Monday, May 14, 2012

المعارضة..جنت واقعدت

فريد أحمد حسن
ربما كان ذلك من المبكي أكثر من أن يكون من المضحك تهديد أحدهم -بعد أن انفعل أثناء مشاركة له في حفلة السب اليومية التي تخصصها السوسة الإيرانية لدعم كل من هو ضد قيادة وحكومة البحرين- الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل خاص “إنه بعد أن يصبح الحكم في أيديهم لن ينسوا مواقف هاتين الدولتين الداعمة لحكام البحرين وبالتالي فإنهما لن تحصلا على أي امتيازات (منا) وستكونان من الخاسرين”! هل هذا معقول؟ مجرد فئة مهما كبرت تبقى صغيرة تهدد الولايات المتحدة وبريطانيا وكل دولة توافقهما الرأي والموقف بأنها ستحرمهم من الامتيازات وربما لا تقيم معهم حتى علاقات دبلوماسية عادية إن وصلت -بعد حين- إلى السلطة وآلت الأمور إليها؟! في اعتقادي أن هذا الأمر ليس له سوى أحد تفسيرين؛ إما أن تكون هذه الفئة موعودة بدعم واضح تعتقد أنه صادق من جهات تمتلك من الأسلحة ما تستطيع أن تدمر بها الولايات المتحدة وبريطانيا، وكل من يسير في نهجهما أو يوافقهما الرأي وأنها -أي الفئة- تعتقد تمام الاعتقاد أن تلك الجهات لا يمكنها أن تخسر أي حرب مهما كانت قوة الطرف الآخر فيها، وإما أن تكون لاتزال غير قادرة على الإفلات من دائرة الأحلام وتعبر عملياً عن عدم قدرتها على قراءة الساحة ومعطياتها. من الناحية العملية لا يوجد في العالم أي دولة تستطيع أن تضمن النصر لنفسها على الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما بل لا يوجد دولة يمكنها أن توافق على الدخول في مثل هذه المغامرة، حيث الواقع يقول إن هذا الأمر غير ممكن، وبالتالي لا يمكن لأي دولة مهما أبدت تعاطفاً مع تلك الفئة ودعمتها إعلامياً (وأنتجت لها الأغنيات الثورية وساندتها بالبيانات) أن “يوزها شيطانها” فترتكب مثل هذه الحماقة خاصة إن كانت تفهم في السياسة. تبقى المسألة محصورة إذاً في التوقع الآخر، وهو عدم قدرة تلك الفئة على قراءة الواقع وضعف علاقتها بالسياسة وقوة ارتباطها بالأحلام والتخيلات، حيث الانتصار على الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول المعروفة بقدراتها العسكرية أمر غير ممكن إلا في الأحلام، بل لعله غير ممكن حتى في هذا المجال، ما يعني أن الوصول إلى السلطة (التي هي الهدف الذي ظلت تلك الفئة تتهرب من الإعلان عنه صراحة إلى أن سمح لها) مسألة مستحيلة لأنه بصريح العبارة هذه الدول التي يعرف الجميع أنها تبحث عن مصالحها -وهذا حق لها مشروع- تربطها بالحكم في البحرين علاقات تاريخية ومصالح مشتركة لا يمكنها التفريط فيها ولا يمكنها أن تعول على فئة تظل في كل الأحوال ناقصة العقل وناقصة الخبرة السياسية، فما لا تعرفه تلك الفئة هو أن الدول الكبرى لا وقت لديها لتجربة سلطات جديدة طالما أن مصالحها غير مهددة ومضمونة، عدا أنها لا يمكنها أن تساند تلك الفئة “علشان سواد عيونها”.. وطالما أنه قيل لها بوضوح وعبر “القناة الرسمية” الخاصة بتلك الفئة “مشي بوزك” وعرفت من ثم أنها لن تحصل على شيء لأنها ساندت الحكم في البحرين فالأكيد أنها لن تقف معها وعليها هي الأخرى أن “تمش بوزها” لأنها لن تحصل على أي شيء من هذه الدول! إنه بالفعل أمر يثير البكاء أكثر مما يثير الضحك، أن تصل الثقة في أفراد هذه الفئة حد تهديد الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الكبرى، والقول لها بصريح العبارة إنها “لن ينالها من الطيب نصيب” وأنها ستندم إن لم تغير سياستها وتعلن فوراً أنها مع تلك الفئة ضد حلفائها وضد مصالحها! ويش صاير؟!