Sunday, June 3, 2012

شكراً للعربية

سوسن الشاعر
شكراً قناة العربية.. شكراً محمد العرب؛ لقد عوضتم جزءاً كبيراً من تخاذل سياستنا الإعلامية البحرينية تجاه معاناتنا، وساعدتم الشعب البحريني في إظهار مزيد من زيف ما يسمون أنفسهم (معارضة) للعالم.
شكراً فلولاكما لما رأى العالم ما يحدث في البحرين، ولاعتقدوا أننا نبالغ أو نضخم حجم الإرهاب والعنف.
فالتقرير الذي عرضته “العربية” ليلة الجمعة في برنامج صناعة الموت أعطى صورة واقعية عما يعيشه البحرينييون والمقيمون في البحرين من عرب وأجانب، بعد أن امتنع تلفزيون البحرين عن ملامسة هذا الواقع لحكمة نجهلها ويجهلها حتى القائمون على التلفزيون.
فنحن نرى هذا الإرهاب بأم أعيننا ونزور ضحاياه في المستشفيات، ويراه المستشاران الأمريكي والبريطاني في وزارة الداخلية، ويراه كل زوار البحرين من الأجانب إعلاميين وغير إعلاميين، لكن إعلامنا يمتنع و-بتعليمات عليا- عن نقل الإرهاب الذي تعيشه البحرين، فلا يرى أحد ما يجري عندنا إلا إذا زارنا وتنقل في مناطق نفوذ الإرهابيين وعرض نفسه للخطر، وتلك سياسة إعلامية لا مغزى لها بتاتاً وتخدم خصومنا وأعداءنا، ولا تخدم البحرين وقضيتها العادلة، فإن كانت هذه السياسة هي نصيحة مقدمة من أحد غير بحريني؛ فهي نصيحة مدسوسة يقصد بها تحييد أقوى الأسلحة في معركتك وخسرانك أقوى مواقع قضيتك.
تحتاج البحرين لسياسة إعلامية مدروسة تستخدم فيها الصورة التلفزيونية بشكل أساس، ولا أعرف حقيقة من الذي أشار على قياداتنا بتقييد التلفزيون بهذا الشكل، تحتاج البحرين للصورة الحية الناطقة في دعم موقفها كي يعرف العالم معنى “السلمية التي أبهرت العالم”، والتي تتغنى بها جماعات المعارضة على حقيقتها، صحافتنا المحلية مهما غطت فإنها تخاطب الداخل، أما الصورة التلفزيونية لو وظفت بشكل جيد فإنها تقطع لك شوطاً كبيراً وتكسبك تعاطف العالم وتحرج الحزب الكاذب وتكشفه على حقيقته.
إعلاميو البحرين قادرون على نقل الصورة لو أطلقتم يدهم فقط وتركتموهم يعرضون ما لديهم من صور وأفلام حبيسة أدراجهم، لأنهم مقيدون بتعليمات لا نفهم حكمتها.
فإن كان التعذر بالخوف على الاستثمار أو الاقتصاد؛ فبريطانيا وفرنسا وغيرهما تعرضوا للإرهاب وما استطاعوا أن يحاربوه إلا بمساعدة الإعلام، والإعلام المصور تحديداً، وما تأثر اقتصادهم أو استثماراتهم مادام إعلامهم يبين واقع ومناطق الإرهاب المحصور فيها، ويبين أن بقية مناطق البلاد تعيش حياة طبيعية، انقلوا الواقع كما هو بلا زيادة أو نقصان واكسبوا المصداقية، انقلوا الإرهاب في مناطقهم وانقلوا الحياة الطبيعية خارجها وكيف يعيش الشعب البحريني بعيداً عنهم ويمارس حياته بلا تنغيص.
واسمحوا لي؛ هناك جهل كبير بقوة وعظم سلاح الإعلام وماذا بإمكانه أن يفعل، فأنت لديك “إف 16” تتركها عرضة للصدأ في مرآبها في حين تتعرض لهجوم وقصف يومي إعلامي بلا هوادة من خصمك وخونة معتمدين كل الاعتماد على ترددك وضعفك وعلى كذبهم.
هم يستخدمون الإعلام المرئي والمسموع بشكل أساس، فلم تبقَ قناة فضائية إلا واستعانوا عبر مراسليهم وعبر أعضائهم الذين يتنقلون من بلد أوروبي لآخر، في حين أنك تجلس مكتوف اليدين إعلامياً ولديك ما يرد عليهم وبسهولة.
حتى الوفود الشعبية والرسمية التي تدافع عن البحرين وعن سيادتها تجهد في البحث عن فيديو هنا أو فيديو هناك يعرض حقيقة الإرهاب، في حين أن فيلماً كالذي عرضته العربية يغني عن ألف كلمة وألف محاضرة.
نحن في البحرين نعرف أن هناك تمويلاً للإرهاب ولخونة البحرين، وهناك تنظيم وهناك قيادات مركزية وهناك تعليمات تصل من الخارج، ونحتاج أن نثبت ذلك للعالم صوتاً وصورة كما فعلت العربية، لأننا نتعامل مع أكذب حزب مر على التاريخ البشري، حلل كذبه رجال دينه فأصبح التمثيل سمة من سمات رجاله ونسائه، وأصبح حرفة متقنة لا ترى غير نصف البحرين وتغلق عينها عن النصف الآخر، وتقرير كالذي عرضته العربية بيّن كيف يتم استلام التمويل وكيف يجند المراهقون والأطفال وكيف يتم الشحن، تلك وقائع نعرفها لكن العالم يجهلها والصورة تغني عن ألف بيان.
فلا نعتمد أو ننتظر أن يصحو ضميرهم وأن يقروا بجرائمهم فلا أحد منهم يرى (الكرنفالات) الليلية، لا رجال دينهم ولا عمائمهم ولا حقوقييهم، كلهم يغمضون عيونهم كقطر الندى من المغرب ويصبحون ثاني يوم يتغنون بالسلمية، ولا يسمعون صراخ وألم و معاناة ضحايا إرهابهم.
وحين يطلب منهم إدانة العنف قبل أي حوار؛ يسألون وبراءة الأطفال في عيونهم الناعسة: أي عنف؟ ليس هناك عنف، نحن أبهرنا العالم بسلميتنا!! لذلك لا فائدة من الاكتفاء بصحافتنا المحلية لمخاطبتهم.
نحن بحاجة لمخاطبة الخارج صوتاً وصورة و(لايف) على الهواء ننقل له ما يحدث دون حتى مونتاج.
فإن تخاذل إعلامنا عن نقل كذبهم وفضحهم ونقل الكرنفالات الليلية وحرائق الليل وخفافيشه التي تحدث على بضعة كيلومترات من مبنى التلفزيون، فاعطوا القنوات الأخرى على الأقل فرصة نقلها.. فلا حول ولا قوة.
ولي اقتراح للأخ بوعمر، محمد العرب، أن يعرض على (أبو السلمية) أن يكون مرافقاً له في جولاته في الجزء الثالث الذي يحضّر له الآن ليشرح للمشاهدين مغزى المولوتوف أبو دينار، ومغزى الأسلحة المصنعة محلياً ومغزى الحراب والأسياخ وطفايات الحرائق التي تحولت لقاذفات حتى نعرف المغزى من فتوى اسحقوهم وفتاوى باقي عمائمهم.
من جديد شكراً للعربية.. وشكراً لمحمد العرب.. ولا عزاء لتلفزيوننا.