Monday, July 11, 2011

هل كذب علينا‮ ‬35‮ ‬نائباً

هل وصلنا إلى مرحلة نتحدث فيها عن دستور مختلف وجديد‮ ‬يختلف عن دستورنا الذي‮ ‬تعاقدنا عليه منذ العام ‮ ‬‭,‬ 1973‬ثم قمنا بالتعديل عليه عام ‮ ‬2002؟‮ ‬ نعلم أننا قد توافقنا على دستورنا،‮ ‬رغم أن هناك من اختلف عليه،‮ ‬وندرك تماماً‮ ‬أن البعض لديه طموحاً‮ ‬مشروعة،‮ ‬ومن‮ ‬يتطلع إلى تعديل الدستور،‮ ‬وهي‮ ‬بالتأكيد حقوق مشروعة لكل مواطن على هذه الأرض،‮ ‬ولكن أن نتحدث عن أن الدستور‮ ‬غير مقبول،‮ ‬وأن الدستور‮ ‬غير شرعي،‮ ‬وأن النظام السياسي‮ ‬يفتقد للشرعية الدستورية والسياسية والشعبية،‮ ‬فإنها سلسلة من الخرافات التي‮ ‬يحاول البعض ترويجها هذه الأيام‮. ‬ فجأة ومن دون سابق إنذار،‮ ‬وبعد صمت طويل،‮ ‬وقبول طوعي‮ ‬بالعملية السياسية،‮ ‬وإنهاء حالة المقاطعة السياسية التي‮ ‬كان‮ ‬يتبناها البعض،‮ ‬ظهر علينا عدد من نواب الوفاق وأصبحوا‮ ‬يروجون مجدداً‮ ‬بأن الدستور‮ ‬غير شرعي‮ ‬ومتناقض،‮ ‬ولا‮ ‬يوجد تفويض شعبي‮ ‬لتعديل الدستور،‮ ‬وهناك من‮ ‬يقف ضد الدستور‮.. ‬إلخ من الادعاءات التي‮ ‬اعتادها شعب البحرين،‮ ‬لماذا كل هذا الآن؟ ما نعرفه أن نحو‮ ‬35‮ ‬نائباً‮ ‬يمثلون جمعية الوفاق خلال الفترة من‮ ‬2006‮ ‬وحتى الآن،‮ ‬أقسموا على دستور مملكة البحرين عندما فازوا في‮ ‬الانتخابات التشريعية التي‮ ‬وصفوها بالنزيهة والحرة،‮ ‬فما الذي‮ ‬يدفع نواب الوفاق إلى إثارة هذه المسألة بعد أن قبلوا بالدستور ومكتسباته التي‮ ‬جاءت بناءً‮ ‬على الإجماع الشعبي‮ ‬على ميثاق العمل الوطني؟ أعتقد أن ما تشهده كل من تونس أولاً،‮ ‬ثم مصر ثانياً،‮ ‬داعب مشاعر الوفاقيين،‮ ‬ودفعهم إلى إثارة هذه المسألة مجدداً‮. ‬وسواء كانت الأحداث الإقليمية داعبت مشاعر كوادر الوفاق أم لم تداعبهم،‮ ‬فإنه‮ ‬يحق لنا التساؤل؛ هل قَسَمُ‮ ‬35‮ ‬نائباً‮ ‬وفاقياً‮ ‬خلال الفصل التشريعي‮ ‬الثاني‮ ‬والثالث على دستور مملكة البحرين‮ ‬يعتبر قسماً‮ ‬باطلاً؟ وهل كذبوا علينا عندما أقسموا على الدستور؟‮ ‬ لا أعرف حقيقة الإجابة على ذلك،‮ ‬وأعتقد أن الإجابة لدى الوفاق،‮ ‬لأنه من الصعب تفسير ذلك،‮ ‬بمعنى القسم ثم الحنث به،‮ ‬وأتساءل أكثر؛ هل تعد هذه الخطوة شكلاً‮ ‬من أشكال التقية السياسية المستوحاة من التقية الدينية؟‮ ‬ أعتقد أن الوقت حان تماماً‮ ‬لإنهاء مسألة شرعية الدستور،‮ ‬وعلاقة الدستور بالميثاق،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأننا مررنا بفترة زمنية طويلة نسبياً،‮ ‬ولا أعتقد أننا بحاجة لإثارة ملفات الماضي،‮ ‬في‮ ‬ظل وضع إقليمي‮ ‬ودولي‮ ‬دقيق وحساس حفاظاً‮ ‬على مكتسباتنا،‮ ‬وحفاظاً‮ ‬على الدولة البحرينية‮.‬

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1889 الجمعة 11 فبراير 2011