Wednesday, May 23, 2012

المعارضة البحرينية والمثال السوري

أحمد سند البنعلي
بعد أن تعبت آلة العد في حساب الضحايا الذين يسقطون يوميًا في سوريا يبدو أن النظام في سوريا يريد أن يخرج المشكلة من الداخل ويحركها خارج الأراضي السورية لتخفيف الضغط الدولي عليه مع أن هذا الضغط وكما يبدو بعيد عن التأثير على مجريات الأحداث في القطر السوري، بل إن ما نراه هو عدم وجود ضغط دولي على النظام في سوريا غير المحاولات العربية لنصرة الشعب هناك وهذه المحاولات كما هو واضح بعيدة عن التأثير المطلوب بسبب تعقيدات السياسة الدولية التي لا تريد لذلك النظام أن يسقط وتراهن على الوصول إلى حل وسط يعطي الشعب العربي السوري بعض الحقوق المنتهكة ويُبْقِي على السياسة السورية على ما هي عليه.
الشواهد تقول إن النظام الغربي يريد الإبقاء على النظام السوري وليس العكس فبقاء ذلك النظام يخدم السياسة الغربية أكثر مما يضرها وما الدعوات التي تصدر هنا وهناك من تلك الدول وتدعوا لسقوط النظام إلا ذرا للرماد في العيون وتغطية مكشوفة على الهدف الحقيقي من وراء التدخل الغربي في الشأن العربي.
الوضع في سوريا تتلاعب به التناقضات المذهبية وتسيره أهداف بعيدة عن الشأن السوري وما التدخلات الخارجية في ذلك الشأن إلا تعبير عن تلك الحالة بعد أن عجز النظام عن تبرير ممارساته وارتفاع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية الحراك الشعبي الثوري هناك، لذلك يعمل النظام حاليا على تصدير المشاكل السورية إلى خارج الحدود وبدأ في لبنان النقطة الأضعف والأكثر سهولة بالنسبة له لتجسيد ذلك التدخل خصوصا مع الدعم الإيراني الواضح وهيمنة إيران على جزء كبير من السياسة اللبنانية الداخلية عن طريق حزب الله في لبنان، وكذلك التفجيرات التي ازدادت في الآونة الخيرة داخل سوريا لتبرير ممارسات النظام ضد الشعب السوري ولإدخال الخوف الظاهري من نجاح الثورة هناك وربط ذلك بما يحدث في اليمن حاليا وتنامي قوة التيار الممثل لتنظيم القاعدة.
الغريب في الأمر أن تيار الرفض السياسي في البحرين والذي يتحدث عن ما يسمى ثورة 14 فبراير يقف وبقوة مع النظام السوري في تناقض مع دعواه المحلية وتحت دعوى المقاومة وأضحى مفهوم المقاومة هو الشماعة التي يريد الكل تعليق ممارساته عليها، فبإسم المقاومة يقتل الشعب السوري علنا وأمام الناس وبإسم المقاومة تقسم لبنان وتضعف إرادته وبإسم المقاومة يقف الكثيرون موقفا سلبيا أمام التدخلات الإيرانية في الداخل العربي.
هذه المقاومة لم نر لها حتى الآن جانبا إيجابيا أو عمليا ولم تخرج عن دائرة الكلام ولم تأت بأي نتيجة لصالح الشعب العربي في العموم والشعب الفلسطيني على الخصوص لذلك نستغرب الحديث عن المقاومة التي بها يذبح الشعب السوري وتقف جمعيات الرفض السياسي عندنا مؤيدة لتلك المجازر التي تجري في سوريا.
على ما يبدو أن مقولة ملك الأردن ليست ببعيدة عن الواقع الذي نعيشه اليوم وهذا الهلال هو الذي يحرك مسيرة الأحداث في المنطقة وعليه يقوم كل طرف بتحديد موقفه من تلك الأحداث، لذلك نرى التأييد من قبل جمعيات سياسية في البحرين لموقف النظام ونرى تأييد مضاد من جمعيات أخرى للحراك الشعبي ضد ذلك النظام وتبقى الحقيقة الغائبة التي تدركها جمعيات أخرى وتقف مع الشعب العربي السوري في ثورته السلمية من اجل الحرية والكرامة وتضيع الحقوق الشعبية التي يتشدق بها الكثيرون في خضم المعركة الطائفية التي تعيشها المنطقة حاليا... والله من وراء القصد.