Tuesday, May 8, 2012

يريدون تمزيقنا (نتفة.. نتفة) كورقة في اللشريدر

عبد المنعم ابراهيم
ليس جديداً القول بأن هناك توجها في الإدارة الأمريكية إلى تقسيم الوطن العربي إلى «كانتونات» طائفية وعرقية، بل هناك كتّاب ومحللون غربيون يؤكدون هذه التوجهات الأمريكية، وبالأمس قرأت مقالة الكاتب (خلف أحمد الحبتور) في (أخبار الخليج) بعنوان: «هل السنة ضحايا لعبة كبرى جديدة؟»، فوجدته يحذر من هذه التوجهات الأمريكية لتقسيم الوطن العربي، ومن بين ما قاله (الحبتور): «إن الأجندة الأمريكية تتمحور في المدى الطويل حول إغواء إيران بالانضمام إلى المعسكر الأمريكي، انطلاقاً من أن الشيعة العرب الآخرين سوف يتبعونها.. ونظرياً ترغب واشنطن في تعيين كيان قوي مثل إيران وكيلاً لها في المنطقة يهتم بإدارة شئونها تماماً كما كان الشاه قبل أن تصيبه أوهام العظمة، لكن بادئ ذي بدء سوف تضطر إلى التضحية بالدول ذات الغالبية السنية، ولطالما كان هدف أمريكا تقسيم العرب عبر احتواء السنة في جيوب صغيرة يمكن التحكم بها مقابل تمكين الشيعة، وقد نجحت هذه السياسة في العراق البلد الذي أصبح مرشحاً لأن ينقسم إلى ثلاث دول! وكانت الأيدي الغربية خلف تقسيم السودان إلى كيانين متحاربين». ويشير الكاتب إلى احتمال تقسيم ليبيا إلى عدة أقاليم متنازعة النفوذ القبلي، ويقول: «واليمن يتفكك أيضاً تحت وطأة الانقسامات في الجيش والمطالب الانفصالية في الجنوب، والعنف الذي يمارسه الحوثيون في الشمال، ناهيك عن وجود تنظيم (القاعدة) الذي يزيد الأوضاع سوءًا».
بعد هذه الرؤية البانورامية الشاملة التي قدمها الكاتب (الحبتور) نحتاج إلى إعادة تحليل لكل الأحداث التي تمر بها الأوطان العربية من خلال السيناريو الجديد الذي ترسمه واشنطن للمنطقة، وليس مستبعدا وجود أصابع أمريكية وإيرانية في الأزمة الدبلوماسية التي حدثت مؤخرا بين مصر والسعودية، واستطاعت حكمة قياد وشعب البلدين في الإسراع باحتوائها، حتى لا تفوز أمريكا بإحداث شرخ كبير في العلاقات المصرية السعودية.
وندفع نحن في البحرين منذ عام ٢٠٠٥ ثمن السيناريو الأمريكي الجديد لتفتيت المنطقة طائفياً، منذ اللحظة التي اجتمع فيها المسئولون في السفارة الأمريكية بالمنامة مع جماعة (الوفاق)، وتم احتضان أمريكا لهم كممثل شرعي ووحيد للمعارضة! وهم يدركون أن (الوفاق) جمعية طائفية تؤتمر بقرارات (ولاية الفقيه) الإيرانية! التي تريد اختطاف الطائفية الشيعية الكريمة في البحرين، وتضعها في صراع طائفي ودموي ضد شقيقتها الطائفة السنية الكريمة.. ومن منطلق السيناريو الأمريكي الجديد في المنطقة ترى (واشنطن) أن ما تفعله (الوفاق) من إثارة الفتن الطائفية يصب في مصلحتها الاستراتيجية لشرذمة الوطن العربي وتمزيقه (نتفة.. نتفة) كورقة في آلة اللشريدر.