Tuesday, May 15, 2012

الانسجام السعودي - البحريني.. نتمنى العدوى للآخرين

عبد المنعم ابراهيم
حدث ذات يوم.. وذات زمان.. ان كانت سنغافورة تطلب الاتحاد مع ماليزيا، لكن الأخيرة كانت ترفض ذلك بحكم أن سنغافورة كانت آنذاك دولة فقيرة، لكن بعد أن ركزت سنغافورة على التنمية الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والعقارية والتكنولوجيا صارت دولة قوية وغنية في شرق آسيا، بعدها صارت ماليزيا هي التي تطلب الاتحاد مع سنغافورة، لكن صارت الأخيرة هي التي ترفض!.. أما حاليا أصبحت بينهما اتفاقيات مشتركة متميزة ويتعاونان في مجالات عدة تعود بالنفع على البلدين والشعبين.
نتمنى من دول مجلس التعاون الخليجي ألا تفكر بنفس الطريقة التي تعامل بها كل من ماليزيا وسنغافورة بموضوع الوحدة في ذلك الزمان!.. ويمكن أن نتردد في أي شيء إلا موضوع (الاتحاد) بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإذا كان من قدر (البحرين) ان تكون القدوة في الاتحاد مع الشقيقة المملكة العربية السعودية، فإنها قدوة حسنة للآخرين.
هناك أزمان وظروف سياسية واقتصادية وجغرافية تفرض (الوحدة) بين الشعوب مثلما حدث مع (الاتحاد الأوروبي)، وهناك ظروف تفرض (الانفصال) داخل الاتحادات الكبيرة مثلما حدث في تجربة (الاتحاد السوفيتي)، لكن بلا شك ان الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية كلها تدفع باتجاه إقامة (الاتحاد الخليجي)، ولن تستطيع دولة من دول (المجلس) ان تدفع عنها المخاطر السياسية والأمنية والعسكرية وحدها فقط، مهما رسمت لنفسها سياسة تحالفات مع دول كبرى أو دول إقليمية، وبوضوح أكبر مهما رسمت من معاهدات عسكرية أو أمنية مع أمريكا أو إيران!
دول مجلس التعاون الخليجي تواجه أطماعا كثيرة وكبيرة، وعلى كل الدول الاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى.. فماذا ينقص أي دولة إذا تحركت شعوبها بحرية في الانتقال والعمل وتوفير فرص الوظائف من دون تمييز بينها؟.. أو قيام رجال الأعمال بالاستثمار وحرية انتقال رؤوس الأموال فيما بين دول (المجلس) بعد الاتحاد؟
هل نحتاج إلى حرب ضروس لكي نتحد مثلما حدث في الحرب العراقية ــ الإيرانية؟! أو ننتظر دولة أجنبية أو إقليمية تغزو دولة من دول المجلس مثلما حدث في غزو العراق للكويت لكي نشعر بأهمية الوحدة؟!
البحرين والسعودية.. بداية الطريق.. ونتمنى أن تعم الجميع (أنفلونزا) الوحدة الخليجية، لأن (الأنفلونزا) ليست ضارة دائما بل تكسب الجسم المناعة أيضا.