Tuesday, May 15, 2012

دشتي والنظام السوري.. من غير ليه

داود البصري
للسيد النائب المحترم عبدالحميد عباس دشتي كما أسلفنا غير ذي مرة مواقف واضحة و«صامدة» و(استراتيجية) لا يهزها الزمن ولا يغلبها غلاب في دعم وتأييد ومساندة النظام السوري، وطبعا تحت دعوة المقاومة والممانعة وهي نفس الدعوة التي كان يتدثر بها نظام صدام حسين المضمحل في العراق أي مقاومة الإمبريالية والاستعمار وإجباره على الدخول في الغار! رغم أن البعثيين يمينهم العراقي أو يسارهم السوري كانوا أهم أدوات الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط!، وبعيداً عن السير بعيدا في فذلكات الكلام وسفسطائية المزايدة السياسية في المواقف الآيديولوجية. فإن دول الخليج العربي وفي طليعتها دولة الكويت بحسها وانتمائها القومي، وتاريخها الطويل والحافل في دعم ورفد العمل القومي المشترك وترفع دبلوماسيتها عن الصغائر والنوازل الانتهازية قد حددت خيارها النهائي من النظام السوري بسحب وإغلاق السفارات واستنكار الجرائم البشعة لنظام القتلة الاستخباري البعثي الشبيح!. وأضحى أي دفاع أو حديث إيجابي عن النظام السوري بمثابة لغو في الكلام لا قيمة له، فالموقف من النظام لم يعد مجرد رأي بل أضحى موقفا إنسانيا وسياسيا ملتزما بثوابت الصراع ضد الظلم والفاشية وحكم الإرهاب، ومن الطبيعي أن يصاب حلفاء ذلك النظام وأصدقاؤه والمطبلون له والنافخون في مزاميره والعازفون على أوتار ألحانه النشاز بالإحباط والخيبة والانزعاج لكون ذلك النظام قد دخل اليوم فعلا في حالة الموت السريري غير المعلن رغم استمرار آلته القمعية في سحق المنتفضين، وهي آلة أعدت لمدة خمسة عقود ونيف لتأدية ذلك الدور الخبيث وهو إرهاب الشعب واستئصال شأفته وإبادة كل من تسول له نفسه الاعتراض على حكم المماليك الجدد، والنائب عبدالحميد دشتي باعتباره حقوقيا ومن المهتمين بملف حقوق الإنسان يعلم جيدا وتفصيليا وأكثر من الجميع بالمصير الذي ينتظر النظام السوري بعد تورط ذلك النظام بجرائم دولية لن يستطيع أعظم المحامين في الدنيا الدفاع عنها أو التخفيف من وطأتها!. وطبعا المواقف السياسية الخليجية ومنها الموقف الكويتي قد أسدلت ستائر النسيان على أية تسوية سياسية مع النظام السوري ولم يعد مقبولا بالمرة إمكانية إعادة صبغ وطلاء وتلميع وجه ذلك النظام المحروق والذي لم تعد تنفع معه كل عمليات السمكرة والتجميل وزرع السيلكون!، وهنا أتساءل عن موقف السيد دشتي والشلة المؤيدة للنظام السوري في الكويت ومنهم الرفاق المؤلفة قلوبهم حسين القلاف وفيصل الدويسان إضافة لسيد الفاكسات. وآخرون من المواقف السياسية الكويتية الأخيرة والتي هي مواقف أعلى القيادات الشرعية في الكويت، هل سيبقى دشتي ومن معه في فسطاط النظام السوري؟ أم انه وأنهم سيتمردون على الإرادة الخليجية والكويتية ويتخذون مواقف صامدة وممانعة ومقاومة لها أسوة بالرفاق في حزب خدا اللبناني أو أولئك الرفاق العراقيين من أتباع المتخلف مقتدى أفندي الصدر؟ وهل ستستمر الحملة الدشتية في تجميل الدستور السوري الجديد وفي التسويق للانتخابات البرلمانية الرائعة في سوريا، أم أن الإرادة العربية والخليجية الموحدة ستغير المواقف وتطوي صفحات الماضي ليتركز صراع السيد دشتي على الجانب الحقوقي والإنساني المحض وينحاز للشعب السوري ضد جلاديه الذين يحاولون ارتداء لباس وجلود الحملان رغم كونهم من أشد ضباع الفاشية توحشا وسعارا وعدوانية... الوقت لم يفت بعد ومازال تعديل المواقف والإنحياز للحق ضد الباطل أبوابه مشروعة بالكامل، فمن سيبقى في النهاية هو الشعب السوري الخالد، ويا سيد دشتي لا شيء ثابت وأصيل سوى قيم الحرية والعدالة التي أرسلت نظام البعث العراقي البائد لمحكمة التاريخ والتي ستلحق شقيقه اللدود نظام البعث السوري المجرم نحو نفس النهاية.. وأخيرا «ليه نضيع عمرنا هجر وخصام؟» على حد تعبير ورأي الرفيقة الراحلة أم كلثوم؟.. وتبقى جميع الأمور والمواقف من غير ليه.. مش كده وألا إيه؟