Tuesday, May 15, 2012

سحب السفراء هو أول الحلول

طارق آل شيخان
قبل أيام مضت، طالبت منظمات وجمعيات مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) الدول الخليجية باتخاذ قرار حازم بقطع علاقاتها الدبلوماسية فورا مع طهران، كرسالة واضحة وشديدة اللهجة ضد الاعمال الاستفزازية، والتورط الذي تقوم به ايران ضد أمن وسيادة البحرين والسعودية والإمارات، واستمرار عمليات التحريض الطائفية التي تغذيها في المنطقة الشرقية، وهو ما يحتم على دول الخليج انتهاج سياسة متشددة ضد ايران، للحفاظ على أمن شعبها ووحدة أراضيه ووحدته الوطنية، ومنها قطع العلاقات الدبلوماسية فورا، وعدم التساهل مطلقا مع الخلايا النائمة وشبكات التجسس وعملاء ايران في دول الخليج، الرافضين أيضا لكل اشكال الوحدة الخليجية كما حصل مع حزب الله البحريني، الذي صرح علنا برفضه الاتحاد البحريني السعودي.
ولهذا، فإن الصبر نفذ والكيل طفح، بعد استمرار ايران بالتدخل والتورط وتحريض مرتزقتها الموالين لها في البحرين والسعودية، والمتسترين بثياب الثورات العربية والعرب منهم براء، من خلال قيام هؤلاء بالاخلال بالأمن وضرب الاقتصاد وشق الوحدة الوطنية، والاعتداء ليس على السنة فقط، بل على المواطنين الشيعة الرافضين لسياسة الثورة التكفيرية وارهابهم اجتماعيا ودينيا، ووقوف هؤلاء بكل وقاحة ضد كافة أشكال الوحدة الخليجية والأمن السياسي والعسكري بين دول الخليج. وبالرغم من كل النداءات التي تطلقها حكومات الخليج، وبالاخص الحكومة البحرينية والسعودية ومؤسسات المجتمع المدني الخليجية ومختلف شرائح المجتمع الخليجي، لهذه الجمعيات السياسية والدينية الموالية للثورة التكفيرية، بضرورة التخلي عن ولائها لايران، وعن حلم اقامة دولة البحرين الكبرى المجوسية، والعمل مع كافة الأطياف السياسية في الخليج من أجل تنفيذ الاصلاحات، وتحقيق آمال وطموحات كافة المواطنين الخليجيين بكل طوائفهم وشرائحهم، الا ان هذه النداءات لم تجد آذانا صاغية وعقولا واعية. بل رأينا كيف ان هذه الجمعيات والمؤسسات وهؤلاء المرتزقة، ينقادوا انقيادا أعمى وراء القيادة الايرانية وسياستها الاستفزازية والعدوانية، وآخرها الدخول الغير شرعي لنجاد لجزيرة أبوموسى، من غير ان يصدروا بيانا يشجبون به هذا العمل الايراني القذر. ولهذا فان على دول الخليج اتخاذ موقف متشدد ضد طهران، لا يقل عن سحب السفراء من طهران، ومحاسبة المتورطين والمخلين بالامن في دول الخليج.
وفي خضم افراحنا بحلم الاتحاد الخليجي، فان على دول الخليج العمل على قطع علاقاتها مع ايران، وتوجيه رسالة واضحة للثورة التكفيرية بأن صبر شعب الخليج نفذ، وحان وقت الحساب وأوله قطع دابر مرتزقتها وعملائها وخلاياها النائمة. وقد يكون في ذلك العمل الخليجي قيام ثورة غضب شعبية ايرانية ضد هذه القيادة. ولكن ذلك ليس من شأننا ولا يهمنا ان قامت ثورة أم لم تقم بسبب قطع العلاقات بين دول الخليج وايران، نظرا لأن الخاسر الأكبر اقتصاديا هي إيران، مما يضر بمصالح شعب ايران الشقيق، فالمسؤول الاول والأخير عن كل ما حدث ويحدث هي الثورة التكفيرية.