Monday, July 11, 2011

جيش المهدي‮.. ‬ومجلس انتقالي‮ ‬خطوات إيرانية مقبلة في‮ ‬البحرين

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1947 الأحد 10 أبريل 2011

  الهدوء المريب الذي‮ ‬خيّم على الأجواء المحلية خلال الأيام الماضية‮ ‬يستحق المتابعة والاهتمام،‮ ‬خصوصاً‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق بالخطوات الإيرانية المقبلة في‮ ‬البحرين‮. ‬فطهران لم تكتف بعدم التدخل في‮ ‬الشؤون الداخلية للبحرين،‮ ‬رغم تصريحات وزير الخارجية الإيراني‮ ‬علي‮ ‬أكبر صالحي‮ ‬أمس النافية لتدخل إيران في‮ ‬شؤون البحرين،‮ ‬ولكن الأفعال التي‮ ‬يقوم بها المسؤولون الإيرانيون كفيلة بمعرفة حجم هذا التدخل والتناقض الذي‮ ‬يمارسه وزير الخارجية‮. ‬ بداية فإن نفي‮ ‬الوزير الإيراني‮ ‬لهذا التدخل‮ ‬يقابله في‮ ‬نفس التصريح انتقاد لاذع لما أسماه بـ‮ ''‬التدخل العسكري‮ ‬السعودي‮ ‬في‮ ‬هذا البلد‮''.‬ فكيف‮ ‬ينفي‮ ‬هذا التدخل وفي‮ ‬نفس الوقت‮ ‬ينتقد مشاركة قوات درع الجزيرة في‮ ‬إرساء الأمن والاستقرار في‮ ‬المنامة بطلب من الحكومة البحرينية وبتوافق خليجي‮ ‬مشترك وفقاً‮ ‬لمعاهدات الدفاع والأمن الخليجي‮ ‬المشترك‮. ‬لنقرأ تصريح وزير الخارجية الإيراني‮ ‬الصادر أمس‮: ''‬إن الذريعة التي‮ ‬اعتمدتها السعودية في‮ ‬دخولها العسكري‮ ‬إلى البحرين هي‮ ‬أنه جاء بطلب من البحرين وذلك تحت عنوان قوات درع الجزيرة في‮ ‬حين أن هذا التدخل مبرراً‮ ‬عندما‮ ‬يكون ذلك البلد معرض لهجوم عسكري‮ ‬أجنبي‮''. ‬مؤكداً‮ ‬أن الشعب البحريني‮ ‬له مطالب خاصة‮ ‬يجب احترامها ويعتبر هذا التدخل‮ »‬عدواناً‮«. ‬ هنا كيف‮ ‬يتحدث الوزير الإيراني‮ ‬باسم شعب البحرين ويقول إن له‮ ''‬مطالب خاصة‮ ‬يجب احترامها‮''‬،‮ ‬ويعتبر هذا التدخل عدواناً؟ نبدأ الآن بالحديث عن التصعيدات الأخطر،‮ ‬والخطوات التي‮ ‬تعكس التدخل الإيراني‮ ‬في‮ ‬شؤون البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬خلال الفترة المقبلة‮. ‬ ومثل هذه الخطوات‮ ‬يتم نشرها بشكل مباشر وعلني‮ ‬وصريح في‮ ‬وكالة أهل البيت للأنباء وهي‮ ‬الوكالة الإخبارية التابعة للمجمع العالمي‮ ‬لأهل البيت،‮ ‬وكما تحدثت سابقاً‮ ‬فإن الشيخ عيسى قاسم‮ ‬يعد العضو البحريني‮ ‬في‮ ‬هذا المجمع لأنه‮ ‬يمثل أعلى سلطة دينية شيعية في‮ ‬العالم،‮ ‬وبالتالي‮ ‬الأخبار التي‮ ‬يتم بثها عبر هذه الوكالة تمثل بشكل أو بآخر وجهات نظر هذا المجمع ومواقفه السياسية‮.‬ يوم الخميس الماضي‮ ‬بثت الوكالة تقريراً‮ ‬إخبارياً‮ ‬بعنوان‮ ''‬دعوات لتأسيس جيش المهدي‮'' ‬في‮ ‬البحرين للرد على القمع والاحتلال‮''. ‬ وخلاصة التقرير أن هناك اتصالات ومعلومات تفيد‮ ''‬وجود تحول قوي‮ ‬لدى صفوف الشباب البحريني‮ ‬يدعو إلى استخدام القوة والرد بالسلاح لمواجهة هذه الحملة العسكرية والأمنية ضد الشيعة في‮ ‬البحرين‮''.‬ وأشار التقرير إلى أن هناك دعوات لتشكيل جيش المهدي‮ ‬على‮ ‬غرار جيش المهدي‮ ‬في‮ ‬العراق‮.‬ بالمقابل أرسل آية الله التسخيري‮ ‬رسالة لرئيس الاتحاد العالمي‮ ‬للعلماء المسلمين الشيخ‮ ‬يوسف القرضاوي‮ ‬طالبه فيها‮ ''‬أن‮ ‬يقف إلى جانب شعب البحرين المسلم والمضطهد وأن‮ ‬يغيّر موقفه‮''. ‬وكما هو معروف فإن التسخيري‮ ‬يعد مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية خامنئي‮ ‬للشؤون الثقافية في‮ ‬العالم الإسلامي‮. ‬تزامن ذلك مع دعوة الشيخ محمد سند وهو من كبار علماء الشيعة في‮ ‬البحرين إلى تشكيل المجلس الانتقالي‮ ‬بحيث‮ ‬يضم جميع أطياف المعارضة في‮ ‬الداخل والخارج،‮ ‬وتكون خطواته كالآتي‮:‬ أولاً‮: ‬محاولة اكتساب الاعتراف من عدد من الدول الإقليمية والدولية للمجلس‮. ‬ ثانياً‮: ‬بيان خلفية الشرعية القانونية لهذا المجلس بعد سقوط شرعية النظام الحاكم في‮ ‬البحرين بسبب فقدانه ثقة‮ ‬غالبية مكونات الشعب في‮ ‬البحرين‮. ‬ ثالثاً‮: ‬المضي‮ ‬في‮ ‬عقد اتفاقات إقليمية ودولية للمضي‮ ‬بخطوات عملية في‮ ‬البحرين لإنقاذ الشعب من‮ »‬القمع الدموي‮ ‬الذي‮ ‬يمارسه النظام،‮ ‬وإقامة محاكمات دولية لرموزه‮«. ‬ هذا عرض لما‮ ‬يقوم به تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين بدعم صريح وعلني‮ ‬من طهران،‮ ‬وهي‮ ‬خطوات‮ ‬ينبغي‮ ‬متابعتها وتحليلها ووقفها بشكل فوري‮. ‬لأنها خطوات تقوم على تشكيل مجلس جديد‮ ‬يحكم البحرين‮ ‬يمارس ضغوطاً‮ ‬داخلية وخارجية،‮ ‬وفي‮ ‬نفس الوقت‮ ‬يمارس عمليات عسكرية وحرب عصابات في‮ ‬الداخل البحريني‮ ‬من خلال جيش المهدي