نصر الله بالخميني ويعلن أن له الدور التأسيسي لكل التحولات الكبرى التي حصلت في منطقتنا وفي الثورات التي انعقدت "هنا اعتمد نصر الله على فقدان الذاكرة لنا فلم يأت على ذكر غدر الخميني عام 1979 باليساريين والليبراليين الذي قاموا بالثورة معه وقام بتصفيتهم وملاحقتهم".
كما لا ينسى نصر الله استخدام اسم فلسطين مرات عديدة لهضم المحتوى الفكري المسوق في خطابه حيث يذكر أن "فلسطين هي مسألة عقائدية في موقف الخميني بالإضافة إلى أن الخميني كان الداعية الدائم للوحدة والتكامل بين المسلمين والمستضعفين"؛ ويبدو هنا أن نصر الله تناسى أيضا فضيحة "إيران جيت" حين زودت "إسرائيل" نظام الخميني بالسلاح لمحاربة العراق.
نحن نقول لحسن نصر الله إننا نذكر كل شيء عن إمامك ونذكر له كتاباته، وخاصة كتاب كاشف الأسرار الذي يقول فيه الخميني "ص 85/ 86": "آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة "ص": سنسفك دماء النواصب "نحن" ونقتل أبناءهم ونستحيي نسائهم ولن نترك أحدا منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت"!!
ثم يتابع الخميني في كتابه: "سنمحو مكة والمدينة من على وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقلا للوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء المقدسة قبلة للناس في صلاتهم وسنحقق بذلك حلم الأئمة "ع"".
ثم يقول في كتاب تحرير الوسيلة 1/ 352: "الأقوى إلحاق النواصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به".
والأحاديث تطول في استهدافنا.. والمخفي أعظم في أدبياتهم السرية، وعليه يمكن فهم كل شيء، وعليه فلينتظر وطننا العربي المصائب إذا لم نخلع العمائم السوداء عن القلوب السوداء، فهذه الخطابات النارية وتجارة المقاومة ولعبة الوطنية ما هي إلا أدوات لتسويق الموت المبشرين به من ملالي فارس.