Wednesday, June 6, 2012

إسقاط النظام.. طعمــــه أحلــــــى

فريد أحمد حسن
المتابع لتغريدات بعض المحسوبين على “المعارضة” من الذين لا يعترفون بالوفاق والجمعيات السياسية التي تقول إنها مع الإصلاح يؤكدون في كل ساعة وكل حين أن مسألة الدخول في حوار من قبل “المعارضة” مجرد كلام، وأن مسألة دخول الحوار من غير شروط مسبقة مجرد نكتة، فهؤلاء يؤكدون عبر تلك التغريدات، التي يتجاوز بعضها حتى حدود الأدب واللياقة، أنهم يرمون إلى شيء واحد فقط هو إسقاط النظام، فهو عندهم (طعمه أحلى).. وبالتأكيد هو كذلك عند من يساندهم ويتخذهم مطية لتدمير البحرين التي ظلت وستظل عصية عليهم.. ولحمها مر! يقول أحد الحريصين على الظهور يومياً عبر وسائل الإعلام بأنواعها من المحتمين بلندن “إياكم والحديث عن التقارب مع رموز.. (يقصد النظام) ، بينما ينسب إلى تيار الوفاء الإسلامي تغريدة تكشف عما في الخاطر تقول “إن إقامة الجمهورية الديمقراطية هي الأصلح لواقع البلاد.. ونرى تحقيقه ممكناً إذا ما توفر النفس الطويل”، وتغريدة رابعة تتكرر بأكثر من صيغة تقول “همنا توجيه ضربات موجعة للنظام الخليفي واقتصاده.. المنامة عصب النظام فلتكن وجهتنا”.. وغير هذه من تغريدات كلها تؤكد أن حديث هذا الطرف عن الحوار وقبوله الدخول فيه من دون شروط مجرد كلام ربما يراد منه كسب الوقت للاستفادة من الإعلام المتوفر له من أطراف لا تدخل “عصها في شيء ما يخصها” من دون مقابل، فهذه الأطراف لولا أن لديها ما “تحط عيونها عليه” لما ساندت وآزرت وهيأت إعلامها وأموالها لمساندة مجموعة صغيرة وجدت نفسها فجأة تطالب بإسقاط النظام. للأسف لم يعد أحد يصدق قصة الدعوة إلى الحوار من قبل “المعارضة” فالذي يريد الحوار لا يدعو ليل نهار وبمختلف الطرق وعبر كل وسائل الإعلام إلى إسقاط النظام ولا يحرص على نشر الكراهية تجاه العائلة الحاكمة ولا يتردد عن توجيه أقذع الشتائم لرموز المملكة، والذي يريد الحوار لا يضع الشروط في كل لحظة ولا يدخل في معارك جانبيــــــة صغيــــــرة يعــــــرف مسبقــــــاً أنها تضــــر بدعوته نفسها. تكرار الدعوة إلى الحوار ثم وضع الشروط والعراقيل وانقسام أصحاب الدعوة إلى فريقين أحدهما يقول إنه يحرص على الحوار من دون شروط والثاني يقول إنه يرفض أي حوار ويصرخ بأعلى صوته أنه ضد الحوار وأن من يقول بالحوار من “المعارضة” مخطئ ويرتكب ذنباً ينبغي أن يستغفر منه ويتوب. هذا الانقسام يعطي الآخرين حق الاعتقاد أن الجمعيات السياسية المتمثلة في الوفاق ومن معها إنما تتبادل الأدوار مع تلك الفئة التي تحتمي بالخارج وتعتبر نفسها هي القائد، بمعنى أن الطرفين “يدفدف” أحدهما على الآخر وأنهما إنما يرميان إلى غاية واحدة هي إسقاط النظام.. وما تناول سمو رئيس الوزراء بالسوء عبر تغريدات غير لائقة في كل ساعة ومن دون أي مناسبة إلا دليلاً على أن الهدف واحد وأن الغاية واحدة وأن ما يجري على الأرض من تصريحات بقبول الحوار بل الدعوة إليه وقبوله من دون شروط ما هو إلا تكتيكاً. مرة أخرى لا بد من القول إن من يريد الحوار لا يضع العقبات ولا يسمح لبعض المنتمين إليه من محدودي الخبرة والتجربة أن يصرحوا بتصريحات غير مسؤولة عبر تغريدات تثير الغضب حتى لدى البلابل التي يفترض أنهم يقلدونها! إن كانت “المعارضة” تريد الحوار وأنها لا ترمي إلى إسقاط النظام فعليها أن توزن أفعالها وتقول بوضوح “إصلاح النظام.. طعمه أحلى”!