يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1945 الجمعة 8 أبريل 2011
صحيفة الوطن - العدد 1945 الجمعة 8 أبريل 2011
من أهم فوائد الأزمة الراهنة أننا جميعاً أدركنا مدى خطورة التيار المناصر لولاية الفقيه في البحرين، فولاية الفقيه ليست مذهباً دينياً، وإنما منهجاً سياسياً أسس في إيران، وتم الترويج له على مدى أكثر من 30 عاماً بأنه جزء أصيل من المذهب الشيعي حتى بات من ينتقد نظرية ولاية الفقيه باعتبارها نظرية بحتة في الأساس خارج الملة، وخارج الدين، ويوصف بما يوصف من أوصاف شنيعة لأنه.. لماذا؟ لسبب بسيط أنه واجهة هيمنة المؤسسة الدينية التي تقوم على نظرية ولاية الفقيه، فهذه النظرية رغم تعقيدها وربطها بمنطلقات دينية، أصبحت تتحكم بالبشر بشكل من الصعوبة بمكان فهمه، إذ لا يمكن تصديق الولاية المطلقة لعالم الدين لأنها ولاية لها حدودها وضوابطها الشرعية، وليست حدود وضوابط سياسية كما هو معمول به الآن. لا أعتقد يوماً أن أنصار نظرية ولاية الفقيه في البحرين حاولوا أن يفسّروا هذه النظرية بشكل أكثر عقلانية، ولكن التفسيرات التي كانت تتم الهدف منها بالدرجة الأولى هو مزيد من التبرير لمنطقية وشرعية هذه النظرية المستوردة من إيران. وإذا كانت هناك محاولات نادرة لمقاومة أنصار ولاية الفقيه الذين يقودهم الشيخ عيسى قاسم، فإنها محاولات باءت بالفشل للقوة التي تتمتع بها المؤسسة الدينية ممثلة في المجلس العلمائي، والممارسات التي كانت تقوم بها إزاء كل من يحاول التشكيك في شرعيتها، أو يحاول الإساءة إليها، أو يحاول انتقادها، أو الخروج عن الخط الذي كانت تسعى لبنائه في البحرين. ولذلك كانت المحاولات قليلة جداً بسبب حالة الخوف الشديدة التي أصابت الشارع الشيعي إزاء هذه الممارسات، رغم وجود الكثيرين الذين يتحفظون على هذه النظرية السياسية. ومن مصادر القوة التي ساهمت في نشر هذا الخوف هو الشبكات التي أسسها الشيخ عيسى قاسم منذ السبعينات وأصبحت تقوم بأدوار موازية للأدوار التي تقوم بها مؤسسات الدولة الرسمية. وبالتالي كان من السهل عبر هذه الشبكات تسقيط أي شخصية أو جماعة أو حتى من يفكر في الحديث بأمر مخالف حول نظرية ولاية الفقيه. فعلى سبيل المثال يكفي أن من حاول الحديث منتقداً النظرية خلال السنوات الثلاث الماضية واجه انتقادات لاذعة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني حتى اضطر الالتزام بالصمت. من العوامل التي ساعدت أيضاً على تقوية أنصار تيار ولاية الفقيه في البحرين حجم البعثات الدراسية الدينية التي كانت تقدمها إيران بالتنسيق مع المجلس العلمائي وعدد من الحوزات المحلية، وذلك بهدف إعداد كادر جديد من رجال الدين مؤمنين بنظرية ولاية الفقيه وأنها جزء أصيل من المذهب الشيعي. وهؤلاء هم الذين قادوا حركة تعبئة الجماهير وقدموا لهم الوعود بقرب قيام الدولة الشيعية في البحرين سواءً كانت تحت مسمى (جمهورية البحرين الإسلامية) التي أطلقها حسن مشيمع، أو (الدولة المدنية) التي نادى بها علي سلمان. وللحديث بقية حول الكيفية التي ستؤول إليها البحرين لو حكمتها نظرية ولاية الفقيه