Monday, July 11, 2011

وعد‮.. ‬شحوال

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1935 الثلاثاء 29 مارس 2011

قد تكون جمعية العمل الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ (‬وعد‮) ‬من أقل الجمعيات التي‮ ‬نالت حظاً‮ ‬في‮ ‬القراءة والتحليل وإبداء الرأي‮ ‬تجاه دورها في‮ ‬أزمة البحرين الحالية،‮ ‬في‮ ‬وقت لم تتحفظ فيه الجمعيات السياسية السبع على ما‮ ‬يسمى بإعلان جمهورية البحرين الإسلامية،‮ ‬أو مطلب إسقاط النظام‮. ‬فماذا حدث ويحدث في‮ (‬وعد؟‮ ‬ بعد أن تأسست جمعية‮ (‬وعد‮) ‬كانت فكرة تعويم الأيديولوجيا من أبرز المظاهر التي‮ ‬كان‮ ‬يسوّق لها قيادات وكوادر الجمعية،‮ ‬ولكن سرعان ما‮ ‬غاب هذا المبدأ في‮ ‬سبيل تغليب المصالح السياسية،‮ ‬والارتماء في‮ ‬حضن التيار الإسلامي‮ ‬الشيعي‮ ‬ممثلاً‮ ‬في‮ ‬جمعية الوفاق،‮ ‬هكذا من دون سبب لأنصار تيار‮ (‬وعد‮) ‬الذين آمنوا بمبادئهم لعقود طويلة من الزمن وتخلوا عنها فجأة ليتحول تيارهم إلى تيار تابع لجمعية الوفاق ظناً‮ ‬بأن الضعف الذي‮ ‬كانت تعاني‮ ‬منه الجمعية سيزول بعد التحالف الاستراتيجي‮ ‬مع الوفاق‮. ‬ولكن هل ساهم هذا التحالف في‮ ‬زيادة قوة الجمعية وانتشارها شعبياً؟ كلا بالطبع،‮ ‬لأن ما حدث هو زيادة نفور الشارع والجماهير تجاه جمعية‮ (‬وعد‮) ‬وأجندتها،‮ ‬حتى تحوّلت تدريجياً‮ ‬إلى تنظيم سياسي‮ ‬يقوم على قيادة الرجل الواحد،‮ ‬رغم وجود العديد من الكفاءات التنظيمية داخل الجمعية‮. ‬والأخطر الأحاديث الجانبية التي‮ ‬يتبادلها عدد من كوادر الجمعية منذ فترة ليست بقصيرة من شراء إبراهيم شريف لمنصب الأمين العام بالمال نظير ما‮ ‬يقدمه للجمعية من دعم مالي‮ ‬ومادي‮ ‬وفير بحكم استثماراته بعد أن دخل الأمين العام السابق عبدالرحمن النعيمي‮ ‬في‮ ‬ظروف صحية صعبة‮.‬ هذا المشهد الداخلي‮ ‬لدى الجمعية لم‮ ‬يقتصر على التحالف المعلن بينها وبين الوفاق،‮ ‬ولكنه امتد لتتداخل مصالح الأمين العام الذي‮ ‬استأثر بالقرار داخل وخارج الجمعية وأصبح النطاق الرسمي‮ ‬باسمها دون إتاحة المجال للأفراد للتصريح،‮ ‬حتى أصبح هو من‮ ‬يشكل مواقفها السياسية المختلفة،‮ ‬وأصبح ما‮ ‬يقوله من تصريحات ومواقف سياسية مستمرة هي‮ ‬مواقف الجمعية وإن لم تكن هناك مشاورات مع بقية الأعضاء في‮ ‬الأمانة العامة،‮ ‬أو حتى الرجوع للهياكل التنظيمية للجمعية‮.‬ لذا كانت المحصلة النهائية هي‮ ‬أن تتورط جمعية‮ (‬وعد‮) ‬في‮ ‬لعبة تاريخية قذرة لتأسيس جمهورية إسلامية‮ ‬يحكم فيها الولي‮ ‬الفقيه المرتبط بالنظام الثيوقراطي‮ ‬في‮ ‬طهران،‮ ‬وهي‮ ‬لعبة من الصعوبة بمكان تفسير أسبابها ودوافعها في‮ ‬تاريخ التيار الذي‮ ‬تمثله الجمعية،‮ ‬سيّما وأنها لم تنل أية مكاسب من كافة مخرجات تحالفها مع الوفاق منذ العام‮ ‬2002‮ ‬وحتى‮ ‬‭.‬2011