Monday, July 11, 2011

هل عرفتم لماذا حاولت الوفاق حماية نفسها

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1929 الأربعاء 23 مارس 2011

هل نتذكر ما حدث في‮ ‬البرلمان خلال أبريل ‮ ‬ 2009 ؟‮  ‬ لا أعتقد ذلك تماماً،‮ ‬فللأسف عقلياتنا البريئة في‮ ‬أوقات كثيرة لا تتذكر مثل هذه الدسائس والمؤامرات وإن‮ ‬غلفت بغطاء وردي‮ ‬وناعم اسمه حقوق الإنسان والاتجاهات الدولية في‮ ‬الحريات‮!‬ في‮ ‬أبريل‮ ‬‭,‬2009‮ ‬وخلال الفصل التشريعي‮ ‬الثاني‮ ‬تقدمت كتلة الوفاق برئاسة علي‮ ‬سلمان آنذاك اقتراحاً‮ ‬بقانون لتعديل عقوبات الجرائم الماسة بأمن الدولة الخارجي‮ ‬في‮ ‬قانون العقوبات البحريني،‮ ‬وخلاصة هذه التعديلات حذف عقوبة الإعدام من جرائم أمن الدولة،‮ ‬واستبدالها بالسجن من‮ ‬غير تحديد المدة الزمنية تجاه‮ ‬31‮ ‬فعلاً‮ ‬خطيراً‮ ‬لا‮ ‬يمكن السكوت عنها‮.. ‬هكذا ببساطة‮!‬ لن نتحدث في‮ ‬القانون،‮ ‬ولكن سأعطي‮ ‬مثالاً‮ ‬على تعديلات الوفاق المقترحة آنذاك حتى نستوعب حجم مؤامرة‮ ‬2011‮ ‬التي‮ ‬نعاني‮ ‬منها اليوم بتفاصيلها الخائنة‮. ‬الوفاق حينها اقترحت تعديل المادة‮ (‬113‮) ‬وهي‮ ‬المادة التي‮ ‬تعاقب كل من رفع السلاح على مملكة البحرين وعقوبتها الإعدام طبعاً،‮ ‬ولكن الوفاق اقترحت تعديلها لتكون بالسجن‮.. ‬هكذا ببساطة‮!‬ ولكننا نجد اليوم الكثير من الأسلحة التي‮ ‬عثرت لدى الخارجين عن القانون والإرهابيين الذين عبثوا بأمننا خلال الفترة الماضية‮. ‬هل كان ذلك إجراء لضمان حقوق المتورطين في‮ ‬دولة الدوار البائدة في‮ ‬حالة فشلهم بحيث لا‮ ‬يتم معاقبتهم بالإعدام،‮ ‬ولكن‮ ‬يحاسبون بالحبس؟‮ ‬أيضاً‮ ‬الوفاق اقترحت تعديل المادة‮ (‬114‮) ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تعاقب كل من تدخل لمصلحة العدو في‮ ‬تدبير لزعزعة إخلاص القوات المسلحة أو إضعاف روحها أو روح الشعب المعنوية أو قوة المقاومة عنده‮. ‬وعقوبتها طبعاً‮ ‬الإعدام،‮ ‬ولكن الوفاق اقترحت أن تكون العقوبة هي‮ ‬السجن‮.. ‬هكذا ببساطة‮!‬ فماذا‮ ‬يمكن أن نسمي‮ ‬حركة الورود الشريرة التي‮ ‬أعطيت لرجال الأمن وأفراد قوة الدفاع هل لرفع روحهم المعنوية؟ أو للاحتفال معهم بالفلنتاين مثلاً؟ فجميع ما قام به الخارجون عن القانون والإرهابيون في‮ ‬دولة الدوار كان هدفه الرئيس هو إضعاف الروح المعنوية للشعب،‮ ‬ويكفينا معرفة الأنشطة السياسية التي‮ ‬تمت عندما توجه هؤلاء إلى الديوان الملكي‮ ‬بالرفاع،‮ ‬أو حتى القصر الملكي‮ ‬في‮ ‬الصافرية‮. ‬ الوفاق حينها بررت عبر نائبها السابق جلال فيروز أن مقترحها هدفه بالنص‮: ''‬الحفاظ على الوحدة والتضامن بين الدولة وشعبها هو من أهم المقومات التي‮ ‬تبني‮ ‬حضارات متميزة،‮ ‬لتصل الدول إلى ذروة رقيها بترسيخ الشعور بالانتماء لدى شعوبها والثقة في‮ ‬التشريعات القائمة‮''.‬ وأضاف فيروز‮: ''‬لما كانت الوحدة الوطنية والتضامن بين الدولة وشعبها من أهم الأهداف التي‮ ‬تصبو مملكة البحرين للحفاظ عليها فقد جاء في‮ ‬ميثاق العمل الوطني‮ ‬في‮ ‬الفصل الأول المتعلق بالمقومات الأساسية للمجتمع على أن‮ ''‬المساواة وسيادة القانون والحرية والأمن والطمأنينة والعلم والتضامن الاجتماعي‮ ‬وتكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة‮''.‬ فأي‮ ‬حرية وأمن وطمأنينة وتضامن اجتماعي‮ ‬وتكافؤ الفرص نتحدث هنا،‮ ‬نحن نتحدث عن مصير وطن،‮ ‬وعن مصير دولة،‮ ‬هل بصلاحياتنا التشريعية‮ ‬يمكننا أن نعبث بالأمن،‮ ‬ونقول بعد ذلك أن هذا المقترح‮ ‬يخدم الوحدة الوطنية لنسمح بميليشيات وبإرهابيين‮ ‬يعبثون بأمننا ليلاً‮ ‬ونهاراً،‮ ‬وعندما نرغب في‮ ‬معاقبتهم وتطبيق حكم القانون نقول إنهم مذنبين وينبغي‮ ‬حبسهم‮!‬ طبعاً‮ ‬هذا المقترح الخائن وغير الوطني‮ ‬تم سحبه من قبل الوفاق بعد معارضة شديد من قبل الجمعيات السياسية،‮ ‬ومن قبل أعضاء السلطة التشريعية وكذلك الشعب‮. ‬ولكننا نتساءل أخيراً‮: ‬هل كانت الوفاق تبحث عن الأمن والحنان بمقترحها،‮ ‬وهل كانت تسعى للتمهيد لتأسيس دولة الدوار بعد عامين من تقديم مقترحها؟‮ ‬ سؤال نتركه للقراء‮!‬