Monday, July 11, 2011

هل خدعنا الميثاق‮ ‬يا جمعيات

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1942 الثلاثاء 5 أبريل 2011

الجمعيات السياسية السبع‮ (‬الوفاق والجمعيات الست التابعة لها‮) ‬تكرر حالياً‮ ‬بأن مواقفها مازالت متمسكة بالملكية الدستورية ومرجعيتها ميثاق العمل الوطني،‮ ‬وهنا نتساءل هل خدعنا الميثاق،‮ ‬أم خدعنا أنفسنا به حتى ظهر لنا نظام سياسي‮ ‬في‮ ‬البحرين لا‮ ‬يعد ملكية دستورية؟ سؤال قد‮ ‬يكون‮ ‬غريباً‮ ‬بعض الشيء،‮ ‬ولكن ما هي‮ ‬الملكية الدستورية التي‮ ‬تطالب بها هذه الجمعيات؟‮ ‬ طبعاً‮ ‬الإجابة‮ ‬غير معروفة،‮ ‬لأن الجمعيات تعتمد على فكرة‮ (‬الملكية الدستورية‮) ‬دون أن تقدم لها أي‮ ‬تفسير،‮ ‬أو توضيح لهذا المصطلح حتى انخدع من انخدع،‮ ‬باختصار الملكية الدستورية التي‮ ‬تطالب بها الجمعيات السياسية خاضعة لأهواء وأمزجة قيادات الجمعيات السياسية السبع التي‮ ‬تحدد لجماهيرها وتخدعهم بها دون أن تقدم لها تفصيلاً‮ ‬وشرحاً‮ ‬وافياً‮ ‬بطبيعة هذه الملكية الدستورية‮. ‬ ميثاق العمل الوطني‮ ‬أقر النظام الملكي‮ ‬الدستوري‮ ‬بما‮ ‬يتوافق مع رؤية البحرين وليس مع رؤية المملكة المتحدة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬من حقنا أن نؤسس لملكيتنا الدستورية بالرؤية التي‮ ‬يتوافق عليها الحاكم والمحكوم،‮ ‬ولذلك أصبح نظامنا ملكياً‮ ‬دستورياً‮ ‬بالتوافق بين حمد بن عيسى وشعبه قبل عشر سنوات‮. ‬ من المهم جداً‮ ‬هنا أن نوضح اللعبة التي‮ ‬تمارسها الجمعيات السياسية السبع بفكرة الملكية الدستورية،‮ ‬فتحليل بسيط لبيانات هذه الجمعيات وتصريحات كوادرها منذ‮ ‬يناير‮ ‬2010‮ ‬وهو التاريخ الذي‮ ‬طرحت فيه الوفاق لأول مرة بشكل علني‮ ‬ورسمي‮ ‬مطالبتها بتداول للسلطة على مستوى رئاسة الوزراء،‮ ‬سنجد أن هناك لعبة‮ ‬يتم ممارستها على أرض الواقع‮. ‬ فعندما تقوم الوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها بالسيطرة على الأمور،‮ ‬ويصبح لها نفوذ سياسي‮ ‬إعلامي‮ ‬قوي‮ ‬كما هو الحال في‮ ‬أوقات الأزمات‮ ‬يتم المطالبة بالملكية الدستورية بأنها تعني‮ ‬إسقاط النظام السياسي،‮ ‬ومعنى إسقاط النظام بالنسبة لها هو إلغاء الحكم الخليفي‮ ‬بشكل واضح‮. ‬وأبرز مثال على هذه الحالة هو ما حدث في‮ ‬الأزمة الحالية،‮ ‬فعندما ظنت الوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها أن أمور الحكم انفطرت بسيطرتها على دوار مجلس التعاون ومجمع السلمانية الطبي‮ ‬وأجزاء واسعة من شارع الملك فيصل بالمرفأ المالي‮ ‬والمنطقة الدبلوماسية والمناطق المجاورة لها،‮ ‬كانت المطالبة بالملكية الدستورية تعني‮ ‬إلغاء الحكم الملكي‮ ‬لأسرة آل خليفة الكريمة‮. ‬ البعد الآخر في‮ ‬هذه اللعبة،‮ ‬هو حالة الاستقرار،‮ ‬وتزايد نفوذ الدولة مقابل تراجع نفوذ جمعية الوفاق والجمعيات الست التابعة لها سياسياً‮ ‬وميدانياً‮ ‬وإعلامياً،‮ ‬هنا تتحول المطالبة بالملكية الدستورية إلى حالة من المطالبات القائمة على مجموعة من الحقوق والإصلاحات السياسية كما هو الحال بالنسبة للحديث عن حكومة منتخبة،‮ ‬وتعديل الدوائر الانتخابية،‮ ‬وإطلاق مزيد من الحريات للمواطنين،‮ ‬وضمان حقوق الإنسان‮. ‬ وفق هذا التحليل فإننا اليوم أمام حالة الاستقرار،‮ ‬أي‮ ‬تراجع نفوذ جمعية الوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن بيانات الوفاق والجمعيات التابعة لها الآن تقوم على المطالبة بالملكية الدستورية التي‮ ‬تعني‮ ‬حكومة منتخبة ومزيد من الإصلاحات السياسية‮. ‬ الحالة جداً‮ ‬متناقضة للوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها،‮ ‬والتناقض الأكبر‮ ‬يتمثل في‮ ‬مطالبة الجمعيات بأن‮ ‬يكون ميثاق العمل الوطني‮ ‬المرجعية السياسية للملكية الدستورية التي‮ ‬تطالب بها،‮ ‬وما نعرفه أن الجمعيات طالبت بتشكيل مجلس تأسيسي‮ ‬جديد‮ ‬يضع دستوراً‮ ‬جديداً‮ ‬للدولة،‮ ‬ولكن ميثاق العمل الوطني‮ ‬لم‮ ‬ينص على إقامة مجلس تأسيسي‮ ‬جديد كما تطالب به الجمعيات السياسية اليوم‮!‬