Tuesday, June 19, 2012

علي سلمان واستدعاء الفتوى

سعيد الحمد
في استدعائه لسلطة الفتوى يُعلن علي سلمان بوصفه اميناً عاماً لجمعية الوفاق فشله وخيبته بعد عام .... شهور من المناورات والمراوغات السياسية التي دفع اتباعه تكاليفها بلا فائدة تذكر وبدؤا يحاسبونه ويطالبونه بإخراجهم من النفق الذي ادخلهم فيه ومن التيه والضياع الذي وضعهم على دروبه.. فما كان منه وقد افلس سياسياً سوى ان يستدعي الفتوى الدينية والطائفية المذهبية لعلها تنقذه وتنجده من ورطته وتنتشله من مأزقه بوصفه قائداً وزعيماً سياسياً وصل بجماعته إلى طريق مسدود بسبب من رعونته وطيشه السياسي في لحظة غرور وغلو رفض معه كل الحلول وكل المبادرات المطروحة من كل الجهات للوصول إلى توافقات وطنية يمكن لها ان تطوي صفحة الانقلاب الطائفي الاسود. وما خطابه الاخير سوى المسمار الاخير يدقه علي سلمان بنفسه في انقلابه حتى وان غلف خطابه المشوش بلغة تهديد لا مكان لها في سياق موضوعه وان كانت تعبر في الوقت نفسه عن خوف من ردة فعل مكونات الشعب والمجتمع التي تضررت كثيراً وعانت طويلاً من انقلابه ومن تداعيات ذلك الانقلاب، وبالتالي فقد بدأت مع فشل الوفاق ترتفع في النفوس الوفاقية مخاوف وهواجس من ردات الفعل تنطلق من المكونات الشعبية ضد الانقلابيين واعوانهم الذين نقلوها إلى زعيم الوفاق فخاطب المكون الاجتماعي الآخر بلغة تهديد بأثر رجعي، هي في الواقع رجاء وتوسل بان لا تكون لهم ردات فعل قاسية على الانقلابيين واعوانهم وقد فشل انقلابهم وعجزت محاولاتهم في الهروب إلى الامام مما يتصورون ان مكونات الشعب والمجتمع ستحاسبهم عليه حساباً عسيراً وقد خططوا وقاموا بانقلاب طائفي مذهبي خطير كادوا معه ان يسلموا البحرين لصاحب الاطماع الايراني المترصد ببلادهم منذ حقب بعيدة. ثنائية استدعاء الفتوى والتهديد بوصفهما رجاءً وتوسلاً وخوفاً مما سيترتب في النهاية على اصحاب المحاولة الانقلابية يكشف عن تشوش حقيقي اوقع فيه علي سلمان نفسه وجماعته، فهو لا يملك حلاً بعد الكارثة وبالنتيجة فهو يتعلق بأذيال الفتوى ويلقي بالكرة في ملعب آياته العظمى الذين حركوه وحرضوه ويخشى ان يبيعوه بعد ان يتركوه وحيداً يواجه مصيره المحتوم، فقام بحركة استباقية وطالبهم بفتوى تنقذه وتنجده مما هو فيه من مأزق، وكأني به يقول لآياته العظمى «تحملوا مسؤولياتكم فأنتم من حرض ومن دفع بي إلى هذه الحالة»، وهو من جهة ثانية يستدعي عاطفة الطائفة ويطلب منها الفزعة له حين يقول «لم نظهر قوتنا بعد»، وكأنه يطلب الحماية من الطائفة ليلعب مرة اخرى على الوتر الطائفي البغيض، ناسياً ان الطائفة الشيعية الكريمة اعلنت اكثر من مرة ان الوفاق لا تمثلها ولكنها تمثل حزباً وتنظيماً سياسياً ايديولوجياً ولائياً فقط. صحيح ان لغة الخطاب استفزت المواطنين وأثارت غضبهم وهم الذين تحلوا بأقصى درجات ضبط النفس والتسامح ومارسوا مع شركاء الوطن انبل واشرف الاساليب، لكنه خطاب لو تأملنا بهدوء بعيدا عن الغضب لاكتشفنا انه تعبير حقيقي يعكس مأزق علي سلمان على المستوى الشخصي وعلى المستوى السياسي ما جعله يتخبط حيناً ويخرج عن طوره حيناً آخر فلا يستقر مضمون خطابه على حال ويبدو مضطرباً ومتذبذباً بين استدعاء الفتوى والاحتماء والاستنجاد بها وبين التطاول والتهديد والوعيد بما ينبئ ان الرجل يعيد انتاج اسوأ حالات ازمته في اسوأ خطاب له. وربما يكون هذا الخطاب المأزوم بقوة بداية لخطابات أخرى شبيهة له تصدر من اتباع الوفاق الذين ولاشك استشعروا ازمة زعيم الوفاق فضاقت بهم السبل ولن يجدوا سوى تقليده في اعادة انتاج خطابات شبيهة بخطابه، وهي في الواقع اعلان بالفشل والافلاس. وفي هذا السياق سنلاحظ مغامرات وتصعيداً هو تعبير عن لفظ الانفاس الاخيرة للانقلابيين.