يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1947 الأحد 10 أبريل 2011
صحيفة الوطن - العدد 1947 الأحد 10 أبريل 2011
الهدوء المريب الذي خيّم على الأجواء المحلية خلال الأيام الماضية يستحق المتابعة والاهتمام، خصوصاً فيما يتعلق بالخطوات الإيرانية المقبلة في البحرين. فطهران لم تكتف بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، رغم تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس النافية لتدخل إيران في شؤون البحرين، ولكن الأفعال التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون كفيلة بمعرفة حجم هذا التدخل والتناقض الذي يمارسه وزير الخارجية. بداية فإن نفي الوزير الإيراني لهذا التدخل يقابله في نفس التصريح انتقاد لاذع لما أسماه بـ ''التدخل العسكري السعودي في هذا البلد''. فكيف ينفي هذا التدخل وفي نفس الوقت ينتقد مشاركة قوات درع الجزيرة في إرساء الأمن والاستقرار في المنامة بطلب من الحكومة البحرينية وبتوافق خليجي مشترك وفقاً لمعاهدات الدفاع والأمن الخليجي المشترك. لنقرأ تصريح وزير الخارجية الإيراني الصادر أمس: ''إن الذريعة التي اعتمدتها السعودية في دخولها العسكري إلى البحرين هي أنه جاء بطلب من البحرين وذلك تحت عنوان قوات درع الجزيرة في حين أن هذا التدخل مبرراً عندما يكون ذلك البلد معرض لهجوم عسكري أجنبي''. مؤكداً أن الشعب البحريني له مطالب خاصة يجب احترامها ويعتبر هذا التدخل »عدواناً«. هنا كيف يتحدث الوزير الإيراني باسم شعب البحرين ويقول إن له ''مطالب خاصة يجب احترامها''، ويعتبر هذا التدخل عدواناً؟ نبدأ الآن بالحديث عن التصعيدات الأخطر، والخطوات التي تعكس التدخل الإيراني في شؤون البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة المقبلة. ومثل هذه الخطوات يتم نشرها بشكل مباشر وعلني وصريح في وكالة أهل البيت للأنباء وهي الوكالة الإخبارية التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت، وكما تحدثت سابقاً فإن الشيخ عيسى قاسم يعد العضو البحريني في هذا المجمع لأنه يمثل أعلى سلطة دينية شيعية في العالم، وبالتالي الأخبار التي يتم بثها عبر هذه الوكالة تمثل بشكل أو بآخر وجهات نظر هذا المجمع ومواقفه السياسية. يوم الخميس الماضي بثت الوكالة تقريراً إخبارياً بعنوان ''دعوات لتأسيس جيش المهدي'' في البحرين للرد على القمع والاحتلال''. وخلاصة التقرير أن هناك اتصالات ومعلومات تفيد ''وجود تحول قوي لدى صفوف الشباب البحريني يدعو إلى استخدام القوة والرد بالسلاح لمواجهة هذه الحملة العسكرية والأمنية ضد الشيعة في البحرين''. وأشار التقرير إلى أن هناك دعوات لتشكيل جيش المهدي على غرار جيش المهدي في العراق. بالمقابل أرسل آية الله التسخيري رسالة لرئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي طالبه فيها ''أن يقف إلى جانب شعب البحرين المسلم والمضطهد وأن يغيّر موقفه''. وكما هو معروف فإن التسخيري يعد مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية خامنئي للشؤون الثقافية في العالم الإسلامي. تزامن ذلك مع دعوة الشيخ محمد سند وهو من كبار علماء الشيعة في البحرين إلى تشكيل المجلس الانتقالي بحيث يضم جميع أطياف المعارضة في الداخل والخارج، وتكون خطواته كالآتي: أولاً: محاولة اكتساب الاعتراف من عدد من الدول الإقليمية والدولية للمجلس. ثانياً: بيان خلفية الشرعية القانونية لهذا المجلس بعد سقوط شرعية النظام الحاكم في البحرين بسبب فقدانه ثقة غالبية مكونات الشعب في البحرين. ثالثاً: المضي في عقد اتفاقات إقليمية ودولية للمضي بخطوات عملية في البحرين لإنقاذ الشعب من »القمع الدموي الذي يمارسه النظام، وإقامة محاكمات دولية لرموزه«. هذا عرض لما يقوم به تيار ولاية الفقيه في البحرين بدعم صريح وعلني من طهران، وهي خطوات ينبغي متابعتها وتحليلها ووقفها بشكل فوري. لأنها خطوات تقوم على تشكيل مجلس جديد يحكم البحرين يمارس ضغوطاً داخلية وخارجية، وفي نفس الوقت يمارس عمليات عسكرية وحرب عصابات في الداخل البحريني من خلال جيش المهدي