Monday, July 11, 2011

الحكومة بين المتشددين

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1907 الثلاثاء 1 مارس 2011

كيف سيكون شكل البحرين في‮ ‬14‮ ‬فبراير ‮ ‬2012؟‮ ‬ لا أعرف إجابة لهذا السؤال،‮ ‬ولكن هناك إجابات كثيرة مطروحة في‮ ‬الساحة،‮ ‬والبعض أصبح‮ ‬يغني‮ ‬عليها،‮ ‬وآخرون بدأوا في‮ ‬رسم ملامح المرحلة المقبلة بطرح قوائم لتشكيلات حكومية مقترحة في‮ ‬بحرين المستقبل‮ ‬يرأسها معارضون متشددون‮. ‬ اللافت أننا لم نسمع مقترحاً‮ ‬من الوفاق أو حتى وعد أو تجمع الوحدة الوطنية‮ ‬يسير في‮ ‬هذا الاتجاه،‮ ‬لأسباب نعرفها جيداً،‮ ‬وهو الاختلافات السائدة بين القوى السياسية الراهنة،‮ ‬ويمكن تفصيل هذه الاختلافات في‮ ‬الآتي‮:‬ ‮

- ‬تجمع الوحدة الوطنية‮: ‬يطالب بالحفاظ على شرعية النظام السياسي‮ ‬الحالي،‮ ‬ويطالب بمزيد من الإصلاحات السياسية،‮ ‬وبإشراك كافة مكونات الشعب والقوى السياسية في‮ ‬رسم خريطة الإصلاح المقبلة‮. ‬ ‮

- ‬حركة حق‮: ‬تطالب بإسقاط النظام السياسي،‮ ‬وترفض الحوار الوطني‮.‬ ‮

- ‬تيار الوفاء‮: ‬يطالب بإسقاط النظام السياسي،‮ ‬ويرفض الحوار الوطني‮.‬ ‮

- ‬التجمع السباعي‮ ‬الذي‮ ‬يضم سبع جمعيات سياسية‮: ‬لا‮ ‬يطالب بإسقاط النظام السياسي،‮ ‬ولكنه مع إصلاحه بشكل فوري‮ ‬ومبرمج زمنياً،‮ ‬ومن المقرر أن‮ ‬يشارك في‮ ‬الحوار الوطني‮.‬ 

أما إذا كنا نتحدث عن الشباب المتواجد منذ أيام ليست بالقليلة في‮ ‬الدوار،‮ ‬فهم تمثيل لتركيبة معقدة من التيارات السياسية المنظمة وغير المنظمة التي‮ ‬احتشدت في‮ ‬هذه الرقعة الجغرافية المحدودة،‮ ‬لعرض مطالبها وآرائها السياسية فضلاً‮ ‬عن استغلالها ميدانياً‮ ‬لإقامة بعض الاحتفالات والفعاليات الجماهيرية‮. ‬ 

هذه باختصار الخريطة السياسية بالنسبة للقوى والتيارات الفاعلة حالياً،‮ ‬وغيرها فإنها تقوم بأدوار هامشية لإثبات وجود‮ -‬وهو حقها بكل تأكيد‮- ‬والاستفادة من أية مكتسبات‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتم التوافق عليها في‮ ‬بحرين المستقبل‮. ‬ بهذا المشهد الواضح داخلياً،‮ ‬والغامض خارجياً،‮ ‬يمكن التعرف على الأطراف التي‮ ‬يمكن أن تلعب دوراً‮ ‬أكثر عقلانية في‮ ‬الحراك السياسي‮ ‬الراهن،‮ ‬ومسار عمل كل طرف،‮ ‬فمن سيتجه نحو مزيد من التشدد معروف،‮ ‬ومن‮ ‬يقبل بالحوار أيضاً‮ ‬معروف‮. ‬ ولكن من المهم هنا الانتباه إلى جملة الاختلافات في‮ ‬الرأي‮ ‬والخلاف حول القيادة،‮ ‬فالمعطيات خلال الفترة الماضية كشفت لنا الأطراف التي‮ ‬تسعى إلى قيادة الشارع،‮ ‬أو قيادة الدوار إن صح التعبير،‮ ‬وإذا كنا نتحدث قبل فترة عن طرفين أساسيين هما الشيخ عيسى قاسم من طرف وحسن مشيمع من طرف آخر،‮ ‬فإننا اليوم أمام ثلاثة أطراف تتطلع نحو قيادة الشارع،‮ ‬وهي‮ ‬الشيخ عيسى قاسم وحسن مشيمع وعبدالوهاب حسين،‮ ‬فهل‮ ‬يمثل هؤلاء كافة أبناء البحرين؟ لا أعتقد ذلك،‮ ‬وإن كانوا‮ ‬يمثلون شرائح من شعب البحرين‮. ‬ واتصالاً‮ ‬بذلك فإن الحديث المعلن اليوم هو أن هناك اتجاهاً‮ ‬لإحداث توافق بين كافة القوى السياسية البحرينية،‮ ‬والتأكيد على أن مطالب هذه القوى تمثل مطالب البحرينيين،‮ ‬ولكنني‮ ‬لا أعتقد أن مثل هذه المطالب‮ ‬يمكن أن تمثل كافة أبناء الشعب،‮ ‬إذ لا توجد لدينا آلية لإقرار هذه المطالب،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأن المواطنين لم‮ ‬يفوضوا الجمعيات السياسية والقوى السياسية المختلفة الحديث عنهم بالنيابة،‮ ‬ويمكن معرفة هذا الرأي‮ ‬بسؤال معظم المواطنين؟‮ ‬ ؟ كلمات من الدوار‮..‬ ‮''‬شباب ميدان التحرير قاوموا بكل الطرق الحوار والمفاوضات‮.. ‬وقولوا‮: ‬من‮ ‬يحاور لا‮ ‬يمثلنا بل‮ ‬يمثل نفسه‮''