Tuesday, May 8, 2012

الأحواز في مشروع وحدة دولة الولي الفقيه

داود البصري
الزيارة الفضائحية الأخيرة التي قام بها لطهران مؤخرا رئيس حكومة بغداد الخضراء الرفيق الدعوي المناضل نوري المالكي والتي تخللها تكرر منظر غياب العلم العراقي في حضرة الرئيس الإيراني المغتصب للأرض العربية محمود نجاد، كانت تأكيدا لهيمنة النظام الإيراني على العراق بشكله الرث الطائفي القائم حاليا وهو ماعاد و كرسه رسميا النائب الأول للرئيس الإيراني وهو طبعا منصب «خرطي». فقد أكد السيد رحيمي على ملف ما أسماه بوحدة إيران والعراق!! وهي وحدة مضحكة ومثيرة للجدل والتأمل أيضا؟ وطبعا ما يقصده الآغا رحيمي قدس سره ليس الوحدة الاندماجية في الإطار الدستوري والقانوني وهي التي لم تتم ولا يمكن أن تتم حتى ولو ولج الجمل في سم الخياط، ولكنها وحدة الهيمنة والسيطرة السياسية التي هيأت لها ووفرت مستلزماتها هيمنة حزب الدعوة الطائفي الإيراني الهوى والولاء والتأسيس والجذور على السلطة في العراق، وهي بجميع الأحوال هيمنة مؤقتة ولن تدوم طويلا حتى وإن بدت الظواهر عكس ذلك؟ كما أنها وحدة المتأزمين والمحصورين والذين يعانون كثيرا من نتائج انهيار الأنظمة الشمولية الحاملة زورا لهوية الممانعة والمقاومة. فالانهيار الوشيك والحتمي لنظام البعث الأسدي الشبيحي السوري سيغير تماما من كل صيغ المعادلات الإقليمية وسيهيئ الساحة تماما لانتفاضة الشعوب الإيرانية وتصعيد نضالها ضد الفاشية الدينية الرثة الحاكمة في طهران، ولعل في محاولة نائب الرئيس الإيراني الربط بين المصلحة الاستراتيجية والاقتصادية الإيرانية عبر تفعيل التفاعل بين ما أسماه إقليم خوزستان «الأحواز أو عربستان» وجنوب العراق وعاصمته البصرة، كما نعلم لم يكن سوى محاولة فاشلة للإيهام بأن أهل وشعب الأحواز الحر الثائر في حالة اندماج وتفاعل مع الخطط والمشاريع الإيرانية، لا رحيمي ولا نجاد ولا كبيرهم الذي علمهم السحر والدجل بقادرين على منع انتفاضة الشعوب غير الفارسية ضد نظام الدجل، ولا شيء أبدا يعيق الروح العربية الوثابة في عربستان والهادفة للانعتاق من أسر الذل والاحتلال الفارسي الاستيطاني العنصري الذي طال طويلا. ليس المقال تعليقا على الوحدة الشوهاء المفترضة بين نظام الولي الفقيه وعملائه في العراق فتلك سيكون لها مقالات قادمة وتفصيلية ولكننا نشير هنا لخبث السياسة الإيرانية التي تقتنص الفرص وتحاول الإيحاء بمشاهد متخيلة وغير موجودة وتعطيها التركيز في ظل الضعف القاتل للحكومة العراقية التي تحمل بذور فنائها والتي ما أتيح لها الاستمرار إلا بفعل الحقن والمقويات الإيرانية والضغوط الإيرانية المركزة والشديدة على الجماعات الطائفية الأخرى كجماعة الصدر الذي تحول فيه مقتدى الصدر لمقيم دائم في قم، منها يتحرك ومن إطارها ينطلق، ومن دهاليز مخططات السياسة الإيرانية السرية يتحرك.. والطريف أن الإيرانيين قد عرضوا على العراق الطائفي بناء 3000 مدرسة!! وكأن العراق جيبوتي أو الصومال أو جزر القمر لكي تتعطف عليه طهران وتتكرم ببناء المدارس التي لن تكون مجرد بناء من حجر ورمل فقط! بل ستكون معاقل فكرية وقلاع تثقيفية وغزو فكري حقيقي ولم لا؟ والرفيق علي الأديب الإيراني قد تحول ليكون وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي وهو غير حامل لأي شهادة دكتوراه من جامعة دولية معترف بها طبعا غير جامعة (آل البيت) في طهران أو مجموعة جامعات «سوق مريدي» في مدينة الثورة...؟ مهازل عديدة باتت تتسابق للعرض في عراق الهزل والتلاشي والضياع، والهجمة الإيرانية تحاول التغطية على فظائع القمع الإيراني في إقليم الأحواز العربي الثائر والذي انطلق قطار ثورته المقدسة ولن يتوقف أبدا إلا عند محطة التحرير، فلا حزب الدعوة ولا النظام الإيراني ولا أي طرف آخر بقادر على إطفاء شعلة الحرية الأحوازية التي ستساهم في تحرير الشرق القديم من براثن الدجل والتخلف وحكم الفئة الباغية، لن يفلح الإيرانيون بجهودهم الخبيثة، ولن يستطيع العملاء الصغار الوقوف بوجه الحتمية التاريخية... ستقلب الثورة الأحوازية كل الخطط المشبوهة السوداء وستعيد اللحمة الكفاحية لشعوب الشرق القديم.