Monday, July 11, 2011

هل معاقبة خونة ‮ ‬الوطن تعد انتقاماً

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1936 الأربعاء 30 مارس 2011

تمت إقالتنا من وظائفنا‮.. ‬أصبحنا عاطلين عن العمل‮.. ‬تم خصم رواتبنا‮.. ‬أصبحنا عاجزين عن الوفاء باحتياجاتنا اليومية‮.. ‬سحبت بعثات أبنائنا وبناتنا‮.. ‬فضاع مستقبلهم الدراسي‮.. ‬مواطنون‮ ‬يتم اعتقالهم على نقاط التفتيش ويتم تعذيبهم أمام الناس‮.. ‬وبعدها لا ندري‮ ‬مصيرهم‮.. ‬بالمقابل‮ ‬يتم الدفاع عنهم بالقول‮: ‬هؤلاء مواطنون ليس لهم ذنب سوى أنهم طالبوا بحقوقهم‮!‬ هذه الجمل القصيرة تمثل مختصراً‮ ‬لحالة الكثيرين ممن تورطوا في‮ ‬هدم الدولة البحرينية عندما رفعوا شعار‮ ''‬الشعب‮ ‬يريد إسقاط النظام‮''‬،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بإقامة جمهورية البحرين الإسلامية،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بملكية دستورية تقوم على نظام مدني،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بطرد الطائفة السنية،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بطرد الأسرة المالكة الكريمة‮. ‬ الحديث الآن‮ ‬يجري‮ ‬حول‮ ''‬الظلم،‮ ‬والاضطهاد،‮ ‬والتصفية،‮ ‬والانتقام‮''‬،‮ ‬لنفهم جيداً‮ ‬مثل هذه المصطلحات الرامية لخداع الرأي‮ ‬العام الداخلي‮ ‬والخارجي،‮ ‬فهل ما‮ ‬يحدث بالفعل‮ ‬يتوافق مع هذه المصطلحات الخادعة؟ بالطبع نعم،‮ ‬فهناك عملية ترويج خبيثة تتم حالياً‮ ‬بأن هناك ظلم‮ ‬يقع على طائفة بسبب مطالباتها السياسية‮. ‬لذا فمن الانتباه له،‮ ‬والوعي‮ ‬بخطورته‮. ‬ ما‮ ‬يجري‮ ‬حالياً‮ ‬هو تطبيق لحكم العدالة والقانون لا أكثر،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن تسمية الاعتقالات والمداهمات والعقوبات الوظيفية التي‮ ‬تتم لمن تورط في‮ ‬مؤامرة الدوار بأنها ظلم،‮ ‬لأنها تطبيق للعدالة،‮ ‬فمن أساء لنفسه ولطائفته ووطنه وقيادته وشعبه لابد من محاسبته،‮ ‬ولابد من معاقبته لينال جزاءه على ما فرّط في‮ ‬حق الجميع‮. ‬ من مشاكلنا في‮ ‬هذه الأحداث،‮ ‬وجود كثيرين ممن‮ ‬يطالبون بالتهاون والتحاور والسماح والمغفرة،‮ ‬ولكننا نقول إن هذه المطالب تم الاستجابة لها على مدى أكثر من‮ ‬10‮ ‬سنوات،‮ ‬ولكن لا أعتقد أنها باتت مقبولة شعبياً‮ ‬أو حتى لدى الحكومة والقيادة‮. ‬ يعيش بيننا من أساء للوطن وللمواطنين وللمقيمين وللقيادة،‮ ‬وهؤلاء مارسوا الإرهاب أمام مرأى ومسمع العالم أجمع رغم كل الأكاذيب التي‮ ‬قاموا بتلفيقها،‮ ‬وحان وقت الجدية لأن تكون الديمقراطية البحرينية الوليدة ديمقراطية القانون،‮ ‬فمن أساء‮ ‬يجب أن‮ ‬ينال جزاءه،‮ ‬وإن كنا جميعاً‮ ‬نعرف ما قد‮ ‬يترتب على تطبيق القانون في‮ ‬مثل هذه الظروف‮. ‬ إذا كنا نتحدث عن العقاب والانتقام،‮ ‬فإن الفرق بينهما واضح،‮ ‬لأن العقاب‮ ‬يقوم على العدالة،‮ ‬أما الانتقام فلا‮ ‬يقوم على العدالة،‮ ‬وإنما‮ ‬يقوم على التجاوز والتمرد،‮ ‬تجاوز الأخلاق،‮ ‬وتجاوز الثوابت‮. ‬لنتحدث عن النتائج،‮ ‬فالعقاب القائم على العدالة‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى الإنصاف،‮ ‬أما الانتقام القائم على التجاوز‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى الإرهاب والخراب‮. ‬ وما عشناه طوال الأسابيع الماضية كان انتقاماً‮ ‬بكل المقاييس،‮ ‬لأنه انتقام من الدولة التي‮ ‬احتضنت الجميع،‮ ‬وانتقام من القيادة التي‮ ‬رعت الجميع وأعطتهم حقوقهم وسعت للمساواة والخير للجميع،‮ ‬وانتقام من المواطنين الآخرين الذين عاملو مختلف الطوائف بكل احترام وتقدير دون تمييز أو تفرقة،‮ ‬وانتقام من المقيمين العرب والأجانب لأنهم عاشوا بيننا ضيوفاً‮ ‬وساهموا في‮ ‬بناء الدولة معنا‮. ‬ نتمنى أن نعرف جيداً‮ ‬الفرق بين العدالة والانتقام،‮ ‬فمازال هناك من‮ ‬يحاول الترويج لحالة الانتقام التي‮ ‬بدأها قبل سنوات بشكل وردي‮ ‬وناعم