Tuesday, June 19, 2012

العصاعص قامت

صلاح الجودر
ما كنا نخشاه ونحذر منه هي مرحلة «الرؤوس إذا نامت والعصاعص إذا قامت»، وهي مرحلة حمقاء بليدة متوترة، أماراتها وعلاماتها ظهور أنصاف المتعلمين ورويبضة السياسة الذين يدفعون بالشباب والناشئة للصراع والصدام في الشوارع، تدميراً وتخريباً وإفساداً تحت شعار القربى لله، وهي في حقيقتها عصاعص قامت في ظل غياب الرؤوس!!، فاليوم والمجتمع يتصدى لمخطط التآمر الإقليمي القادم من إيران«انظر خطب القادة الإيرانيين وهم يتدخلون في الشأن البحريني ويتغاضون عن القتل وسفك الدماء في سوريا»، في الوقت الذي نرى فيه غياب المثقف ودعاة السلام عن قول كلمة الحق فيمن يرمي الناس ورجال حفظ الأمن بالقنابل الحارقة المالوتوف، وقد فسر البعض غياب المثقف ودعاة السلام بأنهم بعد أحداث دوار مجلس التعاون اختاروا التدثر بالعباءة الطائفية التي كانت سبباً في الفتنة والمحنة التي يعيشها أبناء هذا الوطن، الأمر الذي دفع بالعصاعص أن تقوم وتخرج من كهوفها بعد أن كانت خلايا نائمة كما ذكرها قائد شرطة دبي ضاحي خلفان. الشاهد على ذلك أن «العصاعص لما قامت» اختارت ثقافة «المعارضة من أجل المعارضة»، فهي تريد أن تكون معارضة لكل المبادرات الإنسانية، بل تسعى لمزيد من التأزيم وإشعال الساحة، والسبب أنها لا تمتلك أجندة سياسية في الدولة المدنية، مشروعها ديني طائفي متشدد أعلنته بالعام الماضي حينما رفعت شعارات«التسقيط والموت والترحيل»، لذا أي مبادرة للحوار ستقابلها بالرفض المشروط خوفاً من افتضاح أمرها وانكشاف زيفها وسقوط ادعاءاتها، والمتأمل في تعاطيها مع القضايا يجد أنها لا تجيد سوى «الولولة والتحلطم والبكائيات»، وأسطوانتها المشروخة على مواقع التواصل الاجتماعي «أن الحكومة غلطانه» ولا شيء غير ذلك، مع أن تقرير بسيوني حمل جميع الأطراف مسئولية ما جرى في المجتمع بما فيها الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات المجتمعية، بل إن التقرير تحدث وبشكل صريح على أن المخرج لا يكون إلا من خلال الحوار المباشر والصريح مع مختلف مكونات المجتمع. العصاعص لما قامت افتضحت أمام الناس لأنها ضعيفة لا تقوى على المواجهة والخروج في النور، فحججها واهية، وأدلتها باطلة، قائمة على الكذب والدجل والافتراء، ويكفي مداخلة واحدة على قناتها الطائفية«قناة العالم الإيرانية» ليرى حجم الأكاذيب والأراجيف التي تهتز لها الجبال الراسيات!، ومع ذلك تحاول تصوير نفسها على أنها الملاك الطاهر، ففي الوقت الذي أعترف الجميع بأخطائه وسعى لتصويب مساره، لا تزال مصرة ومكابرة على أنها«مريم العابدة» في طهارتها وعفتها!، فترفع شعار التعددية وحرية التعبير وهي تمارس مبدأ «إما معي أو ضدي»، ليس لديها مساحة للحوار مع الآخر، لذا الدعوة للحوار تعتبرها القشة التي ستقصم ظهرها، فتتمسك بكل ما يعرقل الحوار، وتشترط حواراً ثنائياً لأنها ضعيفة هشة لا تقوى على الجلوس مع الآخرين، ففي الوقت الذي تتنقل في القنوات الفضائية الخارجية لنشر الغسيل والإساءة للوطن نجدها لا تستطيع أن تجلس تحت طاولة للحوار مع مختلف القوى، هذه هي نقطة الضعف لديها، وهذا ما تخشاه، فبيتها أوهن من بيت العنكبوت!. عدم قبول الآخر المختلف أصبح مسلكها، لذا ترتفع عقيرتها وتنتفخ أوداجها لرأي مخالف هنا أو هناك، رأي فيه نقد صريح ومباشر لأدائها السيئ القائم على العنف والتخريب والتدمير، ومما زاد الطين بلة أنها تبحث عن كل ساقط ولاقط من أجل الكذب والدجل والضحك على الناس، فترسل كل من هب ودب للدفاع عن مخططها التآمري الذي بدأ بالتكشف مع التدخل الإيراني والميلشيات العراقية وحزب الله بلبنان!. ما يدمي القلب ويجعل النفس في حالة غثيان أن تجد من أتباعها من يحمل الفكر الأحادي، حاملاً معه كل نعوت الإقصاء والاستئصال والاستبعاد والنفي، فبعد سلسلة من المقالات الناقدة للشأن العام وما وقعت فيه جمعية الوفاق وتوابعها المسجلين وغير المسجلين تحت قانون الجمعيات، نجد من يخرج بين ثناياها ليكشف عن الوجه الآخر لها، فهي عصاعص قامت وخلايا استيقظت، ففي الوقت الذي نمارس دورنا النقدي«عبر الصحافة» لتصحيح المسار وتصويب الخطأ يخرج من يحاول إقناعنا بأن ما جرى إنما هي نزهة سياسية!!، فإذا كان من حقه الكذب والتدليس فإن من حق أبناء هذا الوطن الرد عليه بالحقائق والأدلة، وصدق من قال: العصاعص نامت