Tuesday, May 15, 2012

للرئيس الأمريكي.. هل الوفاق وأذنابها وإرهابيوها مصدر السلطات

فوزية رشيد
حين يتحدث هؤلاء عن أن (الشعب مصدر السلطات) فهم يتحدثون عن أنفسهم تحديدا، بضع جمعيات طائفية لا تمثل حتى كامل طائفتها، مستندة إلى العنف والإرهاب من جهة، وإلى الدعم والتمويل والتدريب الخارجي من جهة أخرى، مما ينفي عنها (قانونيا ودستوريا) أي صفة «تمثيلية» حتى لو محدودة للشعب البحريني.
فمن نسف ولاءه الوطني واستبدل به الولاءات الأخرى المعروفة، لا يحق له أن يتحدث عن الوطن، ومن نسف حرصه على الوحدة الوطنية بكامل المكونات الشعبية بل عمل على تقسيم الشعب طائفيا لا يحق له أن يتحدث عن الشعب، ومن دعم أو مول أو دافع عن الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن الديمقراطية والإصلاح. وللأسف هذا هو حال هذه الجمعيات الطائفية وعلى رأسها (الوفاق)، التي ابتليت بها البحرين وبأذنابها، كما لم يبتل أي وطن بمن يعمل تحت شعار المعارضة.
هؤلاء وعلى المستوى (العملي والقانوني والدستوري والشعبي) نسفوا كل صلة لهم بالوطن أو بالشعب أو بالإصلاح والديمقراطية، ولا يهمنا اطلاقا بعد ثبات الجرم، أي شعارات أو كلمات أو مصطلحات أو مفاهيم تدربوا عليها يتفذلكون بها أمام الميكروفونات وأمام الفضائيات، وفي الخطابات والبيانات، مثلما لا يهمنا الدعم الايراني أو الأمريكي لهذه الفئة العاملة تحت مسمى المعارضة، ودعم ارهابها وتخلفها السياسي، ومبادئها الثيوقراطية الديكتاتورية والاستبدادية، مثلما لا تهمنا طنطنة بعض الفضائيات الطائفية أو الدولية المرتبطة بالأجندات التي تشوه حقيقة ما يحدث في البحرين.
الذي يهمنا ما يمارسه هؤلاء على أرض الواقع، فهم يمارسون التلفيق والكذب بكل معطياتهما، وهم يمارسون الارهاب بكل أنواعه (الفكري والسياسي والحقوقي والقانوني والميداني).
ولذلك فان تصريحات بعض مسؤولي الادارة الأمريكية، ولا يهمنا هنا أيضا تمرير جزء من صفقة الأسلحة للبحرين مؤخرا، تلك التصريحات لفتح حوار مع هؤلاء، أو مجرد اعتبارهم معارضة وطنية حقيقية وصحيحة، يدخل فورا في نظر غالبية شعبنا في اطار (الدجل السياسي الأمريكي) الداعم للإرهاب في البحرين، والداعم للجمعيات والفئة التي ترعاه، وتعمل عليه، وتستند إليه، وتدافع عنه. وفي ذلك نعيد السيد الرئيس الأمريكي الى كيفية تعامل ادارته مع الارهاب داخل بلاده أو خارجها، والى سجن «أبوغريب» وسجن «جوانتنامو» وغيرهما، بل الى حروب الادارات الأمريكية المتلاحقة (استباقيا) ضد من تشتبه فيهم مجرد اشتباه، في أنهم ارهابيون يهددون الأمن القومي الأمريكي وبعدها فلتسد الادارة الأمريكية بنصائحها الى دولتنا، ونرد في ذلك أيضا، الى ما قاله سمو رئيس الوزراء في بلدنا بما معناه (لماذا لم تقبل أمريكا الحوار مع تنظيم القاعدة؟).
كفانا تلاعبا بالمفاهيم والمصطلحات، فالارهاب هو ارهاب أينما كان، وما يحدث في البحرين هو ارهاب ممنهج وممول، ومدعوم، ويتم الدفاع عنه، من جانب «الوفاق» واذنابها، التي تدعي أنها معارضة سلمية وإصلاحية وديمقراطية.
ولتقل لنا الإدارة الأمريكية: متى اجتمع الإرهاب مع الإصلاح والديمقراطية وأين؟ ولتعطنا مثالا على ذلك.
ومثلما كفت غالبية الشعب البحريني، بمن فيه جزء مهم من الطائفة الشيعية، عن معاملة «الوفاق» وأذنابها، بأنها معارضة سياسية اصلاحية، حتى ان رفعت الشعارات الزائفة في ذلك، فعلى الإدارة الأمريكية أيضا أن تكف عن التعامل مع هذه الجمعية وأذنابها، بأنها معارضة تنشد الاصلاح والديمقراطية، وندعو الرئيس (أوباما) لكي يزور البحرين، ويرى الارهاب في قرانا وشوارعنا، الذي تدعمه وتدافع عنه هذه الجمعية الراديكالية الثيوقراطية، صاحبة الولاء للولي الفقيه في طهران، ثم ليضغط بعدها هو وادارته على الدولة الديمقراطية في البحرين لكي تفتح حوارا مع هؤلاء الممثلين للإرهاب.
وللرئيس الأمريكي نقول: إذا كان (الشعب مصدر السلطات) فان الشعب البحريني بتوافقه الوطني واغلبيته، ماعداهم كممثلين للإرهاب وليس للشعب البحريني، قد قال كلمته، ونفذ ارادته، وحدد خريطته للطريق السياسية، التي يريدها اليوم ويسير عليها في هذا الظرف التاريخي المستجد بكل معنى الكلمة، من حيث التكالب الطائفي الداخلي والاقليمي وتجسده ارهابا عبر مليشيات عسكرية مدربة على الارهاب، ومن حيث تكالب أجندة ومشاريع أخرى يعرفها السيد الرئيس بنفسه خير معرفة.
شعبنا قال ما يريد في الحوار الوطني التوافقي، وجلالة الملك نفذ مرئيات هذا الحوار، والباب مفتوح لمزيد من التطوير في المستقبل (بحسب ارادة شعبنا التوافقية أيضا)، مثلما الباب مفتوح لكل معترض لكي يسجل اعتراضه، ثم يمضي في حال سبيله، مادام لا يحظى كجهة أو فئة أو جمعية بالتمثيل الشعبي لكامل المكونات بمن فيها طائفته، مثلما لا يحظى بالتوافق الوطني أو الرضا الشعبي على خطابه ومرئياته، بل ينبذ شعبنا كل النبذ سلوكه العملي المستند إلى الدفاع عن الارهاب في البحرين.
شعبنا قال كلمته باعتباره (مصدر السلطات) سواء في الميثاق أو الديمقراطية الانتقالية والمتدرجة والتوافقية التي يريدها، مثلما قال كلمته في الإرهاب والجمعيات الساكتة عنه بل المدافعة عنه، وشعبنا يعتبر «الوفاق» وأذنابها قد انتقلت تماما من صفة أي تمثيل ولو محدودا للشعب، الى صفة (تمثيل الإرهاب) في البحرين، ولا يوجد في دستورنا نص يقول (ان الوفاق أو غيرها هم مصدر السلطات في البحرين) ولذلك نطالب الرئيس الأمريكي وادارته، بأن يكفوا معا عن إدخالنا وإدخال العالم في وهم أن ما يحدث في البحرين، هو حراك معارضة إصلاحية تطالب بتطوير الإصلاح، لأن الحقيقة أن الإصلاح قائم ويتطور، وأن هذه الجمعيات المدعية صفة المعارضة، التي تمثل الإرهاب اليوم خير تمثيل، هي وحدها التي تعوق وتعرقل الإصلاح والديمقراطية، وتفتح أبواقها الإعلامية والسياسية والحقوقية لتشويه الصورة الحقيقية المضيئة في البحرين، وتدعم المليشيات الإرهابية التابعة لها أو التابعة لغيرها، لكي تستمر في ممارسة الإرهاب اليومي، وأعتقد جازمة أن الإدارة الأمريكية بكل قنواتها الاستخباراتية والمعلوماتية، تعلم علم اليقين كل ذلك وحقيقة الوضع في البحرين، ولذلك نقول للرئيس الأمريكي (أوباما): كفانا ضحكا على الذقون، فشعبنا يعرف الحقيقة وأنتم تعرفون، فلماذا الاستمرار في المسرحية والضغوط الممجوجة فيما سفيركم نفسه يفتح كل قنواته لمن يمثل الإرهاب في بلادنا، ولمن بالإمكان استغلاله لإشاعة الفوض.