Wednesday, May 2, 2012

ماذا لو تم اغتيال السفير

ثار حديث مؤخراً عن محاولة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في القاهرة أحمد قطان. أجهزة الأمن المصرية أفشلت المحاولة وألقت القبض على العناصر الثلاثة التي كانت ستستهدف أيضاً شخصيات مصرية عامة. الأمير سعود الفيصل - بحسب ما نقله مستشار السفارة السعودية سامي جمال الدين - حينما تم إبلاغه من قبل السفير السعودي بتلك المحاولة، وحرصاً منه على الأوضاع في مصر، طلب التكتم على الموضوع وأن يقتصر الإجراء على إخطار الجهات الأمنية لتشديد الحراسة. وبعد انتشار هذا الخبر، نفى مصدر رسمي صحته، وقال إن السفير منذ تسلمه مهامه لم يتعرض لمحاولة اغتيال.
لكن دعونا فقط نتخيل أن هذا السيناريو صحيح، وأنه قد نجح في مصر. ماذا سيحدث؟ يتم اغتيال السفير السعودي، ويؤدي ذلك إلى عاصفة من الغضب لدى القيادة والوسط السعوديين، وفي هذه الأثناء يتم اغتيال شخصيات عامة مصرية، فتكون أصابع الاتهام في الوسط المصري موجهة بشكل طبيعي إلى السعودية، فقط تخيلوا ما الذي يمكن أن يحدث؟ سوف يؤدي ذلك إلى أكبر أزمة في تاريخ البلدين، وإلى مشاعر عداء بين الشعبين الشقيقين، ومن المؤكد أنها ستنتهي إلى القطيعة، وإلى إجراءات متشددة من كل طرف إزاء الطرف الآخر.
هذا سيناريو شيطاني إلى أبعد الحدود، ويجدر بكل من مصر والسعودية الاستيعاب التام بأن هناك من يحلم بالوقيعة بينهما، ومن يرى أن مصلحته تكمن في دق إسفين العداء بين مصر والسعودية، وحينما نفتش عن المستفيد من هذا العداء فإن الصورة تتضح أكثر وأكثر، وأكبر دليل على ذلك هو الأزمة الأخيرة. الشعبين المصري والسعودي سارعا إلى تدارك أزمة استدعاء السفير السعودي وإغلاق السفارة والقنصليات عبر حملات عفوية في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أثمرت كثيراً، وهناك الكثير من العقلاء الذين خرجوا مؤخراً في الجانب المصري ليشددوا على أن ثمة وقيعة تحاك خيوطها بين السعودية ومصر، وأن مثل هذا الأمر يجب تجاوزه بسرعة.
مصادر دبلوماسية توقعت زيارة ينفذها المشير محمد طنطاوي للسعودية في القريب العاجل، بعد أن تنتهي زيارة وفد مصري رفيع للسعودية. ومن المتوقع أن تنتهي هذه الأزمة سريعاً وتعود المياه إلى مجاريها بسبب العلاقات التي أسميها «فطرية» وأكثر من استراتيجية بين البلدين. لكن يظل السؤال قائماً: ماذا عن المستقبل؟ وهل ستقبل القيادتان المصرية والسعودية بأن تتمكن أطراف متغلغلة في الداخل المصري بنشوب أزمات مماثلة؟ من المؤكد أن مصر تملك الكثير من المعلومات عن محاولات عدة لاختراق المنظومة الأمنية المصرية وضرب الاستقرار تماما كما هي المحاولات في الخليج. فماذا لو نجح مخطط واحد في الداخل المصري من بين عشرات المخططات في المنطقة.