هل وصلنا إلى مرحلة نتحدث فيها عن دستور مختلف وجديد يختلف عن دستورنا الذي تعاقدنا عليه منذ العام , 1973ثم قمنا بالتعديل عليه عام 2002؟ نعلم أننا قد توافقنا على دستورنا، رغم أن هناك من اختلف عليه، وندرك تماماً أن البعض لديه طموحاً مشروعة، ومن يتطلع إلى تعديل الدستور، وهي بالتأكيد حقوق مشروعة لكل مواطن على هذه الأرض، ولكن أن نتحدث عن أن الدستور غير مقبول، وأن الدستور غير شرعي، وأن النظام السياسي يفتقد للشرعية الدستورية والسياسية والشعبية، فإنها سلسلة من الخرافات التي يحاول البعض ترويجها هذه الأيام. فجأة ومن دون سابق إنذار، وبعد صمت طويل، وقبول طوعي بالعملية السياسية، وإنهاء حالة المقاطعة السياسية التي كان يتبناها البعض، ظهر علينا عدد من نواب الوفاق وأصبحوا يروجون مجدداً بأن الدستور غير شرعي ومتناقض، ولا يوجد تفويض شعبي لتعديل الدستور، وهناك من يقف ضد الدستور.. إلخ من الادعاءات التي اعتادها شعب البحرين، لماذا كل هذا الآن؟ ما نعرفه أن نحو 35 نائباً يمثلون جمعية الوفاق خلال الفترة من 2006 وحتى الآن، أقسموا على دستور مملكة البحرين عندما فازوا في الانتخابات التشريعية التي وصفوها بالنزيهة والحرة، فما الذي يدفع نواب الوفاق إلى إثارة هذه المسألة بعد أن قبلوا بالدستور ومكتسباته التي جاءت بناءً على الإجماع الشعبي على ميثاق العمل الوطني؟ أعتقد أن ما تشهده كل من تونس أولاً، ثم مصر ثانياً، داعب مشاعر الوفاقيين، ودفعهم إلى إثارة هذه المسألة مجدداً. وسواء كانت الأحداث الإقليمية داعبت مشاعر كوادر الوفاق أم لم تداعبهم، فإنه يحق لنا التساؤل؛ هل قَسَمُ 35 نائباً وفاقياً خلال الفصل التشريعي الثاني والثالث على دستور مملكة البحرين يعتبر قسماً باطلاً؟ وهل كذبوا علينا عندما أقسموا على الدستور؟ لا أعرف حقيقة الإجابة على ذلك، وأعتقد أن الإجابة لدى الوفاق، لأنه من الصعب تفسير ذلك، بمعنى القسم ثم الحنث به، وأتساءل أكثر؛ هل تعد هذه الخطوة شكلاً من أشكال التقية السياسية المستوحاة من التقية الدينية؟ أعتقد أن الوقت حان تماماً لإنهاء مسألة شرعية الدستور، وعلاقة الدستور بالميثاق، خصوصاً وأننا مررنا بفترة زمنية طويلة نسبياً، ولا أعتقد أننا بحاجة لإثارة ملفات الماضي، في ظل وضع إقليمي ودولي دقيق وحساس حفاظاً على مكتسباتنا، وحفاظاً على الدولة البحرينية.
يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1889 الجمعة 11 فبراير 2011
صحيفة الوطن - العدد 1889 الجمعة 11 فبراير 2011