Monday, July 11, 2011

تخيّل‮ .. ‬البحرين‮ بنكهة ولاية الفقيه‮

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1945 الجمعة 8 أبريل 2011

من أهم فوائد الأزمة الراهنة أننا جميعاً‮ ‬أدركنا مدى خطورة التيار المناصر لولاية الفقيه في‮ ‬البحرين،‮ ‬فولاية الفقيه ليست مذهباً‮ ‬دينياً،‮ ‬وإنما منهجاً‮ ‬سياسياً‮ ‬أسس في‮ ‬إيران،‮ ‬وتم الترويج له على مدى أكثر من‮ ‬30‮ ‬عاماً‮ ‬بأنه جزء أصيل من المذهب الشيعي‮ ‬حتى بات من‮ ‬ينتقد نظرية ولاية الفقيه باعتبارها نظرية بحتة في‮ ‬الأساس خارج الملة،‮ ‬وخارج الدين،‮ ‬ويوصف بما‮ ‬يوصف من أوصاف شنيعة لأنه‮.. ‬لماذا؟ لسبب بسيط أنه واجهة هيمنة المؤسسة الدينية التي‮ ‬تقوم على نظرية ولاية الفقيه،‮ ‬فهذه النظرية رغم تعقيدها وربطها بمنطلقات دينية،‮ ‬أصبحت تتحكم بالبشر بشكل من الصعوبة بمكان فهمه،‮ ‬إذ لا‮ ‬يمكن تصديق الولاية المطلقة لعالم الدين لأنها ولاية لها حدودها وضوابطها الشرعية،‮ ‬وليست حدود وضوابط سياسية كما هو معمول به الآن‮. ‬لا أعتقد‮ ‬يوماً‮ ‬أن أنصار نظرية ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين حاولوا أن‮ ‬يفسّروا هذه النظرية بشكل أكثر عقلانية،‮ ‬ولكن التفسيرات التي‮ ‬كانت تتم الهدف منها بالدرجة الأولى هو مزيد من التبرير لمنطقية وشرعية هذه النظرية المستوردة من إيران‮. ‬وإذا كانت هناك محاولات نادرة لمقاومة أنصار ولاية الفقيه الذين‮ ‬يقودهم الشيخ عيسى قاسم،‮ ‬فإنها محاولات باءت بالفشل للقوة التي‮ ‬تتمتع بها المؤسسة الدينية ممثلة في‮ ‬المجلس العلمائي،‮ ‬والممارسات التي‮ ‬كانت تقوم بها إزاء كل من‮ ‬يحاول التشكيك في‮ ‬شرعيتها،‮ ‬أو‮ ‬يحاول الإساءة إليها،‮ ‬أو‮ ‬يحاول انتقادها،‮ ‬أو الخروج عن الخط الذي‮ ‬كانت تسعى لبنائه في‮ ‬البحرين‮. ‬ولذلك كانت المحاولات قليلة جداً‮ ‬بسبب حالة الخوف الشديدة التي‮ ‬أصابت الشارع الشيعي‮ ‬إزاء هذه الممارسات،‮ ‬رغم وجود الكثيرين الذين‮ ‬يتحفظون على هذه النظرية السياسية‮. ‬ومن مصادر القوة التي‮ ‬ساهمت في‮ ‬نشر هذا الخوف هو الشبكات التي‮ ‬أسسها الشيخ عيسى قاسم منذ السبعينات وأصبحت تقوم بأدوار موازية للأدوار التي‮ ‬تقوم بها مؤسسات الدولة الرسمية‮. ‬وبالتالي‮ ‬كان من السهل عبر هذه الشبكات تسقيط أي‮ ‬شخصية أو جماعة أو حتى من‮ ‬يفكر في‮ ‬الحديث بأمر مخالف حول نظرية ولاية الفقيه‮. ‬فعلى سبيل المثال‮ ‬يكفي‮ ‬أن من حاول الحديث منتقداً‮ ‬النظرية خلال السنوات الثلاث الماضية واجه انتقادات لاذعة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني‮ ‬حتى اضطر الالتزام بالصمت‮. ‬ من العوامل التي‮ ‬ساعدت أيضاً‮ ‬على تقوية أنصار تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين حجم البعثات الدراسية الدينية التي‮ ‬كانت تقدمها إيران بالتنسيق مع المجلس العلمائي‮ ‬وعدد من الحوزات المحلية،‮ ‬وذلك بهدف إعداد كادر جديد من رجال الدين مؤمنين بنظرية ولاية الفقيه وأنها جزء أصيل من المذهب الشيعي‮. ‬وهؤلاء هم الذين قادوا حركة تعبئة الجماهير وقدموا لهم الوعود بقرب قيام الدولة الشيعية في‮ ‬البحرين سواءً‮ ‬كانت تحت مسمى‮ (‬جمهورية البحرين الإسلامية‮) ‬التي‮ ‬أطلقها حسن مشيمع،‮ ‬أو‮ (‬الدولة المدنية‮) ‬التي‮ ‬نادى بها علي‮ ‬سلمان‮. ‬ وللحديث بقية حول الكيفية التي‮ ‬ستؤول إليها البحرين لو حكمتها نظرية ولاية الفقيه