Wednesday, May 23, 2012

مقتدى الصدر يغزو البحرين

داود البصري
لعلها من مهازل الأقدار أن يتحول العراق لأكبر مسرح ميداني وحي للدمى الإيرانية المتحركة التي باتت تتحكم بموجات العملية السياسية والأمنية القائمة في العراق بشكل مثير للغثيان، فالعراق الذي هو بمثابة الدولة العربية المشرقية الكبرى الواقعة شرق العالم العربي وبإطلالته الخليجية كان من المفترض أن يمثل موقع قوة وأمن وامان للأمن القومي العربي وبما يدعم مسيرة الأمن والاستقرار والتنمية في هذا الجزء الاستراتيجي من العالم إلا أن حظ شعبه العاثر شاء له على الدوام أن ينتقل من ورطة استراتيجية قاتلة لأخرى أشد منها سوادا. وقد أنتجت أوضاع ما بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 وتهشم الدولة العراقية، وسيادة الولاءات الطائفية والعنصرية والعشائرية شخوصا هزلية مثيرة للغثيان تحولت بفضل الفراغ القيادي الكبير والحالة المهلهلة والمتخلفة للمجتمع العراقي بسبب سياسات الموت البعثية العبثية السابقة لرموز سياسية وكفاحية رغم تفاهتها وفراغها وهوانها على نفسها وعلى الناس، وكان من أبرز الأسماء التي ظهرت مع أحذية الاحتلال الثقيلة وبشكل ميلودرامي صارخ وعن طريق الجريمة أيضا هو مقتدى الصدر ذلك الشاب النزق الجاهل بروحه العدوانية ونفسيته المريضة وهو يأمر أتباعه من مجرمي «فدائيو صدام» الذين تحولوا بجرة قلم لـ «جيش المهدي» بتقطيع أوصال المرحوم السيد عبدالمجيد الخوئي في الحضرة العلوية، وتلك الجريمة البشعة التي كانت المقدمة لجرائم تطهير طائفية بشعة مارسها ذلك الفاشي المعتوه الذي تعهدته يد الرعاية الإيرانية ونفخت فيه من روحها وسحبته لقم لكي تصقله وتلمعه وتعيد تصديره للعراق والشرق بمواصفات تقنية وإرهابية جديدة وبرتبة دينية رفيعة لا يمكن أن يصل إليها أبدا، فالإناء ينضح بما فيه. فتم تهيئة مقتدى الصدر ليكون مشروع فتنة عراقية متنقل وجاهز بآرائه الغريبة المثيرة للسخرية، وتنقلاته الدائمة والمفاجئة، وانقلاباته السياسية المسرحية وتحولاته وانقباضاته ومن ثم محاولة دس أنفه وأنف أتباعه في أمور أكبر منهم بكثير وتتعلق بحريات الشعوب وانتفاضتها كموقفه المخجل من الثورة الشعبية السورية وهو استمرار للموقف العدواني الإيراني، وطبعا لن أركز على لعبة الصدر الداخلية في العراق وتنقله بين الأطراف الساسية المتصارعة على السلطة والنفوذ والهيمنة فلذلك مجال آخر، ولكنني أشير لدس أنف الصدر والعصابات التافهة الطائفية المرتبطة به في الملف البحريني وحيث تواجه مملكة البحرين أعتى رياح تآمرية تقودها العصابات والتنظيمات الإيرانية المرتبطة بنظام الولي الفقيه، وتسيرها للأسف بعض المخابرات الدولية التي تؤمن الملاذ الآمن والحرية الإعلامية لرموز التخريب الإيرانية المعروفة في البحرين والعالم للجميع!. فإضافة لتهريج الأحزاب الطائفية العراقية وجماعة أحمد الجلبي وبقية شلة الأنس الطائفية في العراق والخليج العربي من المسألة البحرينية، فقد دخل مقتدى الصدر على خط الأزمة باعتباره احتياطيا إيرانيا «مضموما» وأطلق تهديداته المباشرة والسخيفة ضد مملكة البحرين مهددا بالويل والثبور إن حاولت السلطات البحرينية معاقبة مثيري الفتنة الوطنية والطائفية!!، وهو تهديد رغم سخافته وغبائه إلا أنه يحمل معان واضحة ويؤشر للأسف لدور سلبي عراقي لا يمكن أن يصدر من العراق العربي الحر لو كان بلدا حرا وشامخا وينتمي فعلا لمحيطه!، كما ان التهديد الصدري الوقح يتضمن دلالات مؤسفة ذات أبعاد فتنة طائفية تتجاوز بكثير مجرد التهديدات اللفظية لتدخل ضمن مسلسل التوظيف الإيراني للقوى الطائفية لإشعال فتنة طائفية لا محل لها من الإعراب في الخليج العربي وهو الهدف الإيراني الواضح اليوم وأحد الأدوات الإيرانية المباشرة في حماية المصالح الإيرانية ودعم الحلفاء الموشكين على الانهيار كالنظام السوري، تهديدات الصدر الخرقاء ليس لها من الجدية والواقعية الشيء الكثير، ولكنها مؤشر خطير على إيقاعات فتن ومصائب ومخططات إيرانية خبيثة باتت واضحة المعالم لتمزيق دول المنطقة، ولنشر الفوضى الإقليمية، البحرين بشرعيتها وشعبها أشد مراسا وأصلب عودا من أن يتطاول عليها أو يهدد حواشيها نفر من المرتزقة والمهلوسين والقتلة، ولكن تلكم التهديدات تظل عنوانا صارخا ومريعا لحجم ودرجة الاختراق الإيراني لأمن الخليج العربي، وهو اختراق بصفحات ووجوه وواجهات عديدة ليس مقتدى الصدر سوى أحد واجهاتها الكالحة...!