يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1890 السبت 12 فبراير 2011
صحيفة الوطن - العدد 1890 السبت 12 فبراير 2011
اعتدنا كثيراً على تدخلات عدد من دول الجوار في الشأن البحريني المحلي، كان منها إيران مثلاً، وأعتقد أن مثل هذه التدخلات وضعنا لها حلولاً وأوقفناها عند حدها، ولكن كيف نتعامل مع القوى السياسية الداخلية التي تعبث بمصالح وأمن واستقرار الدولة البحرينية بحجة المطالب الشرعية! وبحجة مساعيها نحو مزيد من الحرية! وبحجة مساعيها لتداول السلطة! الآن هناك تحشيد من الوفاق وغيرها من القوى السياسية المتحالفة معها للعبث بأمن واستقرار الدولة من أجل السعي لتحقيق أجندات سياسية قديمة ومعروفة تحت شعار المطالبة بحقوق المواطن البحريني، وسعياً لإيجاد بدائل لمؤسسات دولتنا التي توافقنا عليها منذ الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني، وإجراء التعديلات الدستورية. بالطبع لدينا الكثير من التحديات والهموم المعيشية، ولكن لا أعتقد أن الخيار المطروح وفاقياً على الأقل سيكون هو الخيار الأمثل لإنهاء حالة المعاناة التي يعانيها المواطن، فلدينا آليات ولدينا قنوات بات الحاجة لاستخدامها وتفعيلها ضرورة ملحة. ولكن ذلك لا يعني تماماً عدم الانتباه إلى التحدي الكبير الذي تمر فيه المنطقة هذه الأيام، فإذا كنا اليوم نتحدث عن حاجة المواطن لمسكن لائق، وعن حاجة المواطن لزيادة في الراتب تقدر بنحو 200 دينار، وإذا كنا أيضاً نتحدث عن حاجة المواطن لخدمة صحية متطورة، وإذا كنا نتحدث عن حاجتنا لراتب تقاعدي لا يقل عن 400 دينار، وإذا كنا نتحدث عن حاجة أبنائنا لبعثات دراسية في جامعات مرموقة في الخارج لبناء مستقبلهم، وإذا كنا نتحدث عن حاجتنا لوظائف جديدة للمئات من المواطنين الذين لم يجدوا بعد وظائف لائقة لهم... فإن كل هذه المطالب المشروعة بالتأكيد ستذهب هباءً وستزول أدراج الرياح إذا كنا ننتظر ما تسعى الوفاق للقيام به قريباً كردة فعل وفي سياق نظرية الدومينو التي جاءت إلينا من المغرب العربي ووصل إلى الساحل الغربي للبحر الأحمر في مصر تحديداً. عندما يظهر لنا من يحاول إثارة الفتنة، ويطالب بخروج جماعي عن الإجماع الوطني بحجج واهية، فإننا قد لا نفكر فيما بعد هذه الفتنة، وسنفكر في النتائج الأولية لهذه الفتنة التي ستدخلنا في سكرة مؤقتة تنتهي متى ما أدركنا ما فعلنا وما صنعنا بأيدينا من تدمير لهذا الوطن ومكتسباته، عندها لن تنفع مطالبات حقوق لأننا سنبحث عن الأمن وعن لقمة العيش لا أكثر