Wednesday, May 23, 2012

فريقان

إبراهيم الشيخ
وأنا أتابع تغطيات جلسة حقوق الإنسان حول البحرين والتي عُقدت في جنيف يوم أمس، لفت نظري أمر غريب.
المشهد الذي شاهدته عبر الصور، هو تواجد العشرات من الشخصيات التي يُفترض أنّها تنتمي إلى هذه الأرض، وكان وجودها بغرض التحشيد ضدّ البحرين، بهدف إدانتها في ذلك المحفل الدولي!
تجاوزت أسئلة ملحّة من قبيل من يدفع لهؤلاء؟ ومن يتكفّل بتذاكر سفرهم وكلفة الفنادق وغيرها؟ لأذهب إلى أسئلة أخرى أكثر إلحاحا.
هل رأيتم في حياتكم حركة تدّعي أنّها وطنية، بينما هي تسعى بقدر ما تستطيع لتشويه سمعة الوطن في الداخل والخارج!
هل رأيتم حركة تدّعي أنّها وطنية، بينما هي تأتمر بأوامر إيرانية للتظاهر ضدّ وطنها!
من يتابع فرح الوفاق على موقع التواصل الاجتماعي بملاحظات الدول التي وجهتها الى البحرين، يضع يده على رأسه!.. هل هناك بالفعل من يعيش بيننا وقلبه أسود مظلم يقيح حقداً وكراهية ضدّ أهله وناسه؟!
بمتابعة مجموعة من الرسائل على حساب الوفاق ورموزها على تويتر، تجد نفسك أمام عقول سياسية تنازع أطفال الشوارع ألفاظها، اعتادت استخدام كلمات «مرتزقة» و«بلطجية»، من دون أي تقدير لكون ذلك الحساب يتبع لجمعية سياسية، أو حتى لجمعية تمارس السياسة بأفشل صورها وأردإها على الإطلاق!
كيف لحركة سياسية تدّعي أنّها وطنية، نراها تبدع في شتم الوطن وتشويه كلّ ما فيه من معان جميلة، وتواصل حربها الاستنزافية ضدّ الوطن وضدّ الشّعب في الدّاخل والخارج، بأموالها وأموال آخرين؟!
لا يمكن للوطن أن يبقى في معارك مستمرة من هذا القبيل إلى ما لا نهاية! ولا يمكن لأي دولة أن تقبل بوضع سياسي متأزّم، تصنعه فئة تجاهر بعدائها لشرعية وعروبة الوطن.
من جانب آخر؛ على أبناء الوطن من الطائفة الشيعية أن ينتبهوا للاستدراج والفخاخ التي تنصبها الوفاق لهم مرة إثر أخرى لإيقاعهم فيها، إذ لا يعقل لحركة تدّعي الإصلاح السياسي ولا تجد من المواصفات التي تفصلها عن العمالة والخيانة سوى الاسم!
فريقان يجتهدان ويبذلان كلّ ما بوسعهم، فريق مستعد لتقديم أرواحه فداء للوطن، وفريق تراه يقاتل لتشويه صورة البحرين وضرب اقتصادها، ومحاربتها على جميع الأصعدة الحقوقية والسياسية والإعلامية!!
برودكاست: الوطنية ليست «جوازا» أو اسما! وليست سيفاً أوعرضة! ولكنّه ولاء وحبّ للوطن، يختلط بعروق المرء، لا يرتضي معه لوطنه أن يصاب بشوكة، فما بالك بمن يطعنه في الصباح والمساء.