Monday, July 11, 2011

من‮ ‬يعبث بالبحرين

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1890 السبت 12 فبراير 2011

اعتدنا كثيراً‮ ‬على تدخلات عدد من دول الجوار في‮ ‬الشأن البحريني‮ ‬المحلي،‮ ‬كان منها إيران مثلاً،‮ ‬وأعتقد أن مثل هذه التدخلات وضعنا لها حلولاً‮ ‬وأوقفناها عند حدها،‮ ‬ولكن كيف نتعامل مع القوى السياسية الداخلية التي‮ ‬تعبث بمصالح وأمن واستقرار الدولة البحرينية بحجة المطالب الشرعية‮! ‬وبحجة مساعيها نحو مزيد من الحرية‮! ‬وبحجة مساعيها لتداول السلطة‮!‬ الآن هناك تحشيد من الوفاق وغيرها من القوى السياسية المتحالفة معها للعبث بأمن واستقرار الدولة من أجل السعي‮ ‬لتحقيق أجندات سياسية قديمة ومعروفة تحت شعار المطالبة بحقوق المواطن البحريني،‮ ‬وسعياً‮ ‬لإيجاد بدائل لمؤسسات دولتنا التي‮ ‬توافقنا عليها منذ الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني،‮ ‬وإجراء التعديلات الدستورية‮. ‬ بالطبع لدينا الكثير من التحديات والهموم المعيشية،‮ ‬ولكن لا أعتقد أن الخيار المطروح وفاقياً‮ ‬على الأقل سيكون هو الخيار الأمثل لإنهاء حالة المعاناة التي‮ ‬يعانيها المواطن،‮ ‬فلدينا آليات ولدينا قنوات بات الحاجة لاستخدامها وتفعيلها ضرورة ملحة. ‬ ولكن ذلك لا‮ ‬يعني‮ ‬تماماً‮ ‬عدم الانتباه إلى التحدي‮ ‬الكبير الذي‮ ‬تمر فيه المنطقة هذه الأيام،‮ ‬فإذا كنا اليوم نتحدث عن حاجة المواطن لمسكن لائق،‮ ‬وعن حاجة المواطن لزيادة في‮ ‬الراتب تقدر بنحو‮ ‬200‮ ‬دينار،‮ ‬وإذا كنا أيضاً‮ ‬نتحدث عن حاجة المواطن لخدمة صحية متطورة،‮ ‬وإذا كنا نتحدث عن حاجتنا لراتب تقاعدي‮ ‬لا‮ ‬يقل عن‮ ‬400‮ ‬دينار،‮ ‬وإذا كنا نتحدث عن حاجة أبنائنا لبعثات دراسية في‮ ‬جامعات مرموقة في‮ ‬الخارج لبناء مستقبلهم،‮ ‬وإذا كنا نتحدث عن حاجتنا لوظائف جديدة للمئات من المواطنين الذين لم‮ ‬يجدوا بعد وظائف لائقة لهم‮...‬ فإن كل هذه المطالب المشروعة بالتأكيد ستذهب هباءً‮ ‬وستزول أدراج الرياح إذا كنا ننتظر ما تسعى الوفاق للقيام به قريباً‮ ‬كردة فعل وفي‮ ‬سياق نظرية الدومينو التي‮ ‬جاءت إلينا من المغرب العربي‮ ‬ووصل إلى الساحل الغربي‮ ‬للبحر الأحمر في‮ ‬مصر تحديداً‮. ‬ عندما‮ ‬يظهر لنا من‮ ‬يحاول إثارة الفتنة،‮ ‬ويطالب بخروج جماعي‮ ‬عن الإجماع الوطني‮ ‬بحجج واهية،‮ ‬فإننا قد لا نفكر فيما بعد هذه الفتنة،‮ ‬وسنفكر في‮ ‬النتائج الأولية لهذه الفتنة التي‮ ‬ستدخلنا في‮ ‬سكرة مؤقتة تنتهي‮ ‬متى ما أدركنا ما فعلنا وما صنعنا بأيدينا من تدمير لهذا الوطن ومكتسباته،‮ ‬عندها لن تنفع مطالبات حقوق لأننا سنبحث عن الأمن وعن لقمة العيش لا أكثر