Tuesday, May 8, 2012

جمعـيات سياسية أم ميلشـيات سياسية

طارق العامر
يا أيها الوفاقيون: أنتم فَشَلة.. فشلتم في مشروعكم الانقلابي، فشلتم في اقناع ثوار الربيع العربي بـ»ثورتكم الطائفية».. فشلتم في اقناع العالم بسلميتكم، كما فشلتم في افشال الفورمولا واقناع المواطن البحريني بشعاركم البالي «اخوان سنة وشيعة»، الشيء الوحيد الذي يمكن ان أقر انكم نجحتم فيه، هو شق النسيج الاجتماعي، وشيء آخر لا أنفك ان اتذكره ولن انساه الا وهو، بغض البحرينيين نساءهم ورجالهم والعرب من الخليج الى المحيط جميعهم لكم، لذلك انتم اليوم، تتعمدون احداث الانفلات الأمنى بعد أن تم فضحكم. الوطن يعيش اليوم ضحية تحت أمر وتحت ابتزاز الوفاق، بمستقبلها وأمانها واستقرارها، وكذلك الشعب، يعيش بحيرته وآماله واحلامه وتنازع الرجاء واليأس على قلبه، ضحية هذا الفشل الساحق للوفاق، والمواطن الشريف وعبر درء الخطر يحاول، ومن خلال ردة فعل عكسية، ناجمة من يأسه ومن قرفه ومن غضبه أن يكون جانيا، ولكن في النهاية يكون اول مجني عليه!! لقد كشفت الأشهر الماضية أن الوفاق لم تكن في نيتها تكوين «اكبر» جمعية سياسية، بل «اقوى» ميليشيا سياسية مسلحة تنقلب على الوطن، فالمتتبع لتسلسل اعمال العنف والمصحوب بالتصعيد الميداني، يجد بالدليل القاطع غير القابل للشك، بأن ميليشيا الوفاق لم تقف عند حرق الاطارات، وسكب الزيت في الشوارع، واغلاق الطرقات، وتفجير انابيب الغاز، والهجوم على مكينات الصراف الألي، ورمي عناصر الشرطة بالمولوتوف واسياخ الحديد بل طوروا اساليب ارهابهم، فاستخدموا القنابل المحلية الصنع، وتعلموا طريقة صنع قنابل قاتلة بدائية تفجر عبر وسائل تحكم عن بعد، واخيرا وليس اخرا، بدأوا بأستخدام السلاح الحي الذي كان مخبأ في «بعض» المآتم، وغدا سيبدأون بتكوين ميليشيات مسلحة، هدفها محاصرة وغلق الشوارع واعادة ذكري حصار مستشفي السلمانية والمرفأ المالي، ولكن هذه المرة بقوة السلاح والرصاص الحي. «هذا خيال يا هذا، فالوفاق مجرد مشروع سياسي».. قد اكون شخصا يهوى الخيال وقد اجد نفسي مجبرا على التخيل، لأن ما شاهدته طوال العام المنصرم من افعال اجراميه يشيب لها الوليد، كانت خارج مركز تخيلي وبعيدة عن واقع «حسن النوايا» الذي كنت اعيش فيه، ولم أكن اتصور ان كل هذا الأجرام يمكن ان يخرج من بين اضلع علي سلمان.. البت كان مستحيل على احد ان يصدق سحق الشرطة او قتل رجل مسن او قطع لسان مؤذن، لو لم نشاهده في 14 فبراير.. هل يمكن لمثلي ومثلك ان يصدق ان الوفاق تشارك في مثل ذلك او ان امينها العام يبارك ذلك، او حتى يسكت عن مثل ذلك؟؟ قد لا يكفي هنا ان أشير بأصابع الأتهام نحو المتهم الأول عن كل هذه الجرائم البشعة التى ارتكبت ومازالت ترتكب كل يوم وليل في بلدي، دون ان ألقي بالأئمة على المحرض الاول «أسحقووووه» والذي أمعن فى تفخيخ وطن بأكمله من أجل مصلحته الشخصية، وفداء لطائفيته وإرضاء للبارانويا التى أصابته، ثم اكتفا بعد ذلك بمشاهدة سقوط ضحاياه الواحدة تلو الاخرى وهي تنزف دما بسبب تحريضه وأكاذيبه، دون ذرة من ضمير او وجل او خوف على مستقبل او مصير هؤلاء الفتية. هذا بالضبط تشريح لما نحن فيه، لكن كيف لنا ان نتعامل مع كل هذا؟ دعنا فى الأهم قبل المهم، أن نسأل كيف يمكن ان نتعايش مع كل هذا الارهاب المتولد من الجمعيات السياسية، والخارج من تحت عبء المنبر الطائفي، الحاصل على شهادة «الأوزو» المباركية من أعلى درجة دينية في «قم» و»النجف»؟ وهل يمكن ان نتحاور ثم نتلاءم ونتواءم وفي الأخير نتلاحم. سؤال محير، لكن نصيحتي لكل من يتصورون أنهم سيبتزون الدولة من خلال اعمال الترهيب او انهم سيزرعون الخوف في قلب الشعب البحريني ويركعوه: لا تضعوا أنفسكم فى مواجهة شعب به أمهات ابناؤهم من عناصر الشرطة تستهدفونهم كل يوم، فصبرهن وقوتهن وإيمانهن بالله وحبهن لوطنهن البحرين يمكن أن يطبق على جمعيتكم فوق رؤوسكم بل ان يفجر المفاعل النووي الايراني بأسره. ولا تظنوا أن من ذاق على يدكم الارهاب وعاش كل ليلة الخوف يمكن أن يرضي بحوار لكم فيه الغلبة، لا والف لا، لقد كتبتم بدمائهم التى تلطخ أيديكم نهاية الحلول التوافقية والتى تأتي على حساب فئة لمصلحة فئة اخري، وقد قلتها من قبل واعيد تكرارها: هذا زمن ولى وراح!