Monday, July 11, 2011

الوفاق وأمل‮.. »‬شحوال‮«

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1953 السبت 16 أبريل 2011

   لن نتحدث عن الجرائم العديدة التي‮ ‬ارتكبتها مجموعة من الجمعيات السياسية في‮ ‬البحرين،‮ ‬ولكننا سنتحدث عن جمعيتين فقط أجرمتا كثيراً‮ ‬في‮ ‬حق القيادة الشرعية للمملكة ولشعب البحرين ولأرض البحرين‮. ‬ جمعية الوفاق الوطني‮ ‬الإسلامية،‮ ‬وجمعية العمل الإسلامي‮ (‬أمل‮) ‬منذ أن تأسستا كانت نعراتهما الطائفية مذهبياً‮ ‬واضحة في‮ ‬حراكهما السياسي،‮ ‬بل إن تأسيس هاتين الجمعيتين تم على أسس طائفية،‮ ‬وهو ما‮ ‬يخالف قانون الجمعيات السياسية الذي‮ ‬يشترط ألا تمثل هذه الجمعيات مذاهب أو طوائف أو حتى أديان‮. ‬ لن نحاسب عما فعلته هاتان الجمعيتان منذ التأسيس،‮ ‬ولماذا لم‮ ‬يتم تطبيق القانون عليهما منذ تلك الفترة؟ فسماحة القيادة وحرصها على تطوير التجربة السياسية بمشاركة الجميع كان هو الأساس في‮ ‬تلك المرحلة،‮ ‬ولكن عواقب هذه المرحلة قادتنا إلى مرحلة شديدة التطرف،‮ ‬مرحلة وصلنا فيها إلى شكل من أشكال الصراع الطائفي‮ ‬المسلح عندما رفع من رفع أسلحته وواجه الطائفة الأخرى باسم‮ ''‬الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان‮''‬،‮ ‬وبأسلوب وصف بـ‮ ''‬السلمية‮''!‬ حراكنا السياسي‮ ‬خلال الفترة الماضية فقد مصداقيته بعد أن قادت هذه الجمعيات‮ -‬مع‮ ‬غيرها طبعاً‮- ‬موجة تاريخية لإسقاط النظام الملكي‮ ‬تحت حكم الأسرة الخليفية المالكة‮. ‬ومن هنا فإننا بحاجة إلى مرحلة سياسية جديدة،‮ ‬مرحلة‮ ‬يتم فيها تطبيق القانون على من‮ ‬يخالف،‮ ‬وتتم محاسبته دون تردد،‮ ‬بمعنى إذا حاول الاستفادة من حقه الدستوري‮ ‬في‮ ‬تنظيم مسيرة أو اعتصام ولكنه خالف القانون المنظم لمثل هذه الأنشطة فإن من حق الدولة أن تعاقبه فوراً،‮ ‬فكما هو من حق المواطن أن‮ ‬يعامل بعدالة ومساواة،‮ ‬فإن من حق الدولة أن تعامل بعدالة ومساواة أيضاً‮.‬ لو تخيّلنا نظامنا السياسي‮ ‬من دون الوفاق أو حتى جمعية‮ (‬أمل‮)‬،‮ ‬كيف سيكون الوضع؟‮ ‬ شخصياً‮ ‬أتوقع سيكون أفضل بكثير،‮ ‬فرغم وجود جمعيات كثيرة تمثل التيارات الإسلامية المختلفة،‮ ‬ولكنها لم تقد البحرين إلى حالة من الصراع الطائفي‮ ‬كالتي‮ ‬قادتنا إليها الوفاق وأمل‮. ‬كما أنها لم تقدنا كذلك إلى درجة المطالبة بإسقاط النظام السياسي‮!‬ والأخطر طبعاً،‮ ‬هو أنه لا توجد جمعيات سياسية في‮ ‬البحرين تقاد من تحت قبة المآتم والمساجد سوى هاتين الجمعيتين بارتباطهما الوثيق بالمؤسسة الدينية الشيعية من الخارج سواءً‮ ‬كانت في‮ ‬إيران أو العراق أو حتى لبنان‮. ‬وهذه الحقيقة تعكس لنا حجم الارتباط بنظرية ولاية الفقيه التي‮ ‬دعا لها أنصار عيسى قاسم وعلي‮ ‬سلمان‮. ‬ وزارة العدل برفعها دعوى قضائية ضد الجمعيتين،‮ ‬أكدت مدى جدية الدولة والحكومة على مزيد من الممارسة والالتزام المسؤول بحكم القانون وهو ما نتمنى أن‮ ‬يكون مبدءاً‮ ‬في‮ ‬الممارسة خلال الفترة المقبلة،‮ ‬لا أن‮ ‬يكون شعاراً‮ ‬رناناً‮ ‬كما كان في‮ ‬السابق‮. ‬ وإذا كان هذا هو المشهد اليوم فإننا نتوقع أن تشرع فئات من الوفاق وحتى‮ (‬أمل‮) ‬في‮ ‬تدارس تشكيل جمعيات سياسية جديدة إذا ثبتت الإدانة وصدر القرار القضائي‮ ‬بحل الجمعيتين‮. ‬وطلب تشكيل جمعيات سياسية جديدة حق أصيل لكل مواطن،‮ ‬ولكننا لن نصمت تماماً‮ ‬إذا ظهرت جمعيات سياسية من جديد تطالب بتأسيس نظام ولاية الفقيه في‮ ‬المنامة