Wednesday, May 23, 2012

ملالي طهران.. غرباء في كوكب الأرض

أسامة الماجد
أضحك كثيرا عندما أستمع إلى كلمة “البرلمان الإيراني”... وأن الشعب هناك يستطيع أن يفعل ما يشاء ويقرر ما يريده دون تدخل السلطات البربرية الخمينية.
فعلا إنها أضحوكة أن نتحدث عن ديمقراطية في بلد مثل إيران التي أظهرت نتائج صحافية مؤخرا أنها من أخطر وأتعس الدول في العالم. ربما حتى من كوريا الشمالية البلد المنعزل عن العالم بشكل لا يصدق.
ماذا تعرف إيران عن الديمقراطية، ماذا تعرف عن حرية الرأي، لا سبيل إلى تحقيق الديمقراطية في ظل مجتمع متخلف تتفشى فيه الأمية ولا يتوافر لدى غالبية أفراده المستوى الثقافي الذي يجعلهم قادرين على التفكير في المشكلات التي تعترض حياتهم تفكيرا علميا والمشاركة في اتخاذ القرارات المناسبة.
ودلت بالفعل تجارب الأمم المختلفة على ان دعوى وجود نظم ديمقراطية وانتخابات برلمانية في دول متخلفة اجتماعيا واقتصاديا مهزلة كبرى.
من غير الممكن ان يقوم نظام ديمقراطي بالمعني الصحيح ما لم يكن كل فرد من أفراد الشعب يملك من المعرفة والملكات العقلية ما يمكنه من الاختيار وان يمارس هذا الاختيار راضيا بأن تسير كافة أجهزة الحكم بالاتجاه الذي ترتضيه الغالبية ولو كان هو شخصا معارضا لهذا الاتجاه، مادام قد أتيحت له فرصة المشاركة برأيه والإفصاح عنه دون خوف، كذلك لا يمكن ان تدعي بلد مثل إيران أنها ديمقراطية وهي معروفة وتشتهر بالعنصرية الدينية والعقائدية، فهي تعذب الناس بسبب لونهم أو دينهم أو عقيدتهم، ولا حاجة إلى ذكر معاناة إخواننا في الأحواز ومدى الظلم والقمع الذي تلقوه من نظام العصابة الخمينية! وكذلك ما حصل للمعارضين مهدي كروبي ومير حسين موسوي.
إيران بلد مشلول فكريا وينخر السوس في عظامه البالية بسبب قمع نظام الملالي للشعب، حتى مفاعلهم النووي الذي معظم الذين يشتغلون فيه من الروس وان افترضنا أنه تقدم صناعي، لا يمكن ان يخلق من هذا البلد التعيس دولة عصرية، فلابد ان يكون هناك تفاعل بين التقدم المادي والقيم الحضارية والأخلاقية والسلوك الاجتماعي وفهم الإنسان لطبيعة العصر الذي يعيش فيه، وهذا التفاوت واضحا جدا في إيران كونها تقتبس التقدم الصناعي “للشر وإيذاء خلق الله” من البلاد التي سبقتها إلى ذلك التقدم.
فهي تلهث كالقط الجائع إلى الصين وروسيا وكوريا الشمالية من أجل تزويدها بأسرار الأسلحة التي تهدد الشعوب، تفعل ذلك بأي طريقة كانت حتى لو رفعت من ميزانية الأسلحة وأخفضت ميزانية الصحة والعلاج والتعليم، فالمواطن الإيراني لا يساوي جناح بعوضة عند ذلك النظام الدموي السفاح!
في واقع الأمر ان الفرق بين دول الخليج وبين إيران هو كالفارق بين الحضارات البدائية الحجرية وبين الحضارات المتقدمة، ومعنى هذا مباشرة ان بلد الملالي ومعهم ديمقراطيتهم “الهراء” غرباء في هذا الكوكب، يعيشون في عالم لا يفهمونه، كأهل الكهف أو كمتفرجين من كوكب آخر!.
في إيران مازالوا يعيشون في عصر “الظلام” لا عصر الانفتاح والمحبة والسلام، يعيشون في رجعية عجيبة ومخربة، بيئة طرد بشري لكل ما هو خير ويفيد الناس، إيران وبصريح العبارة تشبه الآلة الكبيرة والهائلة ولكنها مفككة.
لم نكن نريد أن نفضح ونتكلم عن إيران “كنظام” لولا عدائهم المستمر لنا ودس أنوفهم في شؤوننا الداخلية وكأنهم أوصياء على البحرين، حتى ان ولي عهد إيران سابقا رضا بهلوي صرح للعربية نت “يوم أمس انه في ظل نظام حكم جديد سيتنفس العالم الصعداء بما في ذلك دول الخليج، لأن نظام الحكم الحالي اثبت عداءه للاستقرار والسلام ولم يتوان عن نشر الإرهاب والتطرف”.