Wednesday, May 2, 2012

إنترنت حلال

آخر التقليعات التي خرج بها الملالي في إيران، ما أطلق عليه اسم الانترنت الحلال، والحقيقة فقد وقفت طويلا أمام هذه العبارة التي بدأت تسري في الأوساط التجارية مؤخرا أسرع من انتشار (الجمرة الخبيثة)، بعد أن ابتكر تجار أغذية فكرة الأغذية الحلال، وباتت لها معارض ومؤتمرات ومحافل إقليمية وعالمية، تستقطب الكثير من الشركات التي لا دخل لها بالحلال مبدءا ومنتهى.
وقبل التقليعة الإيرانية الجديدة، فاجأتنا مصانع هندية بقصة السكر الحلال، وقالوا في معرض ترويجهم لمنتجهم (الحلال) الجديد إن مواطني الشرق الاوسط ــ ولست أدري لماذا مواطني الشرق الأوسط بالذات من دون سواهم من خلق الله المنتشرين في كل أصقاع المعمورة ــ قالوا إن هؤلاء سيتمكنون من تحلية فنجان القهوة أو الشاي بسكر حلال.
وفي عصف مهين للذهن، قالت الشركة إن جميع أنواع السكر التي نبتت لحومنا ولحوم فقهائنا من بعضها، لم يكن منتجا حلالا، لاحتوائه على مساحيق ناتجة عن حرق عظام الحيوانات التي تستخدم في عمليات تكرير السكر وتبييضه وتلوينه.
والواقع أن الأغذية الحلال باتت لها منظومة تحكي وتتخيل وتقرر وتصرح تحت مسمى (الاتحاد العالمي للأغذية الحلال)، وآخر التقارير الصادرة عن هذه (الهيئة العالمية لسوق الحلال)، توقعاتها بأن يتعدى حجم سوق الأغذية الحلال هذا العام حاجز ٢,١ تريليون دولار، وهو عصف للذهن أشد وطئا وأكثر إيلاما.
كل ذلك قد يكون ممكنا.. فقد تنفك مصانع الهمبوجر عن استخدام لحوم القطط والكلاب والزواحف الصحراوية في صناعة قطع اللحم اللذيذة المقدمة لنا في قوالب جذابة، وقد تقبل مصانع اللحوم المبردة والمصنعة بتعيين مراقبين شرعيين لعمليات الذبح التي تجرى على الأغنام والمواشي المرباة على بقايا معاصر العنب في استراليا المعدة أصلا لجز الأصواف، وقد تنتج الهند سكرا تستخدم في عمليات تكريره وتبييضه وتلوينه مواد مسرطنة، ولكن ما لم أستطع تخيله هو أنه كيف سيدشن الملالي في طهران، انترنت حلالا (معصوما) من الاختراقات، وقد اخترقت منشآتهم النووية وأطلقت في برامجها جرثومة خبيثة قبل شهور مضت، كلفت دولة (العمائم السوداء) مئات الملايين من الدولارات؟
نعتقد أن على إيران أن تقدح قرائح مفكريها في ابتكار سبل تعتقها من كماشة المراقبة الدولية التي وضعت نفسها فيها، بعد أن ركبت موجة الغرور وظنت أنها ستكون يوما كيانا مهما في منظومة الدول الكبرى.
وقفة
نعتقد أن (كذبة) سوق الأغذية الحلال، والسكر الحلال، لا تعدو كونها أسلوبا تجاريا لتسويق سلع بعينها في أسواق متخمة بالتنافس، ولكن ما بال إيران تريد الترويج لسلعة لا تجيد حتى استخدامها!! إنه الغرور الذي يعمي الأبصار.