Monday, July 11, 2011

جمعية الوفاق والأخطـــاء القاتلــة 15

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1943 الأربعاء 6 أبريل 2011

خطأ قاتلاً‮ ‬ارتكبتها جمعية الوفاق الوطني‮ ‬الإسلامية منذ تأسيسها وحتى اليوم،‮ ‬رغم أن الأخطاء أكثر من ذلك،‮ ‬ولكن هذه الأخطاء هي‮ ‬القاتلة‮. ‬ولذلك‮ ‬يقال في‮ ‬كثير من الأوقات بأن هناك سلسلة من الأخطاء تقودنا إلى وضع معين في‮ ‬النهاية،‮ ‬وهذا الوضع هو أنسب وصف لما قادتنا إليه الوفاق اليوم‮.‬ لنستعرض هذه الأخطاء القاتلة،‮ ‬ولنتعرف على ما أدت إليه‮: ‬ الخطأ الأول‮: ‬التحفظ على التعديلات الدستورية التي‮ ‬أجريت في‮ ‬‭,‬2002‮ ‬فلو لم تتحفظ الجمعية على هذه التعديلات لاستطاعت الدخول إلى البرلمان وتمرير مطالباتها السياسية‮. ‬ الخطأ الثاني‮: ‬مقاطعة الانتخابات التشريعية عام‮ ‬‭,‬2002‮ ‬وهذا الخطأ أدى إلى تقديم فرصة ذهبية لجمعيتي‮ ‬المنبر الإسلامي‮ ‬والأصالة للسيطرة على العمل البرلماني،‮ ‬واكتساب مزيد من الخبرة في‮ ‬هذا المجال‮.‬ الخطأ الثالث‮: ‬مقاطعة تيار الراحل الشيخ سليمان المدني‮ ‬بسبب خلافات حول المرجعية السياسية والدينية والموقف من الحكم‮. ‬وهذه المقاطعة أدت إلى خسارة الوفاق الكثير من الأنصار،‮ ‬وتقسيم الشارع الإسلامي‮ ‬الشيعي‮ ‬إلى قسمين‮. ‬ الخطأ الرابع‮: ‬رفض الشق الجعفري‮ ‬من قانون الأحكام الأسرية مما دفع العديد من المواطنين الشيعة إلى الاحتكام للمحاكم الشرعية السنية،‮ ‬وتوثيق زيجاتهم فيها‮. ‬ الخطأ الخامس‮: ‬وصف الشيخ عيسى قاسم كتلة الوفاق بـ‮ ''‬الكتلة الإيمانية‮''‬،‮ ‬مما أدى إلى خسارة الوفاق العديد من كوادرها بسبب حالة الانشقاقات،‮ ‬وكذلك الحال بالنسبة لبعض حلفائها بسبب رفضهم التحكم والتسيير من قبل رجل دين واحد‮.‬ الخطأ السادس‮: ‬مقاطعة الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي‮ ‬الثاني‮ ‬والجلسة الإجرائية،‮ ‬مما أدى إلى خسارتها لثلاثة مناصب أساسية في‮ ‬مجلس النواب،‮ ‬وهي‮: ‬رئيس المجلس،‮ ‬والنائب الأول والنائب الثاني‮. ‬كل ذلك رغم أنها كانت أكبر كتلة برلمانية‮.‬ الخطأ السابع‮: ‬تقديم استجوابين برلمانيين لوزير شؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة السابقين دون ثبوت أي‮ ‬إدانة سياسية،‮ ‬وهو ما أدى إلى فقدانها المصداقية أمام الجمهور،‮ ‬بالإضافة إلى أنها أثبتت عدم كفاءتها برلمانياً‮.‬ الخطأ الثامن‮: ‬تبني‮ ‬ملف التجنيس رغم أن شريحة واسعة من كوادرها من المواطنين الذين نالوا شرف الجنسية البحرينية حديثاً،‮ ‬وعدداً‮ ‬من نواب كتلتها البرلمانية والبلدية كذلك‮. ‬وهو ما أفقدها المصداقية في‮ ‬طرحها القضية،‮ ‬وأثبت أنها كانت تطالب بتجنيس الشيعة فقط،‮ ‬وترفض تجنيس السنة،‮ ‬بعيداً‮ ‬عن أية اعتبارات قانونية‮. ‬ الخطأ العاشر‮: ‬الإعلان عن المطالبة بتداول السلطة على مستوى رئاسة الوزراء في‮ ‬يناير‮ ‬‭,‬2010‮ ‬أي‮ ‬قبل نحو عام من اندلاع أحداث فبراير الماضي،‮ ‬وهو ما أدى إلى كشف توجهاتها المستقبلية بشكل صريح‮. ‬ الخطأ الحادي‮ ‬عشر‮: ‬تقديم استقالتها من مجلس النواب بشكل نهائي‮ ‬احتجاجاً‮ ‬على الأحداث التي‮ ‬صنعتها بيدها،‮ ‬مما أدى إلى خسارتها نفوذاً‮ ‬سياسياً‮ ‬كبيراً‮ ‬في‮ ‬الأزمة الأخيرة،‮ ‬ولو كان نوابها موجودين لاستطاعوا الحد من عمليات المحاسبة للمتورطين في‮ ‬الأزمة‮.‬ الخطأ الثاني‮ ‬عشر‮: ‬تبني‮ ‬مطلب إسقاط النظام الذي‮ ‬أطلقته الحركات الإرهابية المتطرفة،‮ ‬وهو ما أفقدها التأييد المحلي‮ ‬والدولي‮. ‬ الخطأ الثالث عشر‮: ‬رفض الحوار‮ ‬غير المشروط الذي‮ ‬أطلقه سمو ولي‮ ‬العهد،‮ ‬ووضع عدة شروط قبل البدء فيه‮. ‬مما أدى إلى موجة انتقادات محلية ودولية إزاء رفض مبادرة الحوار الرسمية،‮ ‬ومحاولة تعقيدها من قبل الوفاق‮.‬ الخطأ الرابع عشر‮: ‬إعلانها في‮ ‬اجتماع خاص الاستعانة بالقوات الإيرانية،‮ ‬وهو ما أدى إلى أن تكون جمعية سياسية منبوذة بسبب استقوائها بالخارج،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأنها اعتبرت قوات درع الجزيرة قوات محتلة وغازية وينبغي‮ ‬رحيلها‮. ‬ الخطأ الخامس عشر‮: ‬المطالبة بضمانة كويتية للوساطة بين الوفاق والجمعيات الست التابعة لها،‮ ‬رغم أنها ترفض التدخل الأجنبي‮ ‬في‮ ‬الشؤون الداخلية‮. ‬ باختصار تلك هي‮ ‬الأخطاء الخمسة عشر القاتلة بالنسبة للوفاق،‮ ‬وهي‮ ‬أخطاء قادتها إلى الوضع المزري‮ ‬الذي‮ ‬هي‮ ‬عليه اليوم،‮ ‬وللوضع المأساوي‮ ‬لكوادرها الذين انساقوا وراءها للمطالبة بإسقاط النظام دون أن‮ ‬يفكروا جيداً‮ ‬في‮ ‬مختلف السيناريوهات،‮ ‬والسيناريو الأهم وهو فقدان السيطرة على الأوضاع بسبب الأنشطة الإرهابية التي‮ ‬قام بها المخربون بعد أن كانت الأوضاع في‮ ‬صالحها