Tuesday, May 15, 2012

اتّحاد دول الخليج العربي

إبراهيم الشيخ
مجموعة من المشاهد التي تابعناها حول ردّات الفعل المختلفة، تجاه نيّة تحقيق الوحدة الخليجية على الأرض، تعبّر عن الكثير من الحقائق التي لا يمكن تجاوزها.
من الواضح جداً أنّ شغف الشعب الخليجي الواحد بالوحدة؛ يفوق شغف القادة بمراحل، وهو ما يعبّر عن الفجوة الكبيرة في الوعي بحقيقة المخاطر المحدقة التي تحيط بدولنا من جميع الجهات، وتغليب مصالح (الأنا) إلى درجة تغييب استشعار حقيقة المخاطر الداخلية والخارجية.
الشعوب باتت تنظر إلى الاتحاد الخليجي كمصدر قوّة سياسية وعسكرية واقتصادية، سيوفّر الحماية لكيان خليجي مستهدف بشراسة من قوى عالمية وإقليمية، أثبتت الأحداث أنّها مستعدة للتزاوج مرّات ومرّات في سبيل تحقيق أجندات مفضوحة، شاهدنا نماذجها في عراق الرافدين.
نفس الصورة تجدها في مشهد آخر، وهم الطوابير الإيرانية في الخليج، التي ينعقد لسانها عن وصف خليجينا بالعربي، ولم تكد تسمع بأجراس الاتحاد الخليجي حتى صرخَت وَولولت وناحت على قنوات الصرف الصحي الإيرانية، التي عاشت خلال الأيام الماضية ظروفاً عصيبة في طقوس عزاء تشبه عزاء فشل مشروعها الطائفي في البحرين!
تستغرب من قادة ورموز يلبسون عمامة رجل الدين وبدلة السياسي، باتوا يرضعون العمالة على أرصفة الشوارع! وباتوا يجاهرون بأحقادهم التي تغلي في صدورهم بعد أن كانوا يَستخفونَ بها عن أعين الناس.
نفس الصورة ونفس المشهد، فضحا قنوات إعلامية شاهد الجميع احتداد لهجتها ضدّ الاتحاد الخليجي، كما أصبحت أبواقا شبيهة بالتي يحرّكها التومان الإيراني في محاربة كيان الخليج العربي واتّحاده!
بين جميع تلك المشاهد، يبقى عزاؤنا الوحيد في نضج الشعوب التي باتت تدفع حكامها دفعاً الى ذلك الاتحاد، وإن كانت النتائج على الأرض بطيئة جدا، ولا تُرضي طموح هذه الشعوب.
توقيع الاتفاقية الأمنية ومواصلة عمل اللجان لحلّ المشاكل التي تعوق انضمام بعض الدول، يجب ألاّ يطول إلى أجل غير معلوم، لأنّ التحديات لن تنتظر، وما نشاهده من نباح ضدّ تلك الوحدة من أعداء خليجنا وهوّيتنا، يوضّح خطورة ذلك الاتحاد على مشروعهم الطائفي في المنطقة.
لا تتوقعوا أنّ إيران وأذنابها سوف يهدأون، فهدفهم إفشال ذلك المشروع، وترقّبوا منهم المزيد في البحرين والسعودية والكويت خلال الأشهر المقبلة.
برودكاست: أزمة البحرين وبعدها أحداث سوريا فضحت علي سلمان وحزبه. أرادوا اختطاف البحرين بالعنف! وقفوا مع الحوثيين في اليمن، وهاهم اليوم يدافعون عن نظام المجرم بشار في سوريا، وأصيبوا بالخرس عندما أثيرت قضيّة احتلال إيران للجزر الإماراتية.
سؤال: من أيّ كوكبٍ أنتم.