يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1929 الأربعاء 23 مارس 2011
صحيفة الوطن - العدد 1929 الأربعاء 23 مارس 2011
هل نتذكر ما حدث في البرلمان خلال أبريل 2009 ؟ لا أعتقد ذلك تماماً، فللأسف عقلياتنا البريئة في أوقات كثيرة لا تتذكر مثل هذه الدسائس والمؤامرات وإن غلفت بغطاء وردي وناعم اسمه حقوق الإنسان والاتجاهات الدولية في الحريات! في أبريل ,2009 وخلال الفصل التشريعي الثاني تقدمت كتلة الوفاق برئاسة علي سلمان آنذاك اقتراحاً بقانون لتعديل عقوبات الجرائم الماسة بأمن الدولة الخارجي في قانون العقوبات البحريني، وخلاصة هذه التعديلات حذف عقوبة الإعدام من جرائم أمن الدولة، واستبدالها بالسجن من غير تحديد المدة الزمنية تجاه 31 فعلاً خطيراً لا يمكن السكوت عنها.. هكذا ببساطة! لن نتحدث في القانون، ولكن سأعطي مثالاً على تعديلات الوفاق المقترحة آنذاك حتى نستوعب حجم مؤامرة 2011 التي نعاني منها اليوم بتفاصيلها الخائنة. الوفاق حينها اقترحت تعديل المادة (113) وهي المادة التي تعاقب كل من رفع السلاح على مملكة البحرين وعقوبتها الإعدام طبعاً، ولكن الوفاق اقترحت تعديلها لتكون بالسجن.. هكذا ببساطة! ولكننا نجد اليوم الكثير من الأسلحة التي عثرت لدى الخارجين عن القانون والإرهابيين الذين عبثوا بأمننا خلال الفترة الماضية. هل كان ذلك إجراء لضمان حقوق المتورطين في دولة الدوار البائدة في حالة فشلهم بحيث لا يتم معاقبتهم بالإعدام، ولكن يحاسبون بالحبس؟ أيضاً الوفاق اقترحت تعديل المادة (114) وهي التي تعاقب كل من تدخل لمصلحة العدو في تدبير لزعزعة إخلاص القوات المسلحة أو إضعاف روحها أو روح الشعب المعنوية أو قوة المقاومة عنده. وعقوبتها طبعاً الإعدام، ولكن الوفاق اقترحت أن تكون العقوبة هي السجن.. هكذا ببساطة! فماذا يمكن أن نسمي حركة الورود الشريرة التي أعطيت لرجال الأمن وأفراد قوة الدفاع هل لرفع روحهم المعنوية؟ أو للاحتفال معهم بالفلنتاين مثلاً؟ فجميع ما قام به الخارجون عن القانون والإرهابيون في دولة الدوار كان هدفه الرئيس هو إضعاف الروح المعنوية للشعب، ويكفينا معرفة الأنشطة السياسية التي تمت عندما توجه هؤلاء إلى الديوان الملكي بالرفاع، أو حتى القصر الملكي في الصافرية. الوفاق حينها بررت عبر نائبها السابق جلال فيروز أن مقترحها هدفه بالنص: ''الحفاظ على الوحدة والتضامن بين الدولة وشعبها هو من أهم المقومات التي تبني حضارات متميزة، لتصل الدول إلى ذروة رقيها بترسيخ الشعور بالانتماء لدى شعوبها والثقة في التشريعات القائمة''. وأضاف فيروز: ''لما كانت الوحدة الوطنية والتضامن بين الدولة وشعبها من أهم الأهداف التي تصبو مملكة البحرين للحفاظ عليها فقد جاء في ميثاق العمل الوطني في الفصل الأول المتعلق بالمقومات الأساسية للمجتمع على أن ''المساواة وسيادة القانون والحرية والأمن والطمأنينة والعلم والتضامن الاجتماعي وتكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة''. فأي حرية وأمن وطمأنينة وتضامن اجتماعي وتكافؤ الفرص نتحدث هنا، نحن نتحدث عن مصير وطن، وعن مصير دولة، هل بصلاحياتنا التشريعية يمكننا أن نعبث بالأمن، ونقول بعد ذلك أن هذا المقترح يخدم الوحدة الوطنية لنسمح بميليشيات وبإرهابيين يعبثون بأمننا ليلاً ونهاراً، وعندما نرغب في معاقبتهم وتطبيق حكم القانون نقول إنهم مذنبين وينبغي حبسهم! طبعاً هذا المقترح الخائن وغير الوطني تم سحبه من قبل الوفاق بعد معارضة شديد من قبل الجمعيات السياسية، ومن قبل أعضاء السلطة التشريعية وكذلك الشعب. ولكننا نتساءل أخيراً: هل كانت الوفاق تبحث عن الأمن والحنان بمقترحها، وهل كانت تسعى للتمهيد لتأسيس دولة الدوار بعد عامين من تقديم مقترحها؟ سؤال نتركه للقراء!