Tuesday, May 8, 2012

تصريح «غازي» و«الملا».. سيادة الدولة.. والمجنس الأصلي

هشام الزياني
لا أبالغ وأنا أقول إن أصواتنا قد بحَّت ونحن ننادي أن تكون للدولة سيادة، وللدولة قوتها في تطبيق القانون على الجميع، خضوع الدولة للسفراء وللخارج جعل الآخرين يفرحون بنتائج ضغطهم، فلم يسعد بذلك المنظمات الخارجية والدول الكبرى؛ بل إن من يمارس الإرهاب صار يعرف أن الدولة سوف تقوم بخطوة، وسوف تتراجع، هذه الرسالة الخاطئة أوصلتها الدولة للجميع، فاستقوى علينا الخارج، واستقوى علينا الداخل. نريد من الدولة تطبيق القانون على المواطن والمقيم، على المخالف والمتجاوز من أي طائفة أو دين. القانون مظلتنا، والقانون هو أهم مفاصل سيادة الدولة، فلا ينبغي الخضوع لطرف لأنه يتابكى لدى الأمريكان الذين هم من صنعوا (أطراف الفوضى الخلاقة في البحرين)، بالتأكيد الأمريكان سوف يدافعون عمن صنعوهم، فلماذا نخضع لهم وهناك قانون في البلد كما لدى الأمريكان قانون. لا أريد الاسترسال في هذه النقطة، لكن ليقل لنا الأمريكان بأي قانون تقتلون المتهمين بالإرهاب بطائرات بدون طيار، تقصفون بيوتاً وقرى، يذهب ضحيتها مجموعات وليس فرداً. هل تمت محاكمتهم؟ وبأي قانون تخرقون قوانين وأجواء الدول لقتل خصومكم دون قانون ودون محاكمات عادلة، ودون حقوق إنسان؟ أين منظمات حقوق الإنسان من قتلكم؟ قد أعود إلى هذه النقطة لاحقاً، لكن ما ننادي به منذ الأزمة وقبلها هو أن تكون الدولة سيدة قراراتها، وأن يكون القانون سيد الجميع، وأن تتساوى الرؤوس تحته. فمن يحرض من فوق المنبر يجب أن يحاسب ويحاكم، كائناً من كان. فللمنبر خطورته ومكانته، ولا يجب أن يصعده الذين لديهم أزمات نفسية أو خلل في الوطنية. إن كان القبض على نبيل رجب في المطار من أجل الإفراج عنه بعد أن يخرج متحدث أمريكي يدافع عمن صنعوه بأيديهم (وكانوا يظنون أنهم سوف يصنعون من الفسيخ شربات) فلا تقبضوا عليه. الدولة التي لا تملك قرارها لا نريد لها أن تقبض على أناس لارتكابهم جرائم، ومن ثم تتركهم لأن المتحدث الأمريكي خرج في واشنطن من أجل نبيل رجب. الآلاف يُقتلون في سوريا وأمريكا تتفرج ولا تتكلم، وتماطل وتعطي الأسد كل الفرص للقتل. 600 فلسطيني مضرب عن الطعام ولا يخرج متحدث أمريكي أو أممي، بينما الخواجة يضرب إضراباً متقطعاً كما قال مراسل الـ (بي بي سي) فتقوم الدنيا من أجله في الأمم المتحدة وفي أمريكا لأن مشروعي الخواجة ورجب مهم. الفوضى الخلاقة لن تحدث بإذن الله وسنعيد السهم على من أرسله. تصريح الأستاذ والرجل الفاضل فريد غازي حول سيادة الدولة موفق، وكنا نقوله منذ أزمان ونريد من الشرفاء التحدث فلم الخوف؟ كما إن تصريح الرجل الفاضل الأستاذ أحمد الملا حول الذين يدعون أنهم سكان أصليون، فالناقص يتهم غيره في ذات النقطة التي هو ناقص فيها، وهكذا يفعلون.. ابن محمرة كل يوم يكتب أنه من السكان الأصليين، وانكشفت الوثائق أنه “آت من محمرة الحبيب” حتى صمت الحبيب بعدها ولم ينطق. النائب الملا قال في تصريحه إن عيسى قاسم مجنس بتاريخ 7/4/1962.. تخيلوا؟ الذي يخرج كل يوم ينادي بحقوق السكان “الأصليين” طلع مجنساً، لكن أنا لا ألومه، ألوم الدولة التي دفنت رأسها بيدها، الدولة التي غابت عنها الاستراتيجية، خافت من أهل المحرق الشرفاء، وسمعت لوشاية المستشار المعروف الذي قال لابد من تجنيس أبناء محمرة والقطيف وإيران حتى لا يستقوى أهل المحرق على الحكم، والمشهد أمامكم، أهل المحرق يسندون ظهر الحكم، بينما البعض يريد إسقاط النظام. «أقولك الأخ طلع مجنس.. أقولك سكان أصليين” أنا أيضاً ألوم الدولة التي تمتلك الوثائق والأرقام والحقائق والسجلات لكنها لا تنشرها بل تتكتم عليها، بينما الآخر يمارس حرباً قذرة ضد البحرين والدولة تتفرج وتتكتم وتخشى أن تخرج الأرقام والوثائق أو حتى تسربها على أقل تقدير. يا أخي ذبحتنا “سكان أصليين وسكان أصليين”، وفي النهاية طلعت تجاري، مكتسب للجنسية. إن كانت الدولة تخشى أهل المحرق، فأهل المحرق يعارضون.. نعم، لكنهم لا يخونون، ولا يطعنون في الظهر، ولا يسقطون، ويحترمون حكامهم، ويحبونهم، والاختلاف وارد، والاختلاف من أجل حب البحرين ومصلحة أهل البحرين ومكاسب أهل البحرين وحقوقهم.. ما أجمله من اختلاف، هؤلاء لا خوف منهم، هؤلاء حتى إن عارضوا، يصبحون جنوداً للوطن في أي أزمة دون أن يقال لهم دافعوا عن وطنكم، ودون أن يطلبوا مقابلاً. الكثير من تجنيس الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات غدا كارثة على الوطن، وكارثة على مستقبله، وعلى التركيبة السكانية، في وقت شجعت الدولة هجرة القبائل والعرب والعوائل إلى الدول المجاورة، فحدثت الكارثة في 2011. هذا التاريخ أمامكم، فإن لم تتعلموا، فإن المستقبل لن يكون بخير. بعض الذين أعطيتموهم الجنسية هم من يحرضون وينقلبون، ويقولون “اسحقوهم” والدولة تتفرج ولا تطبق القانون، مثل هؤلاء لا يستحقون الجنسية وهم يحرضون على وطنهم وعلى أمن الناس وعلى قتل رجال الأمن. لنتكلم بصراحة، قبل أن يحدث لنا ما حدث من الخارج والداخل وممن لا يملكون وطنية، فإن الدولة هي من هيأت الطريق ومهدت له، وفرشته بالورود، لذلك من لا يأخذ الفرصة يصبح مغفلاً.!