Tuesday, May 8, 2012

تصعيد المخربين.. وماذا بعد

أحمد مبارك سالم
في كل يوم يمر على بلادنا البحرين التي ما عادت تحتمل ما تجنيه من هؤلاء المخربين نسمع عن تصعيد يتلوه تصعيد في الداخل والخارج، ليظل التساؤل المطروح بعد ذلك، والذي مازال يحير جميع المواطنين الشرفاء... وماذا بعد؟ ومتى ستتغير لغة التعامل مع هؤلاء المخربين.
إن ما تمارسه الوفاق التي تقود هذا التصعيد وتتغلف بغلاف الحيادية الذي تطالب من خلاله الجميع بضبط النفس لابد أن يوضع له حد، فما يمارسه المدعو علي سلمان بتوجيهات من عيسى قاسم من لعب على الحبلين ما عاد يجدي في إقناع أي عاقل بشعار السلمية الذي أصبح شعاراً بالياً مستفزاً، والذي لو كان صادقاً فيه لاستنكر أو زار تلك المرأة وولدها ممن تعرضوا لشظايا انفجار أنبوبة غاز كادت أن تودي بحياتهما، حيث تقطن هذه المرأة ووليدها في معقل إقامته في منطقة البلاد القديم.
نحن مع معالي وزير الداخلية في حكمته في التعاطي مع الأمور، وندرك تمام الإدراك بأنه يعلم كثيراً من الأمور التفصيلية نحن لا نعلمها، وتأتيه توجيهات من القيادة الرشيدة للتعاطي مع الملف الأمني، وهم ومن دون شك يدركون أبعاد الأمور ويمتلكون من المعلومات ما يفوق ما نمتلكه، فهم الأجدر بالتعامل مع المستجدات والمتغيرات في ذلك.
إلا أن ما يؤلمنا ويحرق قلوبنا أولئك الضحايا الذين يتعرضون وهم يصونون أمن البلد لما يتعرضون له من أخطار أودت بحياة بعضهم، وأردت بعضهم في حالة خطيرة لا يعلم ما سيجري عليهم بعدها، فحسبنا المولى ونعم الوكيل.
مستجدات تطرأ، ومتغيرات تتسارع، ولا نعلم إلى أين ستؤول بنا الأمور، ولكن يبقى التساؤل الذي يثير نفسه، إلى متى ستتعامل الدولة مع هذا الملف بهذه الصورة في مقابل التصعيد من المخربين ؟، نحن نود أن يخرج علينا مسؤول من وزارة الداخلية ويعلمنا بحقيقة هذه الأمور، فرجال الأمن لهم مكانة في قلوبنا ولا نرضى بأن يكونوا في هذه الحال.
إن رجال الدين المحرضين على العنف، والصامتين عن الإرهاب والزعماء السياسيون الذين يدعون  السلمية ، كل هؤلاء مسؤولون مباشرة عن الأعمال الإرهابية التي يؤيدونها ضمناً؛ نظراً لعدم استنكارهم لها، فنحن اليوم أمام حياة مفصلية، فإما أن يتم استنكار مثل هذه الأعمال من قبل هؤلاء، وإما أن تؤيد بالتصريح أو تسكت فتكون لها من المؤيدين.
إن المشكلة المتمثلة ضمن هذا النطاق تقرر أننا بين نارين، فنحن كمثقفين نوقن تمام اليقين أن السياسة الأمنية تستلزم الهدوء في التعامل مع أمثال هؤلاء من المخربين، وذلك في مقابل انزعاجنا وانفلات صبرنا مما يبدر من هؤلاء من تصعيد راح ضحيته الكثير من رجال الأمن الذين يواجهون العبوات الناسفة والمولوتوف والأسياخ الحديدية برصاص الغاز المسيل للدموع، وليس لنا في ذلك إلا ما نرفع به أكف الضراعة في بيوت الله بالدعاء لرجال الأمن بالحفظ والرعاية من كيد الكائدين، ومن مكر الخائنين.
نتطلع في الأيام القادمة أن يتغير الوضع، وأن تنشط الأجهزة الأمنية في الدولة لاحتواء مثل هذه العمليات التي تمثل كمائن يعمل على وضعها هؤلاء الإرهابيون لقتل رجال الأمن وحرقهم انطلاقا وتلبية لفتوى عيسى قاسم الذي حرضهم على ذلك منذ عدة أسابيع.
إن التوقع في ظل التصعيد الذي يمارسه أمثال هؤلاء متوقع ولا أعتقد أنه سينتهي نظراً لارتباطه بمطالب يرغبون من خلالها كسر هيبة الدولة، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من قادتهم المحرضين لهم على ذلك، وهم كانوا وما زالوا يواجهون كل خطوة إيجابية من الدولة بتعنت وإصرار، ولكن في الأيام القادمة نتطلع أن نجد من الدولة خطوات جادة تضع من خلالها النقط على الحروف في التعامل مع هذا التأزيم والتصعيد من شرذمة قليلون نسأله تعالى أن يخسف بهم وبمن أيدهم الأرض، وأن يجعل كيدهم في نحورهم.
زبدة القول
مهما صعد المخربون من أعمالهم التخريبية فإنه يبقى للأمل بارقة تحدونا وتؤكد لنا أن السحر لا محالة سينقلب على الساحر، وأن الذين ظلموا سيعلمون أي منقلب ينقلبون، وأن الظلم الذي يمارسونه في حق رجال الأمن سيرفع عنهم برد كيد هؤلاء في نحورهم، وفي جعل تدبيرهم في تدميرهم، وهي دعوات طالما أمنا عليها في صلواتنا وخلوتنا، وهو المستعان في كل حال، والقادر على تغيير المحال، والعالم بتصريف الأحوال جل في علاه.