Monday, May 14, 2012

سيناريو إيقاف عيسى قاسم

محمد المحميد
أول السطر:
من المفترض أن تبادر الجهات المسئولة في مملكة البحرين بكشف الرؤية القانونية والفقهية والحق السياسي والسيادي في قرار الاتحاد البحريني السعودي, الذي يأتي ضمن تطلعات وأهداف مجلس التعاون الخليجي.., لأن (المعارضة الطائفية) تحاول وستحاول الآن التشكيك في الأمر من الناحية القانونية والسياسية، رغم إيماننا بأنهم لن يقتنعوا بأي أمر لأنهم مرتبطون بالقرار الطائفي الخارجي.

إيقاف عيسى قاسم:
سأفترض جدلا أن وزارة العدل والأوقاف والشئون الإسلامية قررت وبشكل قانوني ومدروس إيقاف عيسى قاسم عن الخطابة، نظرا إلى خروجه عن قواعد الالتزام بالخطاب الإسلامي المعتدل في منبر الجمعة، وممارسته لكل أنواع التحريض على العنف والكراهية، إضافة إلى فتواه لسحق رجال الأمن، واستمراره في بث الفتنة وشق الصف بين أبناء الوطن الواحد.. ورأيت أن هذا الافتراض سيتبعه سيناريو معروف من جهات عدة.. فكيف سيكون؟
أول أمر قد يحصل أن بعض أعضاء في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية قد يعلق عضويته، وبعض أعضاء في الأوقاف الجعفرية ربما يهدد بالاستقالة، وبعض خطباء مآتم سيعلنون تضامنهم، ثم ستصدر إعلانات من حوزات ومآتم تندد بالقرار، وبالطبع سيكون للجمعيات السياسية الطائفية (وجمعيات الذيل) بيانات رنانة ومسيرات ترفع فيها صور عيسى قاسم وتتباكى على حرية الدين والمعتقد وحرية التعبير، أما الماكينات الإعلامية في الداخل والخارج المساندة للمعارضة الطائفية فستعرض أرشيفا لخطب قاسم التي تدعو إلى الوحدة وإبراز الفتاوى التي صدرت ذات يوم ضد الحرق وتعطيل الشوارع ثم نسخت بفتاوى أخرى.
القنوات الفضائية المحرضة والمعروفة لن تبتعد عن الساحة وستكون حاضرة من خلال عقد ندوات وبرامج حول إيقاف قاسم عن الخطابة وحرية الرأي في البحرين والحديث عن التمييز والطائفية، ولربما عرضت لقطات من خطب شيوخ دين آخرين لم يتم توقيفهم من قبل وزارة العدل كدليل على التمييز في القرار.
المنظمات الحقوقية والسيد بان كي مون وبعض دكاكين أخرى سيطالبون بدعم حرية الرأي في البحرين وعدم التضييق على الشخصيات الدينية، فيما السيدة كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية ستلعب على الحبلين كعادة السياسة الأمريكية التي تؤكد دعمها للعلاقات البحرينية الأمريكية وأهمية تطبيق القانون، ولكن مع توفير كل سبل دعم حرية الرأي والمعتقد.. (أحد فهم شيء)..!!
سيتزامن كل ذلك مع خروج مسيرة من هنا ومظاهرة هناك، وحرق إطار هنا، وسد شارع هناك، وسيصل الأمر إلى ذروته في أول جمعة يمنع فيها قاسم عن الخطابة، وسيحاول أن يصرح ويعلن وقوفه ضد القرار من أجل الجماهير وحقوق الشعب (كل الشعب)، ثم سيقرر السفر إلى الجمهورية الإيرانية في رحلته السنوية المعتادة، بعد أن يتحدث عدد من الزعماء في إيران والعراق لمناصرة قاسم، وبالتأكيد سيكون المجنون (مقتدى الصدر) أبرزهم.
مثل كل قرار في الدولة.. سيخرج بعض (فلاسفة ومنظرين) بأن يقولوا بأن منع قاسم من الخطابة زاد رصيده وشعبيته، فيما سيكتب (مشدخ آخر) أن علاج الموضوع في البحرين لا يكون بإيقاف عيسى قاسم، كما ستقف (مخبلة) تعاني من عقد نفسية وتكتب إن قاسم أب الجميع ويجب مراعاة سنه وعمره، وهذا لا يجوز، وستبرز أنواع عديدة تتحدث في هذا الشأن، ولكن في النهاية ستتمسك الدولة بقرارها، ثم تعيد قاسم إلى الخطابة بعد فترة، وبذلك تكون قد كسرت (الحاجز النفسي) لدى البعض بأن قاسم فوق القانون، وبالتالي سيكون إيقافه مرة أخرى لو تجاوز وكرر الخطأ ودعا إلى الفتنة والسحق، أمرا عاديا بالنسبة إلى الدولة والناس والداخل والخارج, لأنها طبقت القانون وكانت شجاعة في المرة الأولى.
مثل هذا السيناريو يمكن قياسه مع أي أمر مخالف ومع أي شخص مهما كان اسمه ومركزه، فهناك حكايات وتوقعات نسجت في خيال الدولة والرأي العام بأنه لا مساس ببعض الأشخاص مهما مارسوا من أعمال وقالوا من كلام، ولكن قوة القانون وشجاعة الدولة بإمكانهما تحطيم مثل تلك الخيالات والحواجز النفسية، ولكل قرار فعل وردات فعل يجب أن تقاس ويستعد لها جيدا، فنحن دولة قانون ومؤسسات.. عموما هذا السيناريو كان مجرد افتراض ولكنه لو حصل فإن ما جاء في السيناريو لن يختلف كثيرا عن الواقع الذي سيحصل.

آخر السطر:
من جحره القابع فيه تحت الأرض وعبر التصوير التلفزيوني خرج السيد حسن نصرالله ليؤكد للمرة المليون أن (حزب الله الطائفي) مستعد لضرب أهداف إسرائيلية في تل أبيب.. والرئيس الإيراني (نجاد) قال إن إسرائيل مجرد بعوضة وسنسحقها، ولكن كل تلك التصريحات مجرد فقاعات فارغة مثل زبد البحر، وتصريحات (خريط) لا تحرر أرضا ولا تنفذ فعلا.. ونقول للسيد والنظام الإيراني وأتباعهما إن تحرير جنوب لبنان وفلسطين لن يأتي بالتصريحات المليونية.. كلام كثير وكذب أكثر وجبن وخوار لا حدود له كالعادة.