Wednesday, June 6, 2012

عرض خاص من الدولة.. تهدم مكان ديني وتبني 5

هشام الزياني
إلى أمة الإسلام من المصب الرئيس وإلى بقية الأديان السماوية، وإلى كل الديانات غير السماوية، إن أردت أن تبني لكم الدولة أماكن دينية مرغمة ومجبرة وفي وقت قياسي، وعلى الطرقات العامة والرئيسة وداخل (الدوارات) ما عليكم إلا أن تعملوا عملاً بسيطاً مربحاً، أن تبنوا مساجدكم أو أماكنكم الدينية بالقوة ودون ترخيص (وبعدين يحلها ألف حلال)..! اختاروا الأماكن الرئيسة على الشوارع الرئيسة وأقيموا بناء الأمر الواقع، فإن جاءت الدولة وطبقت القانون وهدمتها، مالكم إلا السيد أوباما، وعليكم بالبكاء عند المنظمات الدولية، وقولوا إن الدولة تهدم الأماكن الدينية، وسوف تكون وفي مأمن، وسوف تطلب الدولة ودكم، وسوف تعيد بناء ما هدمته بل وتوسعة البناء. ليس هذا وحسب؛ بل إن الدولة سوف تقدم لكم (عرضاً خاصاً) تهدم مكاناً دينياً وتبني مكانه خمسة، عوضاً عن العويل، وعن الشكوى للرئيس أوباما..! الدولة التي تطبق القانون بشكل أعرج أو أعور (تستاهل) ما يجري لها، هي من سكتت سنوات (وحتى اليوم تسكت عن تنفيذ أحكام قضائية بحق الأماكن التي تبنى اليوم دون ترخيص وبالقوة) عن بناء الأماكن الدينية المخالفة للقانون وغير المرخصة، ومن ثم تأتي في وقت الاستفاقة تريد تطبيق القانون، فتهدم أعداداً كبيرة غير مرخصة في وقت واحد، بينما هناك خناجر في الخاصرة تضرب الدولة وتكذب على العالم وتستثمر الحدث أفضل استثمار خارجياً. ثم تأتي الدولة تريد أن تسكت العويل فتبني بدل الأماكن الدينية الخمسة المهدمة المرخصة 24 مكاناً دينياً آخر تعويضاً عن المهدم..!! أو حتى كما تقول الدولة 9 أماكن، والله إن بناء أماكن غير مرخصة مربح تماماً، هل شاهدتم، بدل الخمسة 9 أو 24، عملية مربحة تماماً، وفي أماكن أنت تفرضها على الدولة، وتجبرها على بناء ما تريد في الشوارع الرئيسة، وأهل البحرين يعرفون تماماً لماذا تختار الشوارع الرئيسة لفرض الإرادة على الجميع رغم أن لا سكان ولا بيوت تجاور المكان الديني..! في البحرين هناك ظاهرة غريبة؛ مسجد وسط دوار، والمرور تصمت والأشغال تصمت كما هي العادة في مثل هذه الحالات، والعدل أيضاً يصمت، مسجد داخل دوار، بينما لا يبعد عنه مسجد مجاور ربما أكثر من 100 متر أو أقل..! أقول للأوقاف السنية أين مساجدكم على أطراف المدن الكبيرة؟ أين المساجد التي لا تشاهدها على طريق عام أو بجانب محطة بنزين كما هو الحال في السعودية؟ لماذا لا تضعون المساجد في الطرقات العامة والتي تجاورها مناطق سكنية أيضاً فيستطيع عابر الطريق أن يؤدي الصلاة في طريقه، ويستفيد منها أهل المدن. تفوق الأماكن الدينية للطائفة الشيعية الكريمة ثلاثة أضعاف بالمقارنة بالأماكن الدينية لأمة أهل السنة والجماعة، فلماذا تتوقف الأوقاف السنية عن بناء المساجد على الطرقات العامة، سؤال محير جداً.
رذاذ: أقرأ بين حين وآخر في شبكة التواصل الاجتماعي عن طلبات للتبرع لمساجد في البحرين، مثل طلب الصيانة الدورية، أو صيانة دورات المياه، أو طلب تجديد المكيفات. التبرع للمساجد من أهل الخير جيد جداً ومحمود، وهناك من يريد الأجر، لكن هل الأوقاف السنية لا تستطيع تلبية الصيانة الدورية للمساجد أو تجديد المكيفات؟