Tuesday, June 19, 2012

إقصاء الآخر.. ثقافة الولي الفقيه

محمد الأحمد
من الغرابة بمكان أن تصدر جمعية الوفاق بياناً تقول فيه بكل جرأة: «نرحب بدعوات المجتمع الدولي للحوار الجاد والشامل الذي يفضل لحل سياسي طويل الأمد يستجيب لتطلعات جميع البحرينيين.. ونحن مع الدعوة لحوار جاد لا مشروط من أي طرف، وأنها جاهزة للجلوس على طاولة الحوار، لأنها تعتقد أن المخرج الوحيد للأزمة هو في حوار حقيقي». من الغريب جداً أن تصدر هذه الجمعية بياناً بهذا الشكل، في الوقت الذي يخطب فيه رئيسها بخطاب تأزيمي صحا فيه من النوم للتو من كلام المشير الذي يبدو أنه أصابه بالصدمة، التي حالت دون استيعابه للكلام في ذلك الوقت من العام الماضي. إن النفاق والدجل في بيان الوفاق يتمثل في فضح وجهها الحقيقي - كما هو ذلك دائماً – حيث كان هناك تصريح في الوقت نفسه لوزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان يؤكد فيه أن تلك الجمعية تشترط الجلوس مع الدولة لوحدها على الطاولة دون أحد آخر!. لا يزال هؤلاء يعيشون في الأجواء الإقصائية التي عهدناها منهم منذ العام الماضي، ولم يتغير ما في أنفسهم من عدائية تجاه مكون المجتمع الأخرى، هذه الدكتاتورية المستمدة من النظام الإيراني للولي الفقيه، التي تريد الوفاق إلباسه عنوة للبحرين وشعبها، ولم تعِ حتى الآن أن هذا مستحيل، ولن يكون. إن أمثال هؤلاء، لا يريدون السكينة للوطن العربي، لديهم مشروع انقلابي في المنطقة، وما هم إلا جزء لا يتجزأ مما يجري حولنا، أو بشكل أوضح ذراع من الأذرع الإيرانية التي تلبس لباس المواطنة، وإلا لكنا رأينا أمراً آخر منذ مبادرة ولي العهد للحوار. إن جمعية الوفاق في الواقع، هي جمعية لنواطير سياسيين، لا يملكون من أمرهم شيئاً، ينتظرون الأمر من الخارج، وإن لم يأتِ هذا الأمر من هناك، فمن المستحيل أن تجده يخرج من أفواههم..