Saturday, June 9, 2012

حرية رأي وتعبير.. تيك إت إيزي

محمد مبارك جمعة
مفاهيم «حرية الرأي والتعبير» بدأت تتغير، أو بالأحرى بدأت تتوازى شيئاً فشيئاً، ولعل الزميل محمد الشروقي بات من أول من يمارسون هذه الحرية بقوة، الحرية في التعبير عن الرأي على الطريقة «الوفاقية»، فحينما قذفت «شاعرة الوفاق» سمو رئيس الوزراء قذفاً صريحاً، وتلفظت بكلمات «قليلة أدب» بحقه، انتفضت «الوفاق» ومعها مؤيدوها على أساس أنها «حرية رأي وتعبير»، ولم تترك وسيلة إعلامية ولا منظمة حقوقية إلا وقالت لها إنها حرية تعبير، وطالما أن الشتم والسبّ والقذف بات في نظر هؤلاء حرية رأي وتعبير فإنه - جرياً على نفس الأسلوب والنمط - من حق الزميل محمد الشروقي أن يستخدم «حرية الرأي والتعبير» الوفاقية، ويدير دفّتها في الاتجاه الآخر كي تذوق «الوفاق» ومن معها حلاوة حرية الرأي والتعبير هذه، وخصوصاً أن شريحة كبيرة من المجتمع لم تعد خاسرة في ممارسة هذه الحرية بعد أن سمعت ما سمعت من شتائم وتسقيط وشعارات بالموت والقتل واللعن بحجة حرية الرأي والتعبير.
المضحك في المسألة، أن من تتم ممارسة حرية الرأي والتعبير معهم الآن، بدأوا يصرخون ويقولون فلان يقول عنّا «خونة» وعلان يقول عنا «عملاء»، ولست أدري لماذا يغضبون..! هذا مجرد رأي وحرية تعبير، مثله مثل شعارات «الموت لآل خليفة» و«يسقط حمد» وغيرها من شعارات قد تؤذي المشاعر لكن اعتادت فئة كبيرة من المجتمع سماعها وتجرعت كؤوس سمّها من دون فائدة، فما كان من بعض الفئات إلا أن انتهجت نفس النهج «الديمقراطي» وراحت «تعبّر عن الرأي»، ووجهت هذه الحرية بشكل خاص باتجاه قيادات «المعارضة» في الداخل والخارج، وهذه القيادات الآن هي التي ذهبت تشتكي في الأمم المتحدة وتستنكر ما يقال بحقّها، ولا تريد من الناس أن تمارس حرية الرأي والتعبير، وكأن هذه الحرية مقصورة على أفراد معينين فقط..!
على المستوى الشخصي، لم أجد حتى الآن أي حاجة الى انتهاج أسلوب التعبير «الوفاقي»، لكنني لاحظت في كتابات «المعارضين» على «تويتر» و«فيسبوك» وفي خطاباتهم التي يلقونها في تجمعاتهم منذ زمن بعيد حتى اليوم، سيلاً كبيراً من الكلمات التي تعتبر «شتائم»، لكنهم يقولون إنها «حرية رأي»، لدرجة أن السبّ والقذف في العرض والشرف أصبحت عند «الوفاق» حرية رأي وتعبير، إذن لماذا ينزعج هؤلاء من حرية الرأي والتعبير حينما يمارسها الناس؟ يا جماعة «بردوا على قلوبكم» و«تيك إت إيزي»، فالديمقراطية تقتضي ذلك، ومن يعتقد أنه قد تعرض لسبّ وقذف فليتجه إلى القضاء، تماماً كما فعل أهل المحرق مع «تاجر المعادن» الذي لم يترك أحداً إلا شتمه باسم حرية الرأي والتعبير. أقول مرة أخرى، «تيك إت إيزي» يا جماعة..!
الأبواب التي طرقتها «المعارضة» باتت مفتوحة على مصراعيها الآن ودخل منها ريح كثير، فملف التجنيس الذي حنت وطنت عليه انقلب الآن عليها شراًّ، فآية الله عيسى قاسم مجنس - باعترافه - بالإضافة إلى ٥ قيادات وفاقية معروفة، ناهيكم عن الإعلامي الشهير، هو الآخر مجنس، وكل وثائقهم موجودة، لذلك اختفى مصطلح «التجنيس» الآن تماماً من أدبياتهم ومطالبهم بعد أن قال لهم «السفير» لا تتحدثوا عن التجنيس لأنه ليس في صالحكم..! والأمر لم يعد يختلف الآن مع مصطلح «حرية الرأي والتعبير» لأنه أيضاً انقلب على من شتموا الناس تحت غطائه، لذلك أقول للمرة الأخيرة.. «تيك إت إيزي أند بي كول».