Wednesday, May 23, 2012

الشهية الإيرانية المفتوحة وأبناء العلقمي الجدد

فوزية رشيد
لا أوافق الكثيرين في أن التصريحات الايرانية الأخيرة بخصوص البحرين والسعودية والاتحاد الخليجي، هي مجرد تصريحات «استفزازية»، بل هي تصريحات داخلة في صلب المخطط الايراني وأطماع إيران المتطورة في البحرين ودول الخليج، بل الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، مما يستدعي تحركا خليجيا سريعا وجادا تجاه الجامعة العربية والأمم المتحدة، في إطار عربي جماعي لمواجهة عملية ليس فقط للنهج العدواني الإيراني تجاه البحرين والخليج الذي لم يتوقف قط، وانما لمواجهة التصريحات الخطرة مؤخرا، التي تكشف عن نية مبيتة لتحركات إيرانية قادمة لتنفيذ مخططها ومشروعها التوسعي مشفوعة بأبناء «العلقمي» الجدد في البحرين والمنطقة الشرقية والكويت وفي الدول الاخرى، مما يضع أمام الدولة وأمام شعبنا وضع تحركات «الوفاق» (تحت ضوء جديد) وحسب التدرج في المخطط بين عملاء إيران والموالين لها وبين إيران نفسها، الذي جاء إعلان التفكير في الاتحاد الخليجي هذه المرة دفعا قويا لكشف الأبعاد الأخرى للمخطط الإيراني ـ الأمريكي في ابتلاع دول المنطقة بدءا من البحرين واحدة بعد الأخرى الذي انكشف بعض وجهه أثناء أحداث الدوار.
وسواء قريبا أو بعيدا من كل ما قلناه سابقا في متابعة الشأن الوفاقي والفئة الانقلابية بشكل عام، فإن «الوفاق» التي دأبت على تعقيد الوضع في البحرين بشكل مستمر، لم يكن دأبها في التعقيد اعتباطا أو تفويتا للفرص أو غباء، وكل ذلك يصح لو كانت تزن نفسها حقيقة في الميزان الوطني السليم، ولكن لأنها ليست كذلك وانما هي تقوم بكل جرأة مفضوحة تماما بدور (ابن العلقمي) الذي سلم العراق للتتار، طمعا في الحكم، وقصته مشهورة ومعروفة، فإن «أبناء العلقمي» الجدد في البحرين وعلى رأسهم «الوفاق» تقوم بمناوراتها السياسية مع الدولة، وفقا للتعاليم الإيرانية أو مدرستها في المناورة، هذه الوفاق (تعقد) الوضع في البحرين حتى تأتي الفرصة الملائمة، التي تنفذ فيها إيران مشفوعة بغطرسة القوة، التي تعتقدها في نفسها (باحتلال البحرين) حسب المخطط الذي عجل هذه المرة في انكشافه نية دول الخليج العربية إعلان الاتحاد الخليجي، فبرزت هي على السطح تماما، فيما تحاول أمريكا ان تواري نفسها بعض الشيء.
ولنعد قليلا إلى الوراء، فمنذ أن تم (تشييع إيران) عبر البطش والمجازر قبل ٥٠٠ عام على يد مؤسس الدولة الصفوية «إسماعيل الصفوي» ومنذ ان ابتلعت هذه الدولة أراضي القوميات الاخرى، التي تشكل جزءا من إيران الحالية، وصولا إلى ابتلاع (الاحواز) عام ١٩٢٥، لتتمدد في رقعتها الجغرافية الخاصة التي سبقت بها الكيان الصهيوني وعلى حساب الآخرين، ومنذ ان جيرت «لبنان» لحسابها على يد الأمين العام لحزب الله الذي انكشفت خدعته للشعوب العربية فانحدر سريعا مع أحداث البحرين وسوريا من موقع سيد المقاومة العربية كما كان الظن إلى موقعه الحقيقي (خادم الأجندة الايرانية الصفوية وولاية الفقيه) بعد سقوط الأقنعة الفولاذية، ومنذ ان مدت النفوذ إلى «سوريا» عبر نظام الحكم فيها، ومنذ ان احتلت «العراق» احتلالا عقديا وفكريا وسياسيا، في انتظار ان تحتله جغرافيا إن لزم الأمر، ومنذ ان احتلت «الجزر الإماراتية الثلاث»، ومنذ ان لم تكف عن أطماعها المتجددة في البحرين والسعودية، فإن تصريحاتها الخطرة ضد البحرين العربية المستقلة تدل دلالة قاطعة على ان شهيتها في ابتلاع الجغرافيا العربية لم تتوقف قط، بل انفتحت على آخرها مع حكم الملالي وولاية الفقيه، وحلم استعادة امبراطورية «كسرى» لتصل بدأب اليوم إلى كل دول الخليج العربي بل الدول العربية قاطبة والدول الإسلامية، ولتحاول اختراق إفريقيا بدأب ومعها أمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا، ولترفع الشعار المزيف حول إسلاميتها باستغلال عنوان الإسلام لنشر «تشيعها الصفوي» الذي هو دين وحده، ومختلف عن أصول ومبادئ وجوهر الإسلام كما تعرفه الأمة الإسلامية، حتى وصلت يدها إلى «فلسطين» التي تتاجر في قضيتها للحصول على دعم الشعوب الإسلامية، فيما هي تعمل بقوة على تقسيم فصائلها ومنعهم من التوحد، مثلما تعمل على نشر التشيع الصفوي بين صفوف من بامكانها اختراقهم هناك.
لذلك فهي أوجدت (أبناء العلقمي) المستعدين لبيع أوطانهم لها تحت حس الولاء المطلق لمرجعيتها أو لها بشكل عام، علهم يحظون بالسلطة الموعودين بها أو بالحكم، ولتزودهم بـ (الخطاب التضليلي) الذي يتابعه معهم كبار مهندسي ومتابعي فذلكات ومصطلحات السياسة التضليلية، وكيفية ايجاد الأزمات والتعقيدات، ووضع العقدة في المنشار، كالذي يحدث منذ أكثر من عام في الأسلوب الوفاقي وأسلوب الانقلابيين عامة مع الدولة عن سبق اصرار، فهم لا يريدون الحل وانما يريدون المزيد من الأزمات والمزيد من التعقيد السياسي والميداني، وصولا إلى تسليم البحرين لإيران.
ولهذا ووفقا لهذه السياسة التوسعية الطامعة التي فاقت السياسة الإسرائيلية نفسها وان اتبعت أساليبها منذ مجيء «الخميني» فإنها ليس اعتباطا ان تصل بأذرعها إلى كل مكان، ليس في دول الخليج العربي وحدها، أو الدول العربية أو الإسلامية بل غيرها من دول العالم عبر تأسيس الأحزاب السياسية الموالية لها، أو السائرة على درب مخططاتها في اختطاف الأوطان، وليس اعتباطا ان تؤسس جمعيات دينية وبيوت «أهل البيت» بل لتمتد إلى غسل أدمغة الشباب عبر القائمين على الحسينيات من جانب بعض قيادات أتباع وعملاء لها، ولتؤسس في العديد من دول العالم مراكز بحثية وثقافية، بل لتتظاهر بالأعمال الخيرية كسبا للشعوب، فكم من مركز صحي ومدارس وجامعات في كل مكان من أجل نشر (التبعية) لها، لكي تصل إلى مبتغاها الامبراطوري الذي تحلم باستعادته في إطار «استراتيجية متكاملة» مطعمة بنشر الفتن والتدريبات العسكرية لأتباعها، وكل ذلك يستدعي التعامل البحريني والخليجي الجاد، وقراءة ما يحدث من زاوية جديدة ينبئ بأن الخطر القادم على الأبواب وحيث يجب عدم الاستهانة اطلاقا بالتصريحات الإيرانية الجديدة أبدا.
التصريحات الإيرانية الأخيرة المتصاعدة، ليست مجرد تصريحات استفزازية أو اعتباطية، وخاصة بعد إعلان النية في اقامة الاتحاد الخليجي، الذي تزامنت فيه التصريحات الايرانية مع تصريحات (أبناء العلقمي) في البحرين والمنطقة، فبعد تصريحات مجلس الشورى الايراني، والشخصيات الأخرى ومنها الطائفية في العراق ولبنان، جاء خبر في (وكالة أنباء فارس): (طهران تطلب من المنامة تغيير نهجها وترى ان الاتحاد يعني زوال البحرين)، ومفاد الخبر ان «وزارة الخارجية الإيرانية» أعلنت ان (مشروع الوحدة السعودي البحريني يعني زوال البحرين ذات الاكثرية الشيعية (هكذا)، ناصحة السلطة في المملكة «بتغيير نهجها»). جاء ذلك على لسان «رامين مهما نبرست» المتحدث باسم الخارجية الايرانية يوم الخميس ١٧مايو.
تكاثرت التصريحات الايرانية وتصاعدت، مثلما تكاثرت تصريحات «أبناء العلقمي» في البحرين بما يصب في ذات المضمون الموجه من المسئولين الايرانيين إلى البحرين وقادة دول الخليج، في إطار متاجرة رخيصة في بعض الشعارات والمصطلحات التي تدعي الحفاظ على السيادة واستقلال البحرين، واعتبار ان الاتحاد الخليجي أو البدء فيه باتحاد ثنائي بين البحرين والسعودية هو احتلال وضم الخ، مع تأكيد المصطلح الزائف حول «الأكثرية الشيعية» باعتباره من المسلمات بعد ان تم ترويجه تضليلا، وبالتالي ليس من المستغرب هذا التناغم بين أبناء «العلقمي» وعلى رأسهم الوفاق مع التصريحات والتوجهات الإيرانية بالتهديد المباشر للبحرين، ومحاولة اعادة المشهد إلى زمن الشاه الطاووسي، والحديث مباشرة عن النيات الايرانية، حيث نزل توجه قادة الخليج العربي إلى الاتحاد منزل الصاعقة على رؤوسهم، لانه باختصار هو الضربة القاصمة للمشروع الصفوي التوسعي ومحاولة ابتلاع البحرين بمساعدة عملائها في الداخل، الذين لم ينبسوا ببنت شفة تجاه تلك التصريحات الايرانية المتصاعدة واعلان النيات مجددا وبشكل سافر، بل تناغموا معها ومع فذلكاتها السياسية، مع استمرار التشدق الأجوف بالحفاظ على سيادة البحرين واستقلالها، ليس في وجه إيران بالطبع التي تعلن مطامعها وانما في وجه السعودية ودول الخليج التي باتحادها معا توقف تلك المطامع وتقبرها.
إيران التي كشفت عن أطماعها في كل دول الخليج سواء من خلال مشاريعها ومخططاتها المعلنة أو الخفية، بل كشفت أطماعها في كل الوطن العربي والعالم الإسلامي سواء في تصديرها لما تسميه الثورة، أو في تصريحاتها العدوانية المستديمة أو في توصياتها (للمؤتمر التأسيسي الموسع لشيعة العالم) حيث جاء في احدى التوصيات (الاستفادة من التجربة الايرانية الناجحة في «العراق» وتعميمها على بقية الدول وأهمها السعودية والكويت والامارات والبحرين واليمن والأردن ومصر والهند وباكستان وأفغانستان).
وبالاستفادة من تذكير «مدبولي عثمان» نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية المنشور في احدى الصحف البحرينية مؤخرا، يذكرنا بأن هذا المؤتمر التأسيسي وضع «منهجا عمليا أيضا» لتنفيذ خطة التدخل في شئون هذه الدول بتوصية تقول (بناء قوات عسكرية غير نظامية لكل الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق زج أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة، وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها لدعم واسناد اخواننا «الشيعة طبعا» في السعودية واليمن والأردن والبحرين وبقية الدول)، ولهذا لا نستغرب المليشيات الوفاقية وغيرها في البحرين، ولا نستغرب المطالبة الدائمة بفتح المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية (الدفاع والداخلية) والدوائر الحساسة لها ولأتباعها، فالنية مبيتة لاستغلال كل تلك الأماكن لصالح الأجندة الانقلابية وتحقيق التجربة الايرانية الناجحة في العراق لاحقا حسب التوصيات الايرانية لكل شيعة العالم.
لعل الكثيرين يعلمون اليوم عن المخطط الايراني للسيطرة على منطقة الخليج العربي، الذي كان مقررا تنفيذه بحلول عام ٢٠١٧، والأحداث العربية عجلت بظهوره في البحرين في فبراير ٢٠١١، وحيث يترافق مع هذا المخطط الايراني مخطط داخلي لدى «الوفاق» وأتباعها، كانت تعد له منذ زمن للتحرك بكل ما تم تنفيذه من بنود في ذات العام اي ٢٠١٧، ولكنها تعجلت لتظهر ما تم الوصول اليه في احداث الدوار العام الماضي، وبالتالي انفضاح أجندتها ومن توزع الأدوار معهم على الملأ في البحرين وخارجها، وهو ما كشفته أيضا صحيفة «السياسة الكويتية» في تقرير خاص بها، حيث اعتبرت (بتأكيد المصادر) ان التدخل الايراني السافر في البحرين ونشر شبكات التجسس في الكويت وتحريك الأتباع في الشرقية لم يكن الا رأس جبل الجليد، حيث المخطط يشمل احتلال البحرين والزحف بعد ذلك على المنطقة الشرقية في السعودية، واستغلال الفوضى الحاصلة في العراق ولاسيما الجنوب لاشغال الكويت وارهاقها أمنيا ودفاعيا تمهيدا لضم المنطقة كلها واخضاعها للهيمنة الايرانية، حسبما نقله «مدبولي عثمان» عن صحيفة السياسة الكويتية.
ومن المفيد التذكير به هنا، وربطه بالاستعجال من جانب قادة طهران مجددا على اثر نية إعلان الاتحاد الخليجي، ليتضح أو تكتمل صورة ما اتضح بعضه في أحداث الدوار واستعجال قادة طهران آنذاك تحريك (أبناء العلقمي) ليقوموا بدورهم المطلوب على خلفية ما يسمى الربيع العربي، مما يكشف اليوم سر التناغم المفضوح بين التصريحات الايرانية والتحركات الداخلية بقيادة «الوفاق» والانقلابيين بشكل عام.
ليس اعتباطا ما يقوم به ((عيسى قاسم)) من دور تحريضي تأزيمي، مثلما هو ليس اعتباطا ما يقوم به ((علي سلمان)) من دور مماثل، ومن تسيير لمسيرات دائمة والدفاع عن الأعمال الإرهابية والقائمين عليها، مثلما هو ليس اعتباطيا دور بقية الجوقة من ((أبناء العلقمي)) المنتشرين على الفضائيات وفي الكثير من الدول العربية والدول الغربية، فكل هؤلاء يهدفون للإبقاء على روح الأزمة والاشتعال، وممارسة التضليل السياسي، وتبني الإرهاب ودعمه وإذكاء ناره كل يوم، لسبب واحد هو أهم من كل الأسباب، انهم ينتظرون نقطة الصفر مجددا، وهذه المرة هي نزول إيران مباشرة وبشكل واضح وأمام مرأى ومسمع العالم كله في البدء بمخططها الذي فشل جراء الاستعجال به وهو احتلال البحرين والزحف نحو المنطقة الشرقية في السعودية تمهيدا لضم المنطقة كلها وإخضاعها للهيمنة الإيرانية برضا ومباركة الولايات المتحدة وبعض دول غربية، وجميعها تلعب دورها في النفاق السياسي والمناورات السياسية والتمويه على قادة الخليج العربي، انتظارا لمعرفة حجم ((الشطارة الإيرانية)) في قلب الوقائع والحقائق، ومنع قيام الاتحاد الخليجي، باستمرار الآلة الإعلامية والتصريحات ونقلها من درجة المناورة والابتزاز والاستفزاز إلى درجة الإعلان الساخن عن حقيقة النيات، لتصبح في البداية أمرا اعتياديا على المسامع في المنطقة وفي العالم، ثم ليتم تحويلها إلى أمر واقع، بمساعدة ((أبناء العلقمي)) في البحرين والمنطقة، والجرأة اللامتناهية من جانبهم أيضا في تشويه الاتحاد الخليجي، ووضع دوله في موضع أو خندق الدفاع عن النفس، وتبرير الاتحاد، أمام جوقة عميلة لإيران تعمل وفق خطة مدروسة في إطار (استراتيجية إيرانية متكاملة) للهيمنة على المنطقة.
اليوم حصحص الحق وظهر الباطل جليا، سواء فيما تهدف إليه التصريحات الإيرانية النارية، أو ما يهدف إليه الهجوم الممنهج والمنظم من أبناء العلقمي ضد الاتحاد الخليجي وضد البحرين، وحيث الحركة الأساسية يقومون بها معا مع إيران في اتجاه تحقيق أطماعها في البحرين والسعودية والخليج، فيما تهمة الاحتلال يتم توجيهها نحو السعودية ونحو الاتحاد، ومثلما أيضا هم يدركون جيدا انهم بتناغمهم التام (حراكا وخطابا) مع الحراك والخطاب الإيرانيين يفرطون في سيادة واستقلال البحرين والخليج العربي كله، ويقدمونها بتآمرهم وادعاءاتهم وإرهابهم هدية للمخطط الإيراني، يعلو صوتهم الكاذب في ذات الوقت بأن (البحرين ليست للبيع) وبهذا فهم يشغلون شعب البحرين والخليج والعالم بأكاذيبهم الجديدة، فيما إيران تسرع في مخطط الاستيلاء على البحرين والخليج، وتبدأ بذلك التسريع من خلال التصريحات المعلنة بالنيات كبداية للتحرك الجديد.
اليوم نضع المسؤولية كاملة والمرة الأولى على قادة الخليج العربي ككل في التحرك الفوري والعاجل في وضع حد سواء للتصريحات التي ستعقبها تحركات إيرانية حسب الفرصة المواتية، أو في وضع حد لأبناء العلقمي المنتشرين في البحرين وبقية دول الخليج.
لم تعد المسألة فضح هؤلاء فقد انفضحوا وتم الأمر، والمسألة باختصار تعني خروج دول الخليج العربي من خندق الدفاع عن النفس وتصريحات ردود الأفعال، إلى خندق الهجوم على إيران وعملائها ليس بمعنى الانجرار إلى مواجهة عسكرية التي ان حتمتها الظروف اللاحقة فهي الشر الذي لابد منه، وإنما سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا والتسريع بالدعوة إلى اجتماع استثنائي عاجل لوضع الجامعة العربية رغم انها مكبلة بالرئاسة العراقية التابعة لإيران، أمام مسؤوليتها بحراك عربي ضاغط لمواجهة التصريحات الإيرانية وعمل خلاياها في ضرب أمن واستقرار دول الخليج كافة وتهديدها وتهديد الأمن القومي العربي.
ومن المسؤولية التوجه الجاد في وضع الأمم المتحدة أمام واجبها في تنفيذ اتفاقياتها تجاه الدول ذات الاستقلال والسيادة حين تكون مهددة بتصريحات ونيات تصاعدية من دولة أخرى، وعدم الاكتفاء بتقديم شكوى مجازية.
في أثناء ذلك يجب تغيير السياسة الخليجية تجاه إيران باعتبارها دولة ((عدوة)) في إطار نظامها العدواني الراهن وليست دولة جارة أو صديقة فالمثل العراقي القديم يقول (كومة أحجار ولا هالجار).
وفي ذلك تتغير دفة الخطاب الإعلامي والخطاب السياسي والخطاب الدبلوماسي، وينتج عنه ضرب كل المصالح الإيرانية في الخليج، ووقف التجارة معها، ووقف العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، فقد اتضح أن المغرور والمتغطرس بالقوة لا يحسن تقدير النيات الحسنة واللغة الهادئة دبلوماسيا وفي الجوانب الأخرى كافة التي تتعامل بها دول الخليج معها لم تعد نافعة مع دولة أصبحت أطماعها معلنة وخلاياها ناشطة.
لابد من وضع خطة خليجية متكاملة في مواجهة التهديدات الإيرانية التي لن تتوقف (لأن مشروعها المستقبلي قائم على تحقيق أطماعها في البحرين ودول الخليج والدول العربية الأخرى)، وهذا يعني عدم التهاون أيضا مع عملائها وأتباعها المباشرين، مثلما يعني تحريك قضية (الأحواز العربية) في وجه السياسة الدولية مجددا، واللعب على وتر شؤونها الداخلية تماما كما تفعل في البحرين والخليج والدول العربية والإسلامية.
أما الإبقاء على الأسلوب الخليجي الراهن في مواجهة التصعيد الإيراني واستخدام أبناء العلقمي لتحقيق أطماعها في الخليج والمنطقة، فذلك من الأساليب التي تزيد من الشهية الإيرانية المفتوحة أصلا للهيمنة على كامل المنطقة.