Monday, May 14, 2012

اتحاد أم وحدة..المهم الفعل وليس الاسم

أحمد سند البنعلي
تطوير منظومة مجلس التعاون الخليجي تأخر كثيرا وطال على الشعب العربي في الخليج العربي ما يرنو إليه من كسر الحواجز المصطنعة بين أقطاره التي طال بقاؤها هي الأخرى ، بالتالي فإن الدعوة إلى توحيد الأقطار العربية في الخليج العربي أضحى أمرا ملحا في ظل ما آل إليه المجتمع الدولي أخيرا وبعد سقوط الحدود كما يقال والشعب العربي في الخليج داعم لهذا التوجه حتى لو شابت مواقف الأنظمة في المنطقة شوائب بسيطة يمكن تجاوزها .
ما تتناقله الأخبار مؤخرا عن اجتماع القمة القادمة والنية في طرح مشروع الوحدة بين البحرين والسعودية فقط يصيب الكثيرين بالإحباط بسبب التمنع الذي تبديه دول أخرى في الخليج العربي وترددها في الدخول في المنظومة لأنها ربما تريد أن ترى تأثير النتائج على الغير قبل الشروع في الدخول في النظام الجديد .
معلوم أن كل نظام بل كل فرد يتردد كثيرا قبل القبول بأي عمل تطويري خشية مما هو غير مرئي من نتائج والأنظمة أو بعض الأنظمة في الخليج العربي تزيد عندها عوامل التردد كونها تخشى أن يعمل النظام الجديد على طمس أو تغيير الوضع القائم داخليا أو بمعنى أدق أن يمس المكتسبات الذاتية لكل نظام من رأسه حتى  المنتفعين منه وهذا أمر طبيعي ومفهوم ولا غبار عليه ولا يعيب من يميل إليه ، على هذا الأساس يمكن وضع الحسابات الخاصة التي تراعي تلك المخاوف وتشكيل منظومة وحدوية عربية تمس الشأن الخارجي والأمني في البداية وتكون قابلة للتقييم بعد عقد من الزمان تكون بعده نتائج التطوير قد آتت آكلها وبدأت في إزالة المخاوف التي تعتري بعض المترددين حاليا .
الوحدة الخليجية ليست بالأمر الغريب أو المستجد بل هي عودة إلى واقع كان سائدا ربما قبل عقود من الزمن وقبل أن يشرع المستعمر في وضع خطوط على الخرائط لتقسيم الوطن العربي إلى أجزاء تخدم مصالح دول الاستعمار وتوقف مصالح المنطقة لتضعها في خدمة المستعمر نفسه ، لذلك فإن الوحدة لن تأتي بالجديد بل تعيد ما كان قائما ، ثم أن الوحدة الشعبية بين الدول العربية في الخليج العربي هي أمر قائم حاليا في جميع مناحي الحياة إلى درجة الوحدة العائلية بين عائلات وقبائل المنطقة مما يسهل عملية التطوير الوحدوي على عكس المناطق الأخرى كالقارة الأوروبية التي نزعت إلى تلك الوحدة بالرغم من الفوارق الشاسعة بين شعوبها وبالرغم من الحروب المدمرة التي كانت بينها والملايين من الضحايا التي راحت من جراء تلك الحروب ولكنها وجدت أن التوحد هو أفضل السبل لتهيئة وضع أفضل لتلك الشعوب ومستقبل القارة نفسها .
قد يكون من ضمن ما تخشاه بعض الدول الخليجية الفارق بينها وبين السعودية في الإمكانات والمساحة والقوة مما يعني أن تبتلع السعودية باقي الدول وهو ما يروجه أعداء التوجه الوحدوي مع انه يمكن دراسة نظام وحدوي يخدم السعودية وباقي الدول بالطريقة التي تمنع وجود تلك المخاوف وتعطي الشعب العربي في المنطقة الحرية في التطوير مستقبلا وتجعل القرار شعبيا في المرحلة القادمة ، أما أن تقف تلك المخاوف حائلا دون تحقيق حلم الوحدة العربية الجزئية فإن ذلك يعد ظلما للشعب العربي في المنطقة .
قبل عقود قليلة من الزمن كان المواطن العربي يتنقل بكل حرية ودون أي عائق بين المناطق المختلفة في الخليج العربي حتى وضعت العوائق التي أريد لها أن تخلق فوارق بين أبناء المنطقة ، ومن واجبنا أن نمحو تلك العوائق كبداية لطريق الوحدة الحقيقية التي نريد وهذا ما يجعلنا نقف داعمين لذلك التوجه ليس خوفا من القوى الأخرى كما يعتقد المناهضون للتوجه الوحدوي ، بل لأن ذلك الوضع هو الوضع الطبيعي وفيه المستقبل الواعد للشعب العربي في الخليج العربي .
بقي أن نعرف مواقف الأطراف المختلفة من ذلك التوجه وهو ما نأمل في إلقاء الضوء عليه في لقاء آخر بمشيئة الله.