Tuesday, May 15, 2012

ماذا بعد الاتحاد.. المواطن يريد الأمن وتدمير الإرهاب

هشام الزياني
شخصياً كنت من الناس الذين يقولون إن الاتحاد مع السعودية كان يجب أن يحدث في 1986 مع افتتاح جسر الملك فهد، كان ذلك الوقت هو الوقت المناسب للاتحاد، فالدول الصغيرة (البحرين، قطر، الكويت، والإمارات) حتى وإن كانت كبيرة بشعوبها إلا أنها تحتاج لأن تندمج في كيان واحد كبير وقوي. ما تمر به المنطقة من صلف صفوي كان بسبب اختفاء وتدمير القوة العراقية، بسبب تسليم العراق إلى إيران من بعد الاحتلال الأمريكي، كان هذا أكبر الأخطاء، هذا الذي جعل الناعقين يخرجون وتسمع لهم أصواتاً، في البحرين، والكويت. وجود قوة واحدة كبيرة في المنطقة وتدمير ما يوازيها من قوة وهو العراق، جعل إيران تتصرف وكأنها الحوت الذي يسبح بجانب الأسماك الصغيرة، حتى وإن كان الحوت هذا يضخم نفسه ويوهم الآخرين أنه قوي. وصلنا متأخرين، لكن الأهم أن نصل، إن السؤال الذي يشغل المواطن البحريني الشريف والذي ينتمي إلى بعده الخليجي والعربي هو؛ ماذا بعد الاتحاد؟ متى نشعر بالأمن؟ متى تستفيق الدولة من غيبوبة ضياع القانون، وتطبيقه في جهة، والتغاضي عنه في جهة أخرى. ضبط الأمن بأيدي الدولة وتراجعه ليس لأن الإرهاب قوي، ولكن عدم تطبيق القانون هو الذي ضيعنا، هو جرحنا النازف في البحرين، من لم يكن معك، لن يكون معك، لو أنفقت مال الأرض عليه. من لا ينتمي إلى بعده العربي الخليجي لن يكون مع سيادة الدولة وعروبتها، هو على الجانب الآخر قطعاً، هو مع اللسان الأعجمي، هو مع ضياع البحرين وتسليمها إلى الأعاجم، هؤلاء لا يستحقون الجنسية أبداً، آه لو أن الأمر بيدي..! حين كتبت عن خطأ التجنيس في الخمسينيات وما بعدها، تجنيس العرب من المحمرة والأعاجم من الشرق، لاحتواء ثورات المحرق، كان ذلك الكارثة التي دفعت الدولة ثمناً غالياً في 2011، حين كتبت ذلك قال لي أحد الإخوة معلقاً على العمود: نعم للأسف سمعنا نصيحة العلوي، ونصيحة المستشار..!!! هذه الحقائق المرة التي تدفع الدولة فاتورتها، وهذه الحقائق التي كادت تكلفنا وطناً. اليوم وسط كل هذا الموج المتلاطم، وسط العواصف، وسط تناقضات التصريحات البريطانية، والتصريحات الأمريكية، يجعلنا نقول، رغم أهمية التحالفات الخارجية إن كان المتحالف صادقاً ورجلاً، إلا أننا نقول (ما يحك جلدك إلا ظفرك). لن يجدي التعويل على قوى خارجية تبحث عن مصالحها في الخليج ولا شيء غير أمريكا، التي توهمنا بحالة العداء مع إيران، بينما عروق العلاقات تمتد تحت الطاولة، فقد كان التحالف الأمريكي الإيراني واضحاً في احتلال أفغانستان، وفي احتلال العراق، كل ذلك تم بتسهيلات إيرانية وبصفقات كبيرة. الاتحاد مع السعودية تحتاج إليه الكويت قبل البحرين، وتحتاج إليه قطر، وتحتاج إليه الإمارات، فلا ينبغي التفكير في أمور تافهة وصغيرة ونجعلها تعيق الوحدة، الأصوات النشاز والأصوات الإيرانية في الكويت هي التي لا تريد الاتحاد مع السعودية. قلت بالأمس إن الأمن أهم ما ينتظره أبناء البحرين، وتحجيم الصغار الذين كبرتهم الدولة هو المطلوب، وقطع كل خطوط وأيادي الإرهاب، وقطع ألسنة كل المحرضين الذين يكذبون على الناس يقولون “اسحقوهم” ويقولون نهج السلمية، أية أكاذيب هذه، هل الإرهاب والقتل اليومي سلمية؟ كل هؤلاء إذا ما تم الاتحاد بشكله الصحيح سوف يدخلون الجحور، ويجب إخراجهم منها ليتعلموا الوطنية والانتماء للبحرين وللعروبة وللأسرة المالكة، أو أن يذهبوا إلى حيث ولاؤهم. الاتحاد مع عمودنا الفقري السعودية تأخر كثيراً، لكني أقول شكراً لإرهاب الدوار، شكراً لمحاولة الانقلاب الفاشلة، شكراً لتسقيط الحكم، شكراً لمظاهرات (ارحلوا.. العرب إلى السعودية.. والهولة إلى إيران) شكراً لكل خطابات التقسيم التي وحدتنا، شكراً لكل الصعقات المؤلمة التي جعلتنا صوتاً واحداً مزلزلاً في الفاتح، شكراً أنتم الضارة النافعة التي عجلت بوحدتنا بالسعودية، وما كان لذلك أن يتم لولا أن ربّ العباد سبحانه أراد لنا أن تتعرى وجوهكم، رغم أنها كانت عارية تماماً بالنسبة إلى الكثيرين، إلا الدولة التي تهاونت في التعليم والصحة، وكأن البلد يتم تسليمها لمن لا يحب الحكم ولا ينتمي للوطن ولا إلى عروبة البحرين. الاتحاد خيار استراتيجي، عسى الله أن يجعل كلمتنا واحدة، وقلبنا واحد وقرارنا واحد، في مواجهة الصفوية، وفي مواجهة القرامطة الجدد، فالطريق إلى تحرير القدس كان دائماً يمر بكسر خناجر الخاصرة، وخناجر الغدر، وهكذا فعل المجاهد صلاح الدين الأيوبي