Tuesday, May 15, 2012

كل تأخيرة وفيها خيرة

محمد الأحمد
رغم الشغف البالغ الذي اعترى الشعوب الخليجية لاجتماع القادة في الرياض أمس وتلهفهم لإعلان «الاتحاد الخليجي» إلا أن تأجيل ذلك كان لأسباب وجيهة، وهي لتكون كل الدول على فهم للطريق الذي سيسير عليه هذا الاتحاد المرتقب وعلاقتها به. بالفعل، إن إعلان دول الخليج مجتمعة للدخول في الاتحاد سيكون تأثيره ووقعه وفرحته أكبر من إعلان دولتين أو ثلاث لهذا الاتحاد، ودخول الدول مجتمعة خير من دخولها في الاتحاد متقطعة. لن نقول يا فرحة ما تمت، ولكن سنقول كل تأخيرة وفيها خيرة، والخير إن شاء الله سيكون بتأخير إعلان هذا الاتحاد الخليجي لبحث تفاصيل التفاصيل التي ستحدد مسارنا جميعاً نحو الوحدة الخليجية. في غضون ذلك، رأينا تدخلاً سافراً من ما يسمى البرلمان الإيراني الذي أعلن رفضه لأي اتحاد بين البحرين والسعودية، ورأينا عملاء إيران داخل البحرين الذي أخذوا ينظرون حول هذه المسألة وإقحام الاستقلال في موضوع الاتحاد ولي الحقائق.. كلا الموقفين من البرلمان الإيراني وعملاء إيران في البحرين صدر من جهة واحدة وهي الولي الفقيه الإيراني.. ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم أن يتخذوا مثل هذه المواقف الخائبة والشائنة؟!.. هل يعتقدون أن التاريخ سينسى لهم مواقفهم الانقلابية؟ هل سيتحملون نتائج قراراتهم وولاءاتهم في المستقبل؟ ألهذا الحد وصلتم؟ تعلنون رفضكم للاتحاد في الوقت الذي يتخذ فيه البرلمان الإيراني قراراً مماثلاً؟ ألهذه الدرجة وصل تمثيلكم لجمهورية إيران في مملكة البحرين؟ عشنا ورأينا!.. إن النقطة المهمة في اجتماع القادة هو اتفاقهم على المصير المشترك في تأسيس هذا الاتحاد أمام هذا العدوان السافر والتهديد الكرتوني المستمر من قبل إيران.. وفي الواقع، من حق كل دولة أن تبحث موضوع سيادتها وعلاقتها مع هذا الاتحاد، لن نقول يا فرحة ما تمت، ولكن سنقول «فرحة مؤجلة»، وستكون بإذن الله فرحة غامرة على الجميع.. والله مع الصابرين.