يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1936 الأربعاء 30 مارس 2011
صحيفة الوطن - العدد 1936 الأربعاء 30 مارس 2011
تمت إقالتنا من وظائفنا.. أصبحنا عاطلين عن العمل.. تم خصم رواتبنا.. أصبحنا عاجزين عن الوفاء باحتياجاتنا اليومية.. سحبت بعثات أبنائنا وبناتنا.. فضاع مستقبلهم الدراسي.. مواطنون يتم اعتقالهم على نقاط التفتيش ويتم تعذيبهم أمام الناس.. وبعدها لا ندري مصيرهم.. بالمقابل يتم الدفاع عنهم بالقول: هؤلاء مواطنون ليس لهم ذنب سوى أنهم طالبوا بحقوقهم! هذه الجمل القصيرة تمثل مختصراً لحالة الكثيرين ممن تورطوا في هدم الدولة البحرينية عندما رفعوا شعار ''الشعب يريد إسقاط النظام''، ودافعوا عمن طالب بإقامة جمهورية البحرين الإسلامية، ودافعوا عمن طالب بملكية دستورية تقوم على نظام مدني، ودافعوا عمن طالب بطرد الطائفة السنية، ودافعوا عمن طالب بطرد الأسرة المالكة الكريمة. الحديث الآن يجري حول ''الظلم، والاضطهاد، والتصفية، والانتقام''، لنفهم جيداً مثل هذه المصطلحات الرامية لخداع الرأي العام الداخلي والخارجي، فهل ما يحدث بالفعل يتوافق مع هذه المصطلحات الخادعة؟ بالطبع نعم، فهناك عملية ترويج خبيثة تتم حالياً بأن هناك ظلم يقع على طائفة بسبب مطالباتها السياسية. لذا فمن الانتباه له، والوعي بخطورته. ما يجري حالياً هو تطبيق لحكم العدالة والقانون لا أكثر، ولا يمكن تسمية الاعتقالات والمداهمات والعقوبات الوظيفية التي تتم لمن تورط في مؤامرة الدوار بأنها ظلم، لأنها تطبيق للعدالة، فمن أساء لنفسه ولطائفته ووطنه وقيادته وشعبه لابد من محاسبته، ولابد من معاقبته لينال جزاءه على ما فرّط في حق الجميع. من مشاكلنا في هذه الأحداث، وجود كثيرين ممن يطالبون بالتهاون والتحاور والسماح والمغفرة، ولكننا نقول إن هذه المطالب تم الاستجابة لها على مدى أكثر من 10 سنوات، ولكن لا أعتقد أنها باتت مقبولة شعبياً أو حتى لدى الحكومة والقيادة. يعيش بيننا من أساء للوطن وللمواطنين وللمقيمين وللقيادة، وهؤلاء مارسوا الإرهاب أمام مرأى ومسمع العالم أجمع رغم كل الأكاذيب التي قاموا بتلفيقها، وحان وقت الجدية لأن تكون الديمقراطية البحرينية الوليدة ديمقراطية القانون، فمن أساء يجب أن ينال جزاءه، وإن كنا جميعاً نعرف ما قد يترتب على تطبيق القانون في مثل هذه الظروف. إذا كنا نتحدث عن العقاب والانتقام، فإن الفرق بينهما واضح، لأن العقاب يقوم على العدالة، أما الانتقام فلا يقوم على العدالة، وإنما يقوم على التجاوز والتمرد، تجاوز الأخلاق، وتجاوز الثوابت. لنتحدث عن النتائج، فالعقاب القائم على العدالة يؤدي إلى الإنصاف، أما الانتقام القائم على التجاوز يؤدي إلى الإرهاب والخراب. وما عشناه طوال الأسابيع الماضية كان انتقاماً بكل المقاييس، لأنه انتقام من الدولة التي احتضنت الجميع، وانتقام من القيادة التي رعت الجميع وأعطتهم حقوقهم وسعت للمساواة والخير للجميع، وانتقام من المواطنين الآخرين الذين عاملو مختلف الطوائف بكل احترام وتقدير دون تمييز أو تفرقة، وانتقام من المقيمين العرب والأجانب لأنهم عاشوا بيننا ضيوفاً وساهموا في بناء الدولة معنا. نتمنى أن نعرف جيداً الفرق بين العدالة والانتقام، فمازال هناك من يحاول الترويج لحالة الانتقام التي بدأها قبل سنوات بشكل وردي وناعم