Tuesday, May 8, 2012

رسالة أخيرة إلى شباب التغيير في الخليج قبل خروجنا للثورة المنتظرة

حمد بن عبدالعزيز العتيق

معلومات خطيرة تخص الشاب والشابة الخليجيين الثائرين تنشر لأول مرة .. اقرأها بالكامل قبل أن تندم على عدم قراءتها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
من رجل عاش كثيراً من حياته خارج أرضه، وطاف قارات الأرض باحثاً عن الحقيقة والتغيير وناشراً لها.
الى كل شاب وشابة عاقلين ينشدون الحقيقة والتغيير.
الى كل شجاع وشجاعة لا يهابون الردى، ولا يخشون العدى. الى كنز الحاضر وأمل المستقبل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: كثير منا يرى حال الخليج الذي لا يحتاج الى برهان، فهل سنقف كالأحجار الجامدة الجوفاء؟! الى متى السلبية والسعي وراء الترهات والشهوات التي خدرت الشباب عن دورهم العظيم؟ لماذا لا نعلنها صريحة مدوية:…. الى التغيير؟! ان الشباب من حولنا غيروا الخارطة بل غيروا العالم كما يقال.فهل سنفعل مثل ما فعلوا؟! هيا لنحسبها جيداً ثم لنتوكل على الله فهو خير معين ولا خوف ولا وجل فالله معنا.
أولاً: معلوم عند كل مطلع ان الخليج يحوي طوائف متعددة، يعيشون تحت كنف حكوماتهم، تعاملهم بالعدل، وتمنعهم من ظلم بعض، ومعلوم لكل عارف بما يدور حولنا: ان بعض الطوائف ولاؤهم الديني يوجب عليهم تبعية أخرى، ولا يخفى على أحد منا المطامع الايرانية الفارسية، في البلاد الاسلامية والعربية عموماً وفي خليجنا خصوصاً، ولقد حاولوا مرات عدة للنيل من الخليج وأهله، كما في مظاهراتهم الغوغائية في مكة أيام الحج التي راح ضحيتها الكثير، وفي محاولتهم التفجير في الحجاج، التي كشفتها أجهزة الأمن السعودية قبل وقوعها، ودعم الحوثيين للاعتداء على السعودية، والوقوف مع الفوضى في البحرين، واحتلال الجزر الاماراتية وغيرها، واكتشاف الخلايا النائمة في الكويت.
يا شباب الخليج تصوروا اختلال الأمن في بلادنا بسبب المظاهرات كما حدث في مصر وتونس وليبيا، هل يظن عاقل ان ايران التي نفخت في تلك الفتن كلها وأضرمتها مع قوة دولنا الخليجية وثباتها، ستقف مكتوفة الأيدي عند ضعفنا وتفرقنا - لا قدر الله-؟!.
تنبهوا يا أهل الخليج ماذا يخطط لكم عن طريق أناس مغرر بهم أو مدفوع لهم.
من منا يحب أو يرضى ان تكون بلاد الخليج كبلاد الرافدين؟! فبعد ان كانت الطوائف هناك تعيش متجاورة بجوار يفرضه النظام، تسلط بعضهم على بعض في دمائهم وأموالهم وأعراضهم!!
ثانياً: بلادنا تضم طائفة عظيمة من قبائلنا العربية الأصيلة والعريقة، ومعلوم ان قبائلنا هذه تتميز بالشدة والأنفة والشجاعة والكرم والنخوة والمروءة، ويغلب على بعضنا الحمية والعصبية القبلية، ولنا في (الانتخابات) أكبر شاهد على مدى تجذر العصبية القبلية عند بعض الطبقة المتعلمة فضلاً عمن دونهم، حتى ان كثيراً منا يصرح بذلك ويفاخر به، بل نتذكر الأيام الخوالي قبل استتباب الأمن في الخليج، ليفخر بعضنا على بعض بانتصاراته، أو يعير بعضنا بعضاً على خسارته، ولنا موروث شعبي وهو (شعر الرد) يذكي العصبية القبلية ويزيدها اضطراماً.
لذلك صار من المألوف ان تجد منا من يقف مع الظالم على المظلوم لأن الظالم من قبيلته والمظلوم من خارجها، حتى بين طلابنا في المدارس، بل حتى في المرحلة الابتدائية.
ثم زد فوق ذلك كله: ان كثيراً من أبنائنا في هذه القبائل بسبب طبيعة العيش في البادية والبرية، محتاج الى اقتناء السلاح واستخدامه، والمهارة في ذلك، فلو تصورنا ان الأمن في الخليج قد اختل بسبب المظاهرات كما في البلاد الأخرى، ما الذي نظن أنه سيحدث؟! اذا كان بعض الطائشين لا يتورع أحياناً عن قتل أو جرح ابن عمه القريب لسبب تافه مع وجود الأمن وسيادة النظام، فماذا سيحل بنا لو تزعزع النظام وانفلت الأمن مع وجود تلك العصبيات والنعرات.
فهل منا من يحب ان يعود الرعب والقتل والنهب في الخليج والجزيرة كما كان ذلك هو السائد قبل الدول الخليجية الحديثة، حتى ان المار في تلك الحقبة الغابرة اذا أراد الحج لا يمكنه الوصول الا بدفع المكوس لكل قبيلة يمر بها ليكون في جوارها وليسلم من سفهائها وغيرهم، ثم يجوز الى القبيلة التي تليها لتأخذ منه كما أخذت الأولى؟!

ثالثاً: بلادنا الخليجية بسبب ما منّ الله به عليها من خيرات صارت مأوى لكثير من الجاليات والأقليات والعمالة الوافدة، وكثير من هؤلاء من جنس بني آدم الذين يقع في قلوبهم الحسد لمن هو فوقهم في المال والجاه، ومنهم من قد يكون وقع عليه ظلم من بعض الناس أو من بعض المسؤولين بقصد أو بغير قصد، فصار هذا المظلوم يتمنى الساعة التي يشفي بها غليله ممن حسده، أو ممن سبق ان ظلمه.
بل وصل الحال في بعض بلادنا الخليجية ان صار المواطنون أقلية، وصار الوافدون هم الأكثرية!.
وليس معنى كلامي هذا ان هذه الجاليات الوافدة جميعاً بهذا الوصف، كلا والله! بل منهم من هو خير منا علماً وعملاً وتقوى وعبادة، لأن التفضيل عند الله بالتقوى، لكن كلامي منصب فقط على السفهاء الذي ينتظرون أوقات الفتن ليستفيدوا منها بقدر الامكان، وليفرغوا جام حقدهم وحسدهم على الخليج وأهله.
رابعاً: خوارج العصر (القاعدة) أتباع ابن لادن الذين أبغضهم أكثر الناس، حتى تبرأ منهم من كان يدافع عنهم في يوم من الأيام ولم نعد نسمع الا الذم والتحذير منهم.
هذه الشرذمة ينشطون في بعض البلاد الاسلامية والعربية دون بعض، فما القاسم المشترك للبلاد التي ينتشر فيه أتباع ابن لادن والقاعدة؟! انه شيء واحد: ضعف الأمن أو ذهابه، ولنا في العراق وأفغانستان واليمن والصومال، أظهر مثال، فكلما ضعف الأمن ظهروا، والعكس بالعكس، فمن منا يا شباب البلاد يحب ظهور الخوارج وأتباع ابن لادن فيها، بعد ان كسرهم الله، فهل يرضى عاقل ان يختل الأمن بسببه ليعود سرطان القاعدة؟!
خامساً: ان أعداء الخليج قاطبة في الشرق أو الغرب، انما يقتاتون على ضعف العرب والمسلمين، فكلما ضعف العرب والمسلمون ازدادت قوة اليهود وازداد استغلال الشرق والغرب للعرب والمسلمين، وكلما قوي العرب والمسلمون لم يستطع الأعداء في الشرق أو الغرب ان يصلوا الى ما كانوا يصلون اليه حين ضعفنا، واشتد فزع اليهود.
فأكبر المستفيدين من ضعف وتفكك العرب والمسلمين هم الغرب وأمريكا، كما ان أمن اسرائيل يقتضي ان تكون الدول المحيطة والمجاورة لإسرائيل دولاً ضعيفة متفككة أو مضطربة، لذلك تجدهم يشجعون الثورات، ويرون ان ايقافها بالقوة في البلاد العربية والاسلامية ضد الحكام مناف لحقوق الانسان، مع ان الغرب وأمريكا يقمعون الثورات بالقوة في البلاد التي يسيطرون عليها، كما يفعلون في العراق وأفغانستان، وكما يباركون ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين مما يبكي العدو قبل الصديق.
بل حتى في الداخل: لما قامت ثورة السود بسبب الحكم الجائر الذي كان في مصلحة أحد البيض وكان فيه ظلم واضح على أحد السود، خرج السود ثائرين لم يتوقفوا عن ثورتهم الا بالقوة ونزول الجيش الأمريكي في تلك المدينة.
ولا شك ان بلادنا الخليجية من أكبر البلاد الاسلامية، وأعظمها تأثيراً في المنطقة، وهذا مما لا يحبه ولا يرضاه الغرب، لذلك سيكونون أول المدافعين عن الثورات في بلادنا، حتى اذا ضعفت دولتنا أو تزعزعت سيجدون الذريعة للتدخل المباشر في هذه البلاد بحجة حماية مصالحهم ورعاياهم، أو محاربة القاعدة، أو شبهة الأسلحة الكيميائية، وغير ذلك من الحجج التي لن يجد الأعداء صعوبة في تلفيقها كما فعلوا في البلاد المجاورة بلا حياء ولا خجل.
ثم سيقومون - بعد هذه المسرحية التي يؤدي أدوارها بعض الأغبياء والحمقى- بتسليمها لوكيلهم كما فعلوا في كثير من البلاد، ولكي يتحقق الحلم العظيم بإسقاط هذه الدول الغنية وتفتيتها الى دويلات صغيرة كما فعلوا في السودان، وحينها يخسر الجميع: الثائرون والمثار عليهم دينهم ودنياهم.
قال بعض المفكرين عن الثورات الحديثة:
(يقول اللبراليون فعلها: دعاة الحرية والليبرالية والديموقراطية والتعددية..
والاسلاميون يقولون: فعلها من يخرج على الطاغوت الذي حرق الحجاب وأهان الشريعة وحكم بغير ما أنزل الله..
واليساريون يقولون: فعلها الجائعون من طلبة الرغيف والعيش...
وفي النهاية سوف تثبت الأيام ان الذي فعلها، هي قوى خفية تريد ان تمرر أجنداتها الخفية في العالم الاسلامي) ا.هـ.
ومن جميل جميل ما قرأت ما قاله ذلك الانسان الذي رضع من لبان الاشتراكية والرأسمالية في مقالته المعنونة تحت اسم: «من الثورة الى الانقلاب ومن الانقلاب الى الثورة»... بتاريخ 2011/1/23 م.
(من الملاحظ أنه في معظم الثورات التي عرفها تاريخ البشرية، تتجه الأمور الى الفوضى والفراغ السياسي، أو لنقل عدم الاستقرار السياسي أول الأمر، ثم لا تلبث الأمور ان تتجه نحو الانقلاب، سواء كان عسكرياً أو غير ذلك، وهو انقلاب يعد بتحقيق الجنة على الأرض، ويرفع شعار الظرف الطارئ، وأنه مجرد اجراء مؤقت لا تلبث الأمور ان تتجه بعده نحو اعادة السلطة الى الشعب صانع الثورة، بعد فترة تعديل مسار الأمور، ولكن الانقلابيين في النهاية يستمرئون السلطة، فإدمان السلطة ولذتها تفوق أي ادمان وكل لذة أخرى، ويبقون في السلطة حتى يزالون بانقلاب آخر أو ثورة شعبية جديدة.
فالثورة الشعبية الفرنسية عام 1789، انتهت في مرحلتها الثالثة «1794 – 1799» الى قيام الضابط نامليار بونابرت بانقلاب عسكري قضى على الجمهورية، وأعاد النظام الامبراطوري والدكتاتورية الى فرنسا، فكان وكأنما الثورة لم تقم، على الرغم من ان نامليار نشر أفكار الثورة الفرنسية في مختلف أصقاع أوروبا، وكان جزءاً من «مكر التاريخ» الذي تحدث عنه فيلسوف الألمان الأشهر فريدريك هيغل.
وفي فبراير من عام 1917، قامت في روسيا ثورة شعبية ضد القيصرية، ظاهراً احتجاجاً على الحرب المشاركة فيها روسيا والتي أكلت أبناء الطبقات الدنيا، فكان فرار الجنود من الجبهة الى المدن، وخروج الناس الى الشوارع، ليسقط القيصر في النهاية، ومن ثم يُعدم هو وأسرته على يد البلاشفة «الحزب الشيوعي الروسي لاحقاً» في النهاية.لقد كانت الثورة احتجاجاً على الحرب ظاهراً، ولكنها في التحليل الأخير كانت ثورة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الروسية، التي كان فيها الفلاحون مجرد أقنان «عبيد الأرض»، وكان الفساد ينخر القصر والمستفيدين منه، وما كان التذمر من الحرب الا الشرارة التي فجرت الأوضاع. المهم، في أكتوبر من نفس العام، أو في نوفمبر حسب التقويم الروسي، استغل البلاشفة بقيادة لينين الأوضاع المتردية في روسيا بعد ثورة فبراير الشعبية، سواء الأوضاع الاقتصادية أو ضعف الحكومة المؤقتة بقيادة كيرنسكي في ضبط الأمور، فقاموا بالانقلاب على حكومة كيرنسكي المؤقتة، ومن يومها تحولت روسيا الى الديكتاتورية حتى سقطت في النهاية في تسعينات القرن الماضي وعن طريق ثورة شعبية جديدة، كانت برستوريكا غورباتشوف وثورات أوروبا الشرقية هي شرارتها.
وفي عام 1979، قامت في ايران ثورة شعبية ضد دكتاتورية الشاه وانتهاكات حقوق الانسان وفساد القصر الملكي والحاشية، وكان شعارها القضاء على الدكتاتورية والفساد واعادة كرامة الانسان، وانتهى الأمر بإيران الى ديكتاتورية دينية هي أقسى من ديكتاتورية الشاه الدنيوية، ولكن ها هو الشعب الايراني يستعد لجولة أخرى من الثورة تعيد الأمور الى نصابها، وذلك كما حدث في فرنسا وروسيا، ففي النهاية لا يصح الا الصحيح.
وفي يوليو من عام 1952، قام الجيش المصري بانقلاب عسكري على الملكية في مصر، احتجاجاً على فساد القصر، والتبعية للاستعمار، والهزيمة المذلة في فلسطين نتيجة الأسلحة الفاسدة، كما كان مطروحاً، وكان الضباط الأحرار يقولون ان الانقلاب ليس الا اجراء مؤقتا لا تلبث ان ترجع بعده السلطة الى الشعب بعد فترة وجيزة، ولكن العسكر عضوا على السلطة بالنواجذ ولم يتركوها.
وهو ذاته ما حدث في العراق ولكن بسيناريو مختلف، بحيث ان الدكتاتورية في العراق لم تنته الا بتدخل خارجي، ولكن النتيجة كانت أسوأ من الدكتاتورية ذاتها، حيث برزت الطائفية وكل تناقضات المجتمع العراقي التي كان يحجبها عنف الدكتاتورية، فلما زال الرماد اشتعلت نيران لم يخلقها الغازي ولكنه كشف الغطاء عنها ليس الا.
وفي الجزائر قامت ثورة ضد الاستعمار كلفت الجزائر مليون شهيد، حسب ما قيل لنا، وانتصرت الثورة التي وعدت الجماهير بالحرية والازدهار والانعتاق من الرق، فاذا الثورة في النهاية تنقلب على نفسها، وتتحول الى دكتاتورية تلو أخرى، وانقلاب تلو آخر، والشعب، الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل الثورة، هو الضحية في النهاية) ا.هـ.
سادساً: هل بلادنا كالبلاد التي قامت فيها الثورات وسقطت فيها الحكومات؟؟ ان الذين يسعون للمظاهرات والثورات في الخليج حاولوا - ولا زالوا- ان يصوروا للناس أنه لا فرق بين الخليج بشيوخه وأمرائه وملوكه، وبين ليبيا وديكتاتوره، فهل صدقوا فيما قالوا؟ لننظر في الواقع ثم لنحكم بأنفسنا:


  1. في بلادنا الخليجية يظهر المسلم والمسلمة شعائر الدين، ولله الحمد، والحجاب والستر ظاهر على نسائنا. وفي بلاد الثورات تطمس معالم الدين فيحارب المصلون، ويمنع الحجاب.
  2. في بلادنا الخليجية شيوخنا وملوكنا وأمراؤنا من أحلم الحكام وأكرمهم، ونرى فيهم الحب والرحمة بشعوبهم، والشعوب الخليجية في الغالب تبادلهم نفس الشعور الا من شذ منهم. وفي كثير من بلاد الثورات لا نرى الا التعسف والقمع والمطاردة والاذلال للشعوب، بل المحاكمات التي تنتهي للمشانق.
  3. في بلادنا الخليجية يدعو الداعية الى الله بلا خوف ولا وجل، وذلك بالتي هي أحسن للتي هي أقوم. وفي بلاد الثورات تمنع الدعوة الى الله بل وربما منع المصلون والعياذ بالله.
  4. في بلادنا الخليجية يحترم كل من تفوق وبرع في جميع المجالات ويُعرف له قدره، ويُدعم ويكافأ. وفي بلاد الثورات يهاجر العلماء من بلادهم، أو يَلزمون بيوتهم على خوف من حاكمهم ان يفتنهم.
  5. في بلادنا الخليجية يأتينا الناس من كل حدبٍ وصوب ليعملوا في بيوتنا خدماً، وليأكلوا من خيرات بلادنا التي أفاضها الله علينا. وأما في بلاد الثورات فقد ضاقت بهم الأرض بما رحبت حتى هاجروا من بلادهم ليجدوا لقمة عيشهم.

وفي بلاد الثورات تمنع الدعوة الى الله بل وربما منع المصلون والعياذ بالله.
4- في بلادنا الخليجية يحترم كل من تفوق وبرع في جميع المجالات ويُعرف له قدره، ويُدعم ويكافأ.
وفي بلاد الثورات يهاجر العلماء من بلادهم، أو يَلزمون بيوتهم على خوف من حاكمهم ان يفتنهم.
5- في بلادنا الخليجية يأتينا الناس من كل حدبٍ وصوب ليعملوا في بيوتنا خدماً، وليأكلوا من خيرات بلادنا التي أفاضها الله علينا.


(هل يستويان مثلاً؟!) لا وجه للمقارنة لا في أمر الدين ولا في أمر الدنيا، فضلاً عن ان يكونا متساويين فالله حسيب كل مخادع وماكر يريد ان يصور للمغفلين والحمقى ان بلادنا كالبلاد التي قامت فيها الثورات والانقلابات، حتى يجعلوهم لسذاجتهم وحماقتهم حطباً يوقدون بهم الثورة، فهم ما بين مقتول أو جريح أو فقير وعلى أحسن تقدير (خرج من المولد بلا حمص) كما يقال في المثل الدارج.
وأما السياسيون المحرضون على الفتنة فان الفتنة تقوم وتنتهي، ولم تُمس لهم ولأهلهم شعرة.
ثم يتبرؤون من الفتنة وممن وقع فيها كما فعل كثير منهم مع الارهابين، كانوا يحرضونهم فلما أوقعوهم وورطوهم، ولم ينجحوا في تلك الفتنة، تبرأوا منهم والعياذ بالله، فإياكم يا شباب الخليج ان تكونوا ممن قال الله عنهم: (ألم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال أنني أنفي وجود النقص أو الخطأ بقصد أو بغير قصد، كلا.
بل هذا موجود حتى في الأزمان الفاضلة.
لكن مقصودي: ان وجود النقص أو الخطأ أو الظلم لا يجوز ان يستخدم لنفي الخير والصلاح الكثير الذي عندنا، والسعي في ذهابه من حيث لا نشعر.
بل الواجب ان ينظر الانسان بعين العدل والانصاف الذي أمرنا الله به.