يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1907 الثلاثاء 1 مارس 2011
صحيفة الوطن - العدد 1907 الثلاثاء 1 مارس 2011
كيف سيكون شكل البحرين في 14 فبراير 2012؟ لا أعرف إجابة لهذا السؤال، ولكن هناك إجابات كثيرة مطروحة في الساحة، والبعض أصبح يغني عليها، وآخرون بدأوا في رسم ملامح المرحلة المقبلة بطرح قوائم لتشكيلات حكومية مقترحة في بحرين المستقبل يرأسها معارضون متشددون. اللافت أننا لم نسمع مقترحاً من الوفاق أو حتى وعد أو تجمع الوحدة الوطنية يسير في هذا الاتجاه، لأسباب نعرفها جيداً، وهو الاختلافات السائدة بين القوى السياسية الراهنة، ويمكن تفصيل هذه الاختلافات في الآتي:
- تجمع الوحدة الوطنية: يطالب بالحفاظ على شرعية النظام السياسي الحالي، ويطالب بمزيد من الإصلاحات السياسية، وبإشراك كافة مكونات الشعب والقوى السياسية في رسم خريطة الإصلاح المقبلة.
- حركة حق: تطالب بإسقاط النظام السياسي، وترفض الحوار الوطني.
- تيار الوفاء: يطالب بإسقاط النظام السياسي، ويرفض الحوار الوطني.
- التجمع السباعي الذي يضم سبع جمعيات سياسية: لا يطالب بإسقاط النظام السياسي، ولكنه مع إصلاحه بشكل فوري ومبرمج زمنياً، ومن المقرر أن يشارك في الحوار الوطني.
أما إذا كنا نتحدث عن الشباب المتواجد منذ أيام ليست بالقليلة في الدوار، فهم تمثيل لتركيبة معقدة من التيارات السياسية المنظمة وغير المنظمة التي احتشدت في هذه الرقعة الجغرافية المحدودة، لعرض مطالبها وآرائها السياسية فضلاً عن استغلالها ميدانياً لإقامة بعض الاحتفالات والفعاليات الجماهيرية.
هذه باختصار الخريطة السياسية بالنسبة للقوى والتيارات الفاعلة حالياً، وغيرها فإنها تقوم بأدوار هامشية لإثبات وجود -وهو حقها بكل تأكيد- والاستفادة من أية مكتسبات يمكن أن يتم التوافق عليها في بحرين المستقبل. بهذا المشهد الواضح داخلياً، والغامض خارجياً، يمكن التعرف على الأطراف التي يمكن أن تلعب دوراً أكثر عقلانية في الحراك السياسي الراهن، ومسار عمل كل طرف، فمن سيتجه نحو مزيد من التشدد معروف، ومن يقبل بالحوار أيضاً معروف. ولكن من المهم هنا الانتباه إلى جملة الاختلافات في الرأي والخلاف حول القيادة، فالمعطيات خلال الفترة الماضية كشفت لنا الأطراف التي تسعى إلى قيادة الشارع، أو قيادة الدوار إن صح التعبير، وإذا كنا نتحدث قبل فترة عن طرفين أساسيين هما الشيخ عيسى قاسم من طرف وحسن مشيمع من طرف آخر، فإننا اليوم أمام ثلاثة أطراف تتطلع نحو قيادة الشارع، وهي الشيخ عيسى قاسم وحسن مشيمع وعبدالوهاب حسين، فهل يمثل هؤلاء كافة أبناء البحرين؟ لا أعتقد ذلك، وإن كانوا يمثلون شرائح من شعب البحرين. واتصالاً بذلك فإن الحديث المعلن اليوم هو أن هناك اتجاهاً لإحداث توافق بين كافة القوى السياسية البحرينية، والتأكيد على أن مطالب هذه القوى تمثل مطالب البحرينيين، ولكنني لا أعتقد أن مثل هذه المطالب يمكن أن تمثل كافة أبناء الشعب، إذ لا توجد لدينا آلية لإقرار هذه المطالب، خصوصاً وأن المواطنين لم يفوضوا الجمعيات السياسية والقوى السياسية المختلفة الحديث عنهم بالنيابة، ويمكن معرفة هذا الرأي بسؤال معظم المواطنين؟ ؟ كلمات من الدوار.. ''شباب ميدان التحرير قاوموا بكل الطرق الحوار والمفاوضات.. وقولوا: من يحاور لا يمثلنا بل يمثل نفسه''