Wednesday, May 2, 2012

العالم كان هادئاً حتى اكتشف «كولومبوس» أمريكا

كان العالم جميلا، هادئاً، آمناً، ومستقراً وعال العال حتى مطلع ذلك اليوم المشؤوم والذي اكتشف فيه «كولومبوس» أمريكا.. كان يوما اسودا ما طلعت فيه الشمس، فمنذ ذاك اليوم والعالم كله تبدل به الحال، وأنقلب راسا على عقب، وهات ياعزيزي القارئ الورقة والقلم وأحسب معي جرائم امريكا ضد البشرية في العالم. احيانا اقرأ تصريحات الخارجية الامريكية والبيت الأبيض عن البحرين فأستغرب، ثم أندهش، واخيرا اتساءل: هل نحن دولة ذات سيادة؟ هل نحن دولة مستقلة؟ هل البحرين ولاية امريكية ونحن لا ندري؟ لماذا واشنطن لا تحترم نفسها قبل ما تحترم سيادة الدولة وعدم التدخل في شئونها الداخلية؟ والسؤال الجارح: هل امريكا نفسها تحترم حق التعبير في الولايات المتحدة الامريكية وحق التظاهر لمواطنيها؟ خليك معي للأخر «وأوع» تترك مقالي قبل ان تنتهي من قراءته، فأمريكا يا سادة والتى تطالبنا بأحترام حق التعبير، هي اول المتجاوزين والمنتهكين لحق المواطن الامريكي في التعبير، تريد ان تستدل على الدليل فأقرأ ما نشرته صحف العالم مؤخرا عن جريمة فصل الجندي الاميركي السارجنت غاري شتاين من قوات المارينز بسبب انتقاده للرئيس الاميركي باراك اوباما على فيسبوك.. «يا جماعة انتقده، يعني ما قال يسقط اوباما»!! طيب «وهل كيف» ارتكب جريمة النقد؟ بأن قام بوضع صورة الرئيس اوباما على صفحته الخاصة بالفيسبوك ضمن ملصقات الدعاية لعدد من الافلام من بينها فيلم «الاحمق»، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل أن المارينز حرم شتاين، والذي كان يعمل في قوات المارينز لمدة 10 سنوات، من اي مستحقات نقدية او غيرها من المستحقات.. «نصيحة للجندي شتاين، نصيحة لوجه الله: بادر فورا بالاتصال بـ المحفوظ علشان يدافع عنك ويرجعك للمارينز لا، بل ويضمن لك رواتبك ومستحقاتك كاملة وعليهم الترقية وأنت جالس ومربع في البيت»!! بذمتك، حين تقرأ مثل هذه الاخبار، ألا تصاب بالغم والقهر، هل تقول إن هذا هو العدل، كما أفتى بذلك الشيخ «أسحقووووه»، أم تلتزم الصمت؟ أم تنبرى فى الدعاء الى الله ان يزلزل الارض من تحت اقدام الظالمين؟ دعك ولنمضى بالمقال فى شرح الجرح!! ودعنا في امريكا والتى تطالبنا بأحترام حق التظاهر، فقد طلعت اول من تنتهك حق التظاهر، وذلك وفق البيان الصادر من «هيومن رايتس ووتش» مؤخرا والذي طالب فيه المسؤولين الأمريكيين على مستوى الدولة والمستوى المحلي أن يحترموا حقوق المتظاهرين في حرية التعبير وحرية التجمع، وأن يمنعوا استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة الامريكية ضد المتظاهرين الذين «احتلوا وول ستريت»!! مقارنة ومعلومة للأمريكان «ع الماشي»: بلغت عدد المسيرات غير المرخصة في البحرين ومنذ اليوم المشؤوم في 14 فبراير 2011 وحتى مطلع يوم نشر هذا المقال، 7760 مسيرة غير مرخصة، وانا بدوري اتحدى البيت الابيض ان يسمح بخروج ولو مسيرة واحدة غير مرخصة تجوب شوارع واشنطن. طبعا ذلك غيض من فيض، ولا اريد ان اقلب المواجع وأنبش الجروح، واذكركم كيف كانت تحترم حقوق الأنسان في سجن ابوغريب، ومعتقل غونتانامو، لكن أنصح المهتمين بمعرفة كيف تحترم امريكا حقوق الأنسان قراءة كتاب «داخل الأسلاك الشائكة» للجندي ألامريكي السابق «إريك سار» والذي عمل في معتقل غوانتانامو لفترة، وقد وصف النقاد هذا الكتاب على انه وصف لأبشع جرائم ترتكب ضد الأنسانية في تاريخ البشرية جميعا، والسؤال الأخير: اليس من المعيب أن تعيب على الناس وأنت كلك عيوب؟